توقيت القاهرة المحلي 10:04:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين صار لوبي إسرائيل عبئًا!

  مصر اليوم -

حين صار لوبي إسرائيل عبئًا

بقلم:منار الشوربجي

أكاذيب الإعلام الأمريكى وتبنيه للرواية الإسرائيلية لم تعد تنطلى على عموم الأمريكيين. ففى آخر استطلاعات للرأى العام تبين أن ٦٠٪ من الأمريكيين يعارضون المساعدات العسكرية لإسرائيل و٦١٪ منهم يدركون أن بلادهم متورطة فى مساعدة إسرائيل لارتكاب جرائم حرب. ولم يعد يصدق حكاية أن إسرائيل «تدافع عن نفسها» سوى ٢٢٪ من الأمريكيين!.

أما بين ناخبى الحزب الديمقراطى، فترتفع نسبة من يعارضون المساعدات العسكرية إلى ٧٥٪، بينما يصف ٧٧٪ منهم سلوك إسرائيل فى غزة بـ«الإبادة الجماعية».

لكن قيادات الحزب الديمقراطى لا تزال بعيدة عن قاعدتها الانتخابية. فقد صوتت اللجنة العامة للحزب، أعلى سلطة فيه، ضد مشروع قرار تقدم به التقدميون يدعو لحظر بيع السلاح لإسرائيل. غير أن مشروع القرار شكل ضغطا على تلك القيادات لأنها تدرك أن موقفها قد يؤدى لخسارة الحزب جيل الشباب تحديدا. فاضطرت لتشكيل مجموعة عمل لإجراء «حوار موسع» حول فلسطين بالحزب، مما يعنى كسر جدار الصمت المفروض على جرائم إسرائيل!.

وتلقى أموال لوبى إسرائيل لم يعد بلا تكلفة. فالأعضاء الديمقراطيون بالكونجرس على موعد مع قاعدتهم الانتخابية فى انتخابات ٢٠٢٦. وتوجد مؤشرات تدل على أنهم يستشعرون الخطر. فكلما تقدم الأعضاء التقدميون بالمجلسين بمشروعات قوانين لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل ازداد عدد الديمقراطيين المؤيدين لها. صحيح أن العدد لم يصل للأغلبية، إلا أن الدلالة الأهم هى أن المؤيدين الجدد يضمون أعضاء طالما عرفوا بتأييدهم المطلق لإسرائيل وتلقيهم أموالا من لوبى إسرائيل فى حملاتهم الانتخابية. ففى عطلة الكونجرس بأغسطس، التى يقضيها الأعضاء فى دوائرهم، واجهوا هجوما شرسا من ناخبيهم الذين ساءلوهم عن أموال لوبى إسرائيل. ومن يتابع بدقة وقائع تلك اللقاءات يدرك أن اللوبى صار عبئا يسعى الأعضاء لأن ينأوا بأنفسهم عنه.

فعلى سبيل المثال، فإن النائبة فاليرى فوشى، التى تلقت تمويلا انتخابيا من لوبى إسرائيل يزيد على ٨٠٠ ألف دولار، تعهدت علنا لناخبيها بأنها لن تقبل تمويلا من ذلك اللوبى فى انتخابات ٢٠٢٦. والنائبة فيرونيكا إسكوبار التى سألها أحد ناخبيها فى تجمع جماهيرى عما تفعله من أجل وقف الإبادة فى غزة وعن علاقة موقفها بأموال اللوبى، اعترفت بتلقيها أموالا ولكن «فقط» فى بداية مسيرتها المهنية! ثم دافعت عن نفسها قائلة إنها تؤيد مشروع قانون وقف المساعدات لإسرائيل! أكثر من ذلك، فإن ويزلى بيل الذى ساعده لوبى إسرائيل بملايين الدولارات فنجح فى هزيمة المرشحة التقدمية المؤيدة لفلسطين كورى بوش وجده نفسه محاصرا من جانب ناخبى دائرته الذين واجهوه فى تجمع جماهيرى بهتافات ضده وأسئلة غاضبة، فانتهى الاجتماع بتدخل الشرطة لفض الأزمة! وقد اضطر بيل قبلا لإصدار بيان قال فيه «إننى أؤيد دوما حق إسرائيل فى الوجود وفى الدفاع عن نفسها. لكننى لا أستطيع أن أقف لجانب أفعال تلك الحكومة (الإسرائيلية) التى تترك الأطفال للجوع، وتطلق النار على المدنيين المتلقين للمساعدات. فهذا ليس دفاعا عن النفس ولابد أن يتوقف». وهذا لا يعنى بالمرة أن بيل صار فى خانة فلسطين، إذ لا يزال يقول الشىء وعكسه حتى كتابة السطور، وهو ما يؤكد مجددا أن لوبى إسرائيل صار عبئا لا مزية، وأن دعم إسرائيل المطلق لم يعد، ولأول مرة، موقفا آمنا لا ثمن يدفع بسببه!.

باختصار، جهود أصحاب الضمائر الحية بمن فيهم اليهود المعادين للصهيونية بدأت تؤتى أثرها ولكن الطريق لا يزال طويلا، وجهود مضنية يلزم أن تُبذل حتى يحدث أى تغيير فى السياسة الأمريكية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين صار لوبي إسرائيل عبئًا حين صار لوبي إسرائيل عبئًا



GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt