توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اهتمام السعودية بالطاقة الشمسية

  مصر اليوم -

اهتمام السعودية بالطاقة الشمسية

بقلم - رندة تقي الدين

إعلان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح عن وضع العاهل السعودي الملك سلمان غدا حجر الاساس لمشروع «وعد الشمال» (مدينة تعدينية متكاملة والذي يتضمن مشروع سكاكا للطاقة الشمسية وهو الاكبر عالميا) يمثل توجهاً اساسياً في اكبر دولة نفطية في اوبك ومن بين الاوائل في العالم من حيث الانتاج النفطي لتطوير الطاقة الشمسية على هذا النطاق .

في الماضي كلما توقع احد ان السعودية ستطور الطاقة الشمسية كانت ردة فعل خبراء الطاقة ان السعودية ليست بحاجة الى الطاقة الشمسية بما انها تملك احتياطياً ضخماً من النفط. وكلفة استخراج برميل النفط في السعودية اقل بكثير من كلفة تطوير الطاقة الشمسية التي تحتاج الى استثمارات باهظة وما زالت مرتفعة الكلفة. لكن في السنوات الاخيرة تم تخفيض كلفة الاستثمار بالطاقة الشمسية بشكل كبير خصوصا مع تطوير الصين تقنية استقطاب الطاقة الشمسية بكلفات مخفضة وقد صدرتها لدول عدة في العالم. والولايات المتحدة طورت ايضا هذه التقنية رغم انها بكلفة اعلى من التقنيات الصينية، ولكنها حسب خبراء الطاقة الشمسية بنوعية افضل. وكانت ابو ظبي رائدة في تطوير هذه الطاقة الشمسية في اطار مشروع مصدر للطاقات البديلة التي تملكه «مبادلة للاستثمار».

فاطلاق السعودية مشروع عملاق «الاكبر في العالم» للطاقة الشمسية تطور مهم من حيث انتاج المزيد من الطاقة المتجددة لتوفير النفط ثم تصديره واستخدام الطاقة الشمسية للصناعات المحلية ولاستخدامها في انتاج الكهرباء الذي يستهلك الكثير من انتاج النفط محليا. فالسعودية تحاول ايضا التنقيب عن الغاز في الاماكن صعبة الاستخراج للغرض نفسه. ولكن الطاقة الشمسية تبدو الاسهل كون الشمس موجودة بكثافة في المملكة خصوصا ان كلفة الاستثمار في هذه الطاقة هي باتجاه الانخفاض.

ان دولاً مثل الاردن والمغرب ومصر اطلقت مشاريع تغذية كهربائية على الطاقة الشمسية التي هي طاقة نظيفة ومناسبة لمن يريد حماية البيئة . ودول اقل شمسا مثل المانيا قد اطلقت مشاريع تعتمد على الشمس والهواء في سبيل الحفاظ على البيئة. ان هذه الطاقة النظيفة على عكس ما يقال في الاوساط النفطية ستكون طاقة المستقبل . فراينا مثلا طائرة solar impulse السويسرية التي قامت بجولة حول في ٢٠١٥ من ابو ظبي الى هاواي في الولايات المتحدة في جولة اختبارية للطاقة الشمسية النظيفة. ثم solar impulse في ٢٠١٦ وعلى متنها الطياران السويسريان برتران بيكار واندري بورشبيرغ جالوا بها حول العالم دون بنزين للطائرات بل على الطاقة الشمسية.

اذا المستقبل واعد للطاقة الشمسية النظيفة واطلاق المملكة مثل هذا المشروع يعني انها مهتمة بالطاقة المستجدة بشكل كبير. وهذا لا يعني قطعيا ان السعودية تبتعد عن انتاج النفط. او انها تعد لمرحلة ما بعد النفط .فالنفط يبقى مورداً اساسياً وثمين للمملكة على كل الاصعدة الاقتصادية والتنموية والموقع السياسي .ولكن الطاقة الشمسية قد تمثل تكاملاً مهماً لقطاع الطاقة في بلد مستهلك كبير لانه في طور تطوير صناعات عديدة. فمثلا «توتال» و«ارامكو» اطلقتا الدراسة الهندسية لمشروع بتروكيماوي عملاق يقام قرب المصفاة المشتركة بين ارامكو (وتوتال ساتورب) في الجبيل وهومشروع يبدأ في ٢٠٢٤ وكلفة الاستثمار فيه ٥ بليون دولار.

هذه المشاريع العملاقة التي تطلقها السعودية لتصبح دولة صناعية كبرى في مجال البتروكيماويات تحتاج الى المزيد من استهلاك الطاقة محليا. فتطوير الطاقة الشمسية على نطاق واسع هوخبر جيد في استراتيجية الطاقة للسعودية. والذين لم يصدقوا ان السعودية ستتجه الى تطوير الطاقة الشمسية على نطاق واسع اخطأوا التقدير. فالمشروع الذي يضع له العاهل السعودي الملك سلمان غدا الخميس حجر الاساس سيكرس الاهمية التي توليها السعودية لهذه الطاقة النظيفة التي انعمت عليها الطبيعة بكثافة الى الابد.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اهتمام السعودية بالطاقة الشمسية اهتمام السعودية بالطاقة الشمسية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon