توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نسائم رمضان دون شوائب

  مصر اليوم -

نسائم رمضان دون شوائب

بقلم : أمينة خيري

لرمضان نسائم لا مثيل لها، لا تهزمها سياسة أو ينال منها اقتصاد أو يصرعها «ترند» أو «هاشتاج». ولأن هذه النسائم عزيزة على الجميع، فإن البعض يتمنى صونها من الشوائب أو ما يعكر صفوها. نوايا جمعيات الخير والعاملين فيها والمتعاملين معها ناصعة البياض فى أغلبها. لكن المبالغة فى جعل مد اليد وأرقام حسابات المصارف للحصول على أموال والمبالغة فى استعراض وجه الألم والمعاناة للمرض والفقر والإعاقة فى وجه رمضان فيها ضرر لرمضان ومستحقى الدعم والمساندة.

الضرر اللاحق برمضان هو الإفراط فى طلب المال عبر الاستعطاف والمسكنة وتجذير مفهوم «الشحتفة» بديلًا للتكافل، هذه القيمة البشرية الرائعة والعظيمة، فأن تشارك آخرين ما تملك لأنك على قناعة تامة بمفهوم الأخوة الإنسانية يختلف عن ابتزازك عاطفيًا وإيمانيًا، مع الإصرار على دفع الأشخاص الأقل حظًا إلى مربع مهانة مد اليد وتحقير قيمة عزة النفس. هذا لا يعنى بأى حال من الأحوال عدم التصدق أو الامتناع عن إخراج الزكاة أو مساعدة الأقل حظًا، لكنه يعنى حفظ كرامة المحتاج وتعظيم قيمة عزة النفس عبر اتباع سبل مختلفة عن إعلانات «التسول» وتسليط الضوء على الدموع والآهات.

وأضع ألف خط تحت استعراض دموع وآهات المرضى والمحتاجين من الأطفال، التى أعتبرها جريمة إنسانية حتى لو لم يكن القانون يجرمها. ولعل نسائم رمضان فرصة لنعيد التفكير فى منهج الخير، الذى ربما تسهم بعض تفاصيله فى استمرار دوران عجلة الفقر. ظاهرة «كرتونة رمضان» المليونية أصبحت أكبر من مجرد إدخال الفرحة الغذائية على قلوب الصائمين الأقل احتياجًا. وحيث إنه لا ينبغى الارتكان إلى «الأعمال بالنيات» فقط، فإن تحول التسابق من أجل توزيع الكراتين بشكل هستيرى من قِبَل أهل الخير أوجد سوقًا اسمها إعادة الاتجار بهذه الكراتين من قِبَل بعض الحاصلين عليها. من جهة أخرى، فإن الإصرار على جعل الأكل وكثرته وتنوعه السمة الرئيسية للشهر الكريم ضار بالجميع شكلًا وموضوعًا.

مرة أخرى، هذه السطور ليست اتباعًا لمنهج مارى أنطوانيت المطالِبة بحل مشكلة الفقراء عبر «دَعْهم يأكلون البسكويت»، لكنها محاولة لفك الاشتباك بين رمضان وإلكام الأفواه كوسيلة وحيدة لإدخال الفرحة على الفقراء وإنجاز الواجب الإيمانى للأغنياء. ومازلت على رأيى بأن حكاية «الغارمات» فيها تشجيع ضمنى غير مقصود على الاستمرار فى الاستدانة من أجل شراء النيش وطقم الأكل الألف قطعة لجهاز العروس، دون إصلاح حقيقى للثقافة وتقويم للأولويات. وضمن أولويات رمضان بنسائمه الروحانية إعادة التفكير فى مسألة الابتزاز الإيمانى والإنسانى عبر مَن أنجب سبعة عيال ولا يقوى على إطعامهم، ولا أقول تربيتهم، أو مَن قررت المضى قدمًا فى إنجاب سلسلة من الأبناء المصابين بالمرض نفسه وغيرها من النماذج التى تحيط بنا وتقطع القلوب وتستوجب المساعدة، لكنها لم تستوجب التوعية بالحسنى، مع الوقاية بالقانون الصارم، وكل عام ونحن ورمضان ونسائمه بخير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسائم رمضان دون شوائب نسائم رمضان دون شوائب



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon