توقيت القاهرة المحلي 22:59:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درج مدام عفاف

  مصر اليوم -

درج مدام عفاف

بقلم : أمينة خيري

التعامل مع جنوح «إيفر جيفن» ليس تحررا من الجنوح فقط، لكنه يتطلب تحررا من الجمود. وتجاهلنا لتلك الحقيقة يعنى المزيد من الإغراق فى غيبوبة لا نفع منها. ما منذ الجنوح وحتى التعويم من دلالات جمود الفكر الإعلامى رغم كاشف ودامغ. مبدئيا ذيوع الخبر وانتقاله بشكل يوحى بأهمية كبرى تم عن طريق منصات التواصل الاجتماعى ووسائل إعلام أجنبية، وليس عبر وسائل إعلام مصرية تقليدية (أى الإذاعة والتليفزيون والمواقع والصحف). صحيح أن إعلامنا تناقل الخبر، لكن الغالبية تعاملت معه باعتباره خبرا عاديا، وكأنه تعطل قطار أو إغلاق طريق. فداحة الجنوح وكارثية الآثار التجارية والاقتصادية وانعكاسات ذلك على وصول بضائع حيوية وحيوانات حية فى مشارق الأرض ومغاربها والخسائر المليارية اليومية التى تكبدتها شركات كبرى وتأثر البورصات وأسعار النفط أمور تستحق تسليطا على ما جرى بشكل يختلف عن تأخر القطار المتجه إلى أسوان مثلاً. منظمات حقوق الحيوان انتهزتها فرصة لتسلط الضوء على نحو 200 ألف رأس ماشية حية على متن السفن العالقة، مع العلم أن مصر قامت بإطعام وإرسال أطباء بيطريين للسفن الحاملة للماشية للتأكد من سلامتها. عشرات التحقيقات الصحفية غير المصرية تم نشرها وبثها عن أبرز البضائع العالقة. متاجر «أيكيا» على سبيل المثال لا الحصر نوهت إلى تأخر وصول بضائعها لأماكن شتى فى العالم بسبب الجنوح، ومعها «ديكسونز» وكميات ضخمة من الكمامات والقفازات التى كانت فى طريقها لـ«خدمة الرعاية الصحية الوطنية» فى بريطانيا وغيرها كثير. هذا الاهتمام العالمى والهلع الأممى وما قابله من فتور محلى فى معالجة الجنوح لا سيما فى أيامه الأولى دفع كثيرين إلى أحضان منصات التواصل الاجتماعى التى نشكو من قلة (أو انعدام) مصداقيتها وتطويعها من قبل كثيرين لأغراض سياسية معروفة.

وكان علينا أن نأخذ زمام المبادرة فى اللحظة التى حدث فيها الجنوح. ومرة أخرى، هذا الجنوح كان هدية السماء لنا، وليس العكس كما تصور البعض. مؤتمرات صحفية على مدار الساعة، تحديثات خبرية فيها مادة وليس هلاما، إنفوجرافيكس محترمة، توثيق على مدار الثانية لكل كبيرة وصغيرة فى محيط «إيفر جيفن»، متابعة اجتماعية لكواليس الجنوح: كيف تمضى طواقم السفن العالقة الوقت؟ أين يأكلون وينامون؟ هل انتعشت حركة البيع والشراء فى المناطق القريبة؟ عدد العمال المصريين الضالعين فى أعمال التعويم؟ الطبيبة المصرية الصميمة المقيمة فى أمريكا اقترحت فيلم كرتون عن الجانحة حيث السفن تتحرك وتتكلم والـ«كرين الصغنن الكيوت» يتحدث بصوت طفل، مع ابتكار ألعاب أطفال بشخصيات السفن والكراكات لها أسماء وصفات، وأضيف من عندى بشرط ألا تتسم بالغباء أو السطحية. وبالمناسبة «جوجل» احتفت أمس بتحرير الناقلة المتزامن عبر استبدال بيضة عيد الفصح الشهيرة لدى البحث عن «قناة السويس» بصورة كرتونية متحركة أعلى البحث. لدينا كنز ثمين ونهم بوضعه فى درج مكتب مدام عفاف فى الدور الرابع تحت ساندويتش الفول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درج مدام عفاف درج مدام عفاف



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon