توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شعوب ذوق بالفطرة

  مصر اليوم -

شعوب ذوق بالفطرة

بقلم : أمينة خيري

لن نقول قواعد «الإتيكيت»، لأن الكلمة تثير غضب واستنفار البعض. كلمة «إتيكيت» لا تنم عن كفر وفسق أو تعكس الانعزال فى أبراج عاجية. وهى تعنى اتباع قواعد بديهية فى الأماكن العامة تعكس قدرًا من احترام النفس واحترام الآخرين. وهى لا تقتصر عند حدود الأكل بالشوكة والسكين أو المشى كعارضات الأزياء، لكنها تنطوى على بديهيات الذوق العام. بديهيات الذوق العام تشير إلى أن تناول مأكولات ذات رائحة نفاذة، حتى لو كانت شهية فى نظر البعض مثل الكشرى ورقائق الذرة المقرمشة المعطنة والكبدة والسجق واللب وغيرها، فى وسائل المواصلات العامة، أمر كريه، وليس حرية شخصية. والصوت المرتفع أثناء الحديث فى الهاتف المحمول فى الأماكن العامة ليس جدعنة أو حرية شخصية لكنه انعدام ذوق وقلة تهذيب. ومزاحمة آخرين لدى الدخول من باب أو بوابة لا تتسع إلا لشخص واحد هى قلة ذوق وسماجة وأبعد ما تكون عما يتصوره المزاحمون من أنهم بذلك يشهرون قوتهم ويعبرون عن سيطرتهم.

وتشغيل مصدر صوت فى الفضاء العام بحيث يصل الصوت إلى مَن حولك غصبًا وقهرًا قلة ذوق، سواء كان الصوت أغانى مهرجانات أو عبدالوهاب أو أم كلثوم أو حتى محتوى دينيًا. والاستثناء الوحيد هو المقاهى والمطاعم، وذلك دون أن يصل الصوت إلى الأحياء المجاورة. وبالمناسبة الاعتراض على مكبرات الصوت وأصوات القرآن أو الإنجيل أو التوراة أو غيرها المرتفعة ليس اعتراضًا على الدين ومعاداة للمتدينين، لكنه اعتراض على الغوغائية ومعاداة للعشوائية. والبصق على الأرض وما يصحبه من أصوات بغيضة هو تشبُّه بكائنات أخرى يفترض أنها فى مكانة أدنى من البشر.

والتدخين فى مكان عام هو تعمد إلحاق الضرر بالآخرين. وبهذه المناسبة، التاكسى مكان عام وليس جزءًا من بيت السائق أو بيت أبيه أو أمه. عدم رد السلام أو الاكتفاء بكلمة «أؤمر» أو الإيماء بالوجه. عدم رضا أحدهم عن وظيفته أو عمله، أو شعوره بالحنق على الآخرين، أو وجود مشاكل أسرية أو زوجية ليس مبررًا لقلة الذوق فى التعامل مع الآخرين، ولاسيما إن كانت طبيعة العمل خدمية. والحياة على الأثير لها قواعد ذوق كذلك، فمثلًا التعليق على رأى كتبه صديق على «فيسبوك» أو «تويتر» لا ينبغى أبدًا أن يكون محاولة تأديب أو أمرًا بالمعروف أو نهيًا عن المنكر.

مهمة التعليق النقاش وليس الوعظ والإرشاد والتأديب. وإرسال رسالة إلى صديق أو أحد المعارف على «واتس آب» أو «ماسنجر» أو غيرهما لا يعنى بالضرورة أن يقفز الصديق ليرد فى التو واللحظة، وكونه «أون لاين» لا يعنى أبدًا أن عليه أن يرد على سيادتك. وأكرر مجددًا، ضيق ذات اليد وهموم الدنيا لا تبرر قلة الذوق. كما أن الشعوب المتدينة بالفطرة يُتوقع منها أن تكون «ذوق» بالفطرة، فالدين ذوق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعوب ذوق بالفطرة شعوب ذوق بالفطرة



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021

GMT 12:44 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

أتلتيكو مينيرو يهزم كورتييا في الدوري البرازيلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon