توقيت القاهرة المحلي 08:20:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرصتنا الذهبية في «كوب 27»

  مصر اليوم -

فرصتنا الذهبية في «كوب 27»

بقلم - أمينة خيري

ما زالت أمامنا فرصة ذهبية لاستغلال الحدث الأممى الضخم «كوب 27» ليعود علينا بفوائد ومنافع كبرى تدوم لعقود وقرون.

«كوب 27» هو قمة المناخ التى يتطلع إليها العالم كله دون استثناء، والتى تستضيفها شرم الشيخ من 8 إلى 18 نوفمبر المقبل، وهو حدث لو تعلمون عظيم. وعلى الرغم من أن حديث المناخ والبيئة ودرجات الحرارة والأوزون والوقود الأحفورى والجفاف وغيرها ظل بعيداً عن بؤرة اهتمام ملايين الناس فى شتى أرجاء الأرض -لا سيما البقاع النامية أو الفقيرة لانشغالها بمشكلات الحياة اليومية من مأكل ومشرب ومسكن- فإن أحداث وحوادث وكوارث الأشهر القليلة الماضية كانت كفيلة بإيقاظ النائم وتنبيه الغافل.

حتى النائم والغافل والمتغافل سمع أو قرأ أو شاهد ما يجرى فى باكستان. فأن تغمر مياه الفيضانات ثلث مساحة دولة وتقتل ما يزيد على 1190 شخصاً بينهم نحو 400 طفل انزلقوا حرفياً من بين أيادى ذويهم وهم يحاولون جذبهم فوق مياه الأمطار الموسمية التى وصفها الخبراء بـ«المتوحشة»، وأن يلحق الضرر بـ33 مليون شخص فى بلد واحد، أى 15 بالمائة من سكان دولة قوامها 220 مليون نسمة بين يوم وليلة، فهذا يعنى أن وضع الكوكب المناخى والبيئى لم يعد يحتمل النوم أو الغفلة أو التغافل. بل لم يعد يحتمل الترحيل والتأجيل والتسويف تحت ضغوط توفير رغيف عيش اليوم وموتنى بكرة، كما يقول المثل الشائع.

فـ«الموت بكرة» لم يعد احتمالاً ضعيفاً يحلق فى آفاق بعيدة جداً، بل باتت ملامحه تتحقق أمامنا بين الوقت والآخر. لعلها علامات تحذيرية، وربما تكون أمارات تدفع البشرية إلى التحرك فعلياً وليس نظرياً.

ما جرى فى باكستان من فيضانات مدمرة، وما تعرضت له دول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا من موجات جفاف غير مسبوقة حولت اللون الأخضر الزاهى إلى أصفر كالح. «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» تتحدث عن تزايد احتمالات ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1٫5 درجة مئوية بحلول عام 2026، وهذه كارثة. الأمر ليس مضحكاً حيث يتفكه البعض بأن الحل سيكون النزوح نحو قرى الساحل الشمالى، فالموضوع أكبر من ذلك وأفدح. مثل هذه الزيادة ستلحق أضراراً فادحة بكل الكائنات على ظهر الأرض. الطاقة المتجددة بديلاً عن غيرها لم تعد رفاهية أو صورة نلتقطها لأنفسنا بجوار سخان شمسى أو طاحونة هواء. والحقيقة أن من أفضل ما تم فى مصر خلال الأعوام الماضية ما حدث فى ملف الطاقة المتجددة.

تجدد الحديث فى مصرنا الحبيبة عن قضايا البيئة والمناخ فى مناسبة «كوب 27» لا ينبغى أبداً أن يمر مرور الاجتماعات المغلقة والتصريحات المغلفة فى سوليفان لا تفهمه الغالبية وإن فهمته شعرت أنه لا يعنيها فى شىء. الفرصة ما زالت متاحة للدق على أوتار المؤتمر المناخى الأهم فى العالم لنستفيد كمصريين منه بشكل مستدام.

وأكرر نداءاتى المستمرة للنظر فى بعض التصرفات اليومية العادية التى نقوم بها والتى لا تلفت انتباهنا أو نجدها جديرة بالمراجعة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر فوضى الأكياس البلاستيكية فى محلات السوبر ماركت، التى تدور رحاها على مدار الساعة دون هوادة. الغالبية المطلقة من المتسوقين تضع مشترياتها فى الأكياس (المجانية) المتاحة بكثرة ووفرة عند «الكاشير». وفى حال وُجِد عامل للتعبئة، فإنه يبالغ فى عدد الأكياس المستخدمة ظناً منه أنه هكذا يسعد العميل.

واقعتان أحكيهما باستمرار عن الأكياس البلاستيكية التى نستهلك منها 12 مليار كيس سنوياً!! فى مخبز فى ميدان الجامع دخل رجل يحمل حقيبة قماش وطلب مخبوزات عدة، وحين فوجئ بالعامل يضع كل صنف فى كيس، ثم يضع الأكياس فى كيس أكبر، ويربط الكيس الأكبر بكيس صغير ليكون محكماً، نظر لها باستغراب وقال له: مش حرام عليك البلاستيك ده كله. أنا معايا شنطة قماش. ولن أسهب فى شرح كم الضحك والسخرية التى نالت الرجل من العاملين عقب خروجه. وفى مرة أخرى، وبينما كنت أتسوق فى سوبر ماركت شهير، طلبت من عامل التعبئة تقليص عدد الأكياس لأنى اشتريت حقيبة كبيرة تستخدم أكثر من مرة، فامتثل، فسعدت، ثم فوجئت به يدس حفنة ضخمة من الأكياس البلاستيكية الفارغة فى الحقيبة التى اشتريتها وقال لى: دى ببلاش!

«اللى ببلاش كتر منه» هذه حقيقة، وبكل تأكيد هذه ليست محاولة منى لنزع مجانية الأكياس البلاستيكية وإن كانت مطبقة فى دول عدة وبمبالغ رمزية تعادل القرش عندنا. ولكننا فعلياً لا يوجد لدينا قرش، كما أن المواطن لن يحتمل أى إضافات أخرى وكفاه ما هو فيه. لذلك، أعود إلى «كوب 27» وأدعو إلى توعية حقيقية وحوافز فعلية لتقليص استخدام الأكياس البلاستيكية، لعلها تكون بداية لتوعية بيئية تأخرنا فيها كثيراً. أعلم أن هناك قوانين صادرة فى هذا الشأن، لكن العبرة بالتطبيق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصتنا الذهبية في «كوب 27» فرصتنا الذهبية في «كوب 27»



GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 05:34 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

اتفاق غزة... الأسئلة أكثر من الإجابات!

GMT 00:17 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

في معنى «التنوير»

GMT 19:46 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

قراءة في مذكّرات يوسف حمد الإبراهيم

GMT 19:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

محاولة بعث الصدام الحضاري

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon