توقيت القاهرة المحلي 02:42:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الماميز» والتعليم

  مصر اليوم -

«الماميز» والتعليم

بقلم - أمينة خيري

هالنى ما قرأت من أمنيات الـ«ماميز» وغيرهن فيما يختص بالتعليم ومطالبهن لوزير التربية والتعليم والتعليم الفنى الجديد الدكتور رضا حجازى.

ملخص المطالب والأمنيات هو العودة إلى نظام التعليم كما كان، حيث الكتب والمناهج وإلغاء الـ«تابلت» هذا البعبع الرهيب الذى نال من عبقرية الأولاد وهدم البيوت المصرية، وكاد يعرض أمن الوطن والمواطنين لأخطار داهمة لاستحالة التعامل مع هذا الجهاز (التابلت) والعودة إلى زمن التعليم الحقيقى حيث الأولاد يحفظون المنهج ويسكبونه على ورقة الامتحان، وكلما زادت شطارتهم كانوا أقرب إلى «تقفيل» الامتحان وإحراز الدرجات النهائية التى تؤهلهم للالتحاق بكليات «القمة» حلم الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران.

وتعالت مطالب عودة أسئلة الامتحان لتكون من داخل المنهج، وليست تلك الأسئلة العجيبة الغريبة التى تدفع (أستغفر الله العظيم يارب) الأولاد للتفكير والعياذ بالله! عبر الأهل عن رغبة فى العودة إلى نظام التعليم الذى لم تشوبه شائبة وكان الأروع فى تاريخ الأمم حيث الأولاد يتدربون على الأسئلة النموذجية، ويحفظون الإجابات النموذجية، ويحصلون على الدرجات النموذجية، ويلتحقون بالكليات النموذجية. لكن سلسلة الأحلام «النموذجية» تتوقف عند هذا الحد، حيث تصوراتهم للأعمال والوظائف النموذجية فى سوق العمل النموذجية لم أجد لها أثرا فى مطالبهم وأمنياتهم.

لم أجد أثرا لحقائق مفادها إن ملايين الوظائف التى نعتبرها اليوم «وظائف نموذجية» حصل العاملون بها على شهادات «نموذجية» بعد خوضهم نظام التعليم «النموذجى» القائم على التدريب على أسئلة «نموذجية» وحفظ الإجابات «النموذجية» وسكبها على ورقة الامتحان فى تركيبة «نموذجية» ستختفى كلية، لا بعد نصف قرن أو ربع، لكن بعد ثلاث سنوات بالتمام والكمال. المحاسب ومدخل البيانات والموظف الإدارى والمراجع ومسؤول المخازن وغيرها مهن لن تكون موجودة بعد أعوام قليلة.

الأهل لم يدركوا بعد أن المنطقة العربية تحتل المرتبة رقم واحد فى نسبة البطالة الأعلى والأسرع نموا فى بطالة الشباب فى الفئة العمرية من 15 إلى 24 عاماً، بحسب تقرير صادر عن «منظمة العمل الدولية». والتوقعات تسير نحو الأسوأ. لماذا؟ لأسباب عدة، أبسطها أننا نضخ أعدادا مهولة من الشباب فى سوق العمل كل عام، لأننا ننجب بلا هوادة، وطبعا مصر على رأس دول الإنجاب السريع.

ولأن نظام التعليم الذى تحلم به الـ«ماميز» لا يؤهل الأبناء والبنات الخريجين للعمل فى سوق العمل المستقبلية القائمة على الاقتصادات الملونة: الأخضر الهادف إلى الحد من المخاطر البيئية والقائم على التنمية المستدامة، والأزرق القائم على الاستخدام المستدام لموارد البحار، والبرتقالى المعتمد على المنتج الإبداعى وإعمال عقل وملكات الفكر ومهارات الابتكار. وبمناسبة الإبداع قرأت محادثة هذا نصها: «التعليم باظ الكام سنة اللى فاتوا. العيال بطلت تحفظ المنهج. وبنك المعرفة الوهمى وكلام فاضى». «الحفظ مش تعليم. وبنك المعرفة مصدر للمعلومات وتحفيز للتفكير النقدى. حضرتك دخلتيه قبل كده؟» «لا طبعا، وأدخله ليه أصلاً؟!».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الماميز» والتعليم «الماميز» والتعليم



GMT 19:46 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

يا وزيرة الثقافة!

GMT 19:45 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«الفيتو» الأمريكى؟!

GMT 19:39 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

غزة وتحديات ما بعد الحرب

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

العكس بالضبط

GMT 17:24 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

المرأة المصرية شاركت فى بناء الأهرامات!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon