توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأذان الموحد يهدم الدين؟

  مصر اليوم -

الأذان الموحد يهدم الدين

بقلم - أمينة خيري

بينما أقلب فى أوراقى القديمة وجدت موضوعًا كتبته قبل ما يزيد على عقد؛ احتفاء بمشروع ينسب إلى وزير الأوقاف الأسبق الراحل الدكتور محمود حمدى زقزوق وهو الأذان الموحد. وقتها تم تنفيذ المرحلة الأولى (والأخيرة) فى نحو أربعة آلاف مسجد. اعترض البعض من هواة تضارب الأصوات وتعاليها باعتبارها معايير التدين ونشر الدين.

كان ذلك قبل سنوات وقت لم يكن الوجه الفعلى والحجم الحقيقى لما جرى فى مصر على يد مستلبى الدين ومن اختلوا بمنابر التفسير والتطرف وهيمنوا على عقلية البسطاء وغير البسطاء من باب «العودة إلى الله»- قد تبين بعد. لكن سطوة الدولة كانت حاضرة، وبالفعل بدأ المشروع وتم تزويد العديد من المساجد بتقنية البث المشترك بصوت جميل هادئ يدعو إلى التفكر والتأمل فى ملكوت الله وليس الاستنفار والاحتداد بفعل الصراخ، ناهيك عن تداخل الأصوات ما يجعل تفسير الكلمات مستحيلًا، بالإضافة إلى قبح صوت السايس أو البواب الذى قرر أن يؤذن. لكن فى أحداث يناير 2011، تمت سرقة أجهزة البث الخاصة بالأذان الموحد من المساجد وتوقف المشروع. فى الآونة الأخيرة، وبفضل جهد وزارة الأوقاف- التى أعتبرها المنبر الرئيسى للتعقل الدينى والوسطية الفكرية فى الأمور المتعلقة بالدين هذه الآونة- عاد المشروع إلى الواجهة على مدار العامين الماضيين. صحيح أن أغلب المساجد مازال ينتهج نهج الأذان الفردى، لكن مجرد طرح الفكرة وتطبيقها على عدد- ولو محدود- من المساجد هو إنجاز عظيم فى ظل الهوس الدينى السطحى السائد، والذى يعتبر انتقاد صوت المؤذن «الهاوى» القبيح حربًا ضد الدين، والاعتراض على تشغيل القرآن الكريم بصوت عال فى المقاهى أو التاكسيات وغيرها دعوة إلى الفسق. وكتبت قبل أسابيع مرة مشيدة بتدخل وزارة الأوقاف للسيطرة على مهزلة الأذان بأصوات أقل ما يمكن أن توصف به هو القبح الشديد، فى عدد من مساجد مدينة الشروق، ناهيك عن عشرات مكبرات الصوت التى تنافس أعداد المصلين، وأشرت مرة أخرى إلى أن جزءًا من المشكلة ليس فى ارتفاع الأصوات غير الصالحة للأذان لدرجة الصراخ فقط، بل فى دفاع الناس المستميت عن هذا القبح وهذه العشوائية، بل «الدعاء» و«الحسبنة» على من يطالب بالتنظيم والتهذيب والتجميل.

واعتبرت هذا الدفاع علامة على ما لحق بالخطاب الدينى فى مصر على مدار سنوات، مخلفًا البعض ممن يمسكون بتلابيب الصوت ويتركون جوهر الدين من معاملات ونظافة وحسن خلق «يضرب يقلب». تذكرت كل ما سبق حين تلقيت رسالة من قارئ وزوجته وكليهما فى العقد الثامن من العمر يسكنان شارع الجزيرة الوسطى فى الزمالك ويشكوان من صوت مؤذن «يستعرض كل ليلة حتى فجر اليوم التالى مواهبه الصوتية عبر الصراخ من خلال مكبر الصوت الموجه إلى أعلى» وهو ما يمنعهما تمامًا من النوم. أشفق كثيرًا على وزارة الأوقاف فهى تقف منفردة فى حلبة مصارعة متعددة الأطراف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأذان الموحد يهدم الدين الأذان الموحد يهدم الدين



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon