توقيت القاهرة المحلي 06:32:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -
تعليق الدراسة الحضورية في تعليم المدينة المنورة اليوم بسبب الأمطار الغزيرة الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار
أخبار عاجلة

الثورة الزراعية فى مصر

  مصر اليوم -

الثورة الزراعية فى مصر

بقلم : د. عبد المنعم سعيد

 من قبيل التكرار أنه فى مصر جرت تاريخيا الثورة الزراعية التى غيرت تاريخ الإنسانية فكان لها من الأثر ما حققته فيما بعد الثورة الصناعية بحلقاتها المتوالية منذ الآلة البخارية حتى «الروبوت» و «الهيومانويد». هذه الثورات المتوالية أطالت عمر الإنسان وجعلته يعيش معيشة صحية أكثر من أى وقت مضي، ومنذ مطلع التسعينيات من القرن الماضى فإن معدلات وفيات الأطفال تراجعت إلى نصف ما كانت عليه، وحدثت تراجعات هائلة فى أمراض مثل السل والملاريا وحتى الإيدز، وانخفضت حالات شلل الأطفال بنسبة 99%، وأصبح العالم على حافة إزالة أمراض معدية وهو ما حققه الانسان من قبل مرة واحدة فيما تعلق بمرض الجذام. ومن الأخبار السارة أن نسبة المصنفين باعتبارهم يعانون الفقر المدقع بين سكان العالم قد تراجعت من 35% إلى 11%.

فى مصر حدث الكثير من التقدم خلال العقود الماضية فى انخفاض وفيات الأطفال وارتفاع العمر المتوقع عند الميلاد، ولكن ليس معنى ذلك أن كل الأخبار سارة ،سواء كان ذلك ما تعلق بمصر أو بالعالم فى مجالات الصحة والعمر. ولعل الهدف الرئيسى المطروح أمامنا دوما هو كيف نزيل «الفقر المدقع» من البلاد؛ وفى ذات الوقت نقلل من عدد الفقراء الذين بعد تراجعهم فى مطلع القرن الحالى عادوا مرة أخرى إلى الزيادة بشكل نسبى ومطلق أيضا. حزمة السياسات التى نسير فيها تدفع فى هذا الاتجاه، وهناك مشروعات بعينها تبحث عن تحقيق اختراق فى مجالات الصحة والتغذية؛ وفى الإنتاج الزراعى ربما كان مشروع المليون ونصف مليون فدان الأكثر شهرة، ولكن هناك الكثير من الأفكار المطروحة التى تسعى إلى تحقيق قفزات نوعية فى الزراعة من خلال الإصلاح الجذرى فى طرق الري، وفى اتباع أنواع جديدة من المنتجات ذات الفائدة للصحة العامة والتصدير.

ابيل جيتسب صاحب شركة مايكروسوفت الشهير، وواحد من أغنى أغنياء العالم، نشر مقالا فى دورية «الشئون الخارجية» ليس فى مجال الإلكترونيات الذى ظهرت فيه عبقريته وإنما فى مجال التنمية الكونية من خلال إعادة صياغة الجينات وما سماه Gene Editing الذى يمثل حزمة كبيرة من التكنولوجيات الجديدة التى دخلت مجال الإنتاج الزراعى والحيواني. وكما هو معروف فإن بيل جيتس وزوجته ميلندا شكلا معا مؤسسة جيتس التى عملت فى مجالات للتنمية فى العالم الثالث كان من أول أهدافها القضاء على مرض الملاريا فى العالم. إعادة صياغة «الجينات» فى النبات والحيوان يمكنها إحداث ثورة عظمى فى الإنتاج النباتى والحيوانى لا تجعل الإنسانية فقط تتخلص من المجاعات، وإنما تكون أكثر صحة ومقدرة. التقدم التكنولوجى الحالى فى مجال الجينات يجعل العلماء أكثر قدرة من أى وقت مضى على تشخيص الأمراض ومعالجتها ومحاربة العلل التى مازالت تعيق قدرة الملايين كل عام وبشكل خاص الفقراء منهم. ما لا يقل أهمية عن ذلك، والكلام لا يزال لجيتس، أن التكنولوجيات الحديثة تعطى الملايين من المزارعين القدرة على زراعة محاصيل وتربية الحيوانات الأكثر إنتاجية من اللحم واللبن والتكاثر.

ومن المحاولات الرائدة فى هذا الشأن تلك التى جرت فى مركز بحوث الجينات والصحة فى جامعة أدنبرة فى اسكتلندا حيث كان لأساليب إعادة صياغة الجينات أثر كبير على إنتاج الأبقار والدواجن. فارتفاع درجة الحرارة فى المناطق الأفريقية الاستوائية أدى إلى انخفاض إنتاجية الأبقار من اللبن ومنتجاته، رغم أن هذه ذاتها يكون لها إنتاجية مرتفعة فى المناطق معتدلة المناخ. التحكم فى جينات هذه الأبقار يجعلها قادرة على زيادة إنتاجياتها حتى تتجاوز تلك المعروفة فى البلاد المتقدمة الباردة. عمليات التخصيب الجينى تعطى الأبقار الإفريقية قدرات تزيد إنتاجيتها بمقدار 50%. وبنفس المنهج، فإن المحاصيل هى الأخرى تتغير إنتاجيتها بإعادة صياغة جيناتها بحيث تعظم من عمليات النمو، وتقلل الحاجة للأسمدة، وكيماويات مقاومة الحشرات، وتزيد من قيمتها الغذائية، وتجعل النبات أكثر صلابة فى مقاومة الجفاف. وبالفعل فإن هناك محاصيل كثيرة تحسنت نتيجة الصياغة الجينية فأصبحت لا تتعرض للعطب بسرعة مثل البطاطس، بحيث يمكنها تحمل فترات أطول من أجل التصدير، وبالنسبة لفول الصويا فإنه يولد زيوتا صحية. وبالنسبة لمصر فإن العلماء فى جامعة أكسفورد البريطانية استخدموا التكنولوجيا الجينية فى إنتاج أنواع جديدة من الأرز تسمى أرز C4 يعيد ترتيب الهياكل الضوئية فى أوراق النبات بحيث يستخدم أسمدة بنسبة أقل، كما أنه يجعل النبات قادرا على تحويل أشعة الشمس إلى غذاء، ورغم زيادة المحصول بشكل كبيرفإنه يستهلك كميات أقل من المياه.

كثير من هذه التطورات التكنولوجية تجد أصولها فى محاولات مبكرة للإنسان من خلال عمليات التلقيح فى النباتات والحيوانات؛ أما الجديد الذى تقدمه الهندسة الجينية هى أنها زادت من كفاءة المحاصيل الموجودة بالفعل، كما أنها أنتجت الكثير من المنتجات الدوائية «الطبيعية» مثل «الأنسولين» البشري، وكذلك الهرمونات والتطعيمات ضد الأمراض المختلفة. مثل هذه الثورة الزراعية الجديدة التى أشار لها وبحوثها ونتائجها بيل جيتس، نحتاج تفعيلها فى مصر بحيث تقودنا إلى ثورة زراعية شاملة تضاعف من نتائج التوسع الأفقى فى الزراعة عن طريق عمليات الاستصلاح بحيث يمكن الحصول على إنتاجية أكبر مما نحصل عليه الآن. ولعل الرئيس السيسى كان يقصد ذلك عندما أشار إلى أن مصر سوف تسعى لعمل 100 ألف صوبة زراعية تكون إنتاجيتها تماثل زراعة مليون فدان. ومن الجدير بالذكر أن هناك بالفعل محاولات مبكرة لمصر فى إنتاج أنواع جديدة من المحاصيل بما فيها القمح والقطن والفراولة والعنب وغيرها. ولكن الأمر يحتاج إلى ما هو أكثر، ليس فقط لأن الزيادة السكانية تضعنا فى سباق صعب مع ما هو متاح من إنتاج الغذاء، وإنما أيضا لأنه مع كل ارتفاع فى مستويات المعيشة فإن استهلاك الغذاء تزايد، وفى كل الأحوال فإن الاستيراد يضع ضغوطا كبيرة على الإمكانات والقدرات المصرية حتى تتحول بسرعة إلى مزيد من الصادرات.

نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة الزراعية فى مصر الثورة الزراعية فى مصر



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt