توقيت القاهرة المحلي 01:54:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

مفكرة لشبونة: أين باع المياه؟

  مصر اليوم -

مفكرة لشبونة أين باع المياه

بقلم: سمير عطا الله

المدن دروب. ولست أدري لماذا لم تحملني الدروب إلى لشبونة قبل الآن؟ ربما بُعدُها عن قلب القارة، وشعورنا بأنها أقرب إلى المحيط. ربما انطباعنا الأول والدائم أنها شيء على أطراف الأندلس وليست في عبقه وأسحاره. أستطيع أن ألقى تبريرات كثيرة، كلها غير ضروري.
كل ما كان يشدّنا إلى البرتغال، زوجتي وأنا، صوت آماليا رودريغز. كانت مغنيتنا في الأيام الأولى للخطوبة، وظلت كلما جاءت لأحياء حفلات في بيروت في «الإيبي كلوب» نحرص على أن تكون طاولتنا إلى مقربة منها، نسلم عليها ونبلغها إعجابنا العاطفي، كما نبلغها أنها بالنسبة إلينا، مثل فيروز، ولو لم نفهم ما تقول. لكنها بالتأكيد تغنّي شيئاً من تأليف عاصي ومنصور.
مع الحرب فقدت بيروت حضور آماليا رودريغز، كما فقدت بقية نجوم العالم. غير أننا احتفظنا بأغانيها في كل مكان. لو لم يذكّرنا ابني وابنتي، بمرور 50 عاماً على زواجنا، لكانت الذكرى على بعد 50 عاماً. بيروت في الخوف، وأهلها من أمثالنا تهتز صدورهم: أهجرة أخرى في مثل هذا العمر وحقائب ومطارات؟
أصر البنون على أن يقدموا لنا هدية الخمسين، وأن تكون رحلة إلى مكان نختاره. وكانت ابنتي هي التي تذكرت محبتنا لآماليا رودريغز. وتكفل الابن البحث بـ«الباكج» بسبب خبرته. بدت لشبونة للوهلة الأولى مثل عواصم أوروبا الشرقية في الماضي، ولكن بعدد أكبر من السيارات. خضرتها كثيرة وهدوؤها مريح ومؤنس. لكنك لا تلبث أن تكتشف أنها تنتمي أكثر إلى الغرب، عالمها الأساسي وحضارتها القديمة، وجذر لغتها اللاتيني.
مثل معظم العواصم الأوروبية، لشبونة لها نهرها، «التيخو»، أو «المقتحم»، وهو ينبع في إسبانيا ويسري فيها نحو 700 كيلومتر، ولا يُبقي للبرتغال سوى 250 كيلومتراً. ومع ذلك فهو يحمل هويتها ويملأ أشعارها وموسيقاها وأغانيها، وعلى ضفافه تنتشر مقاهي الرمز البحري للبرتغال: السردين. وكان رجل أعمال عربي قد قرر في الثمانينات أن يكسر كل قواعد جده وجدته، أي أن «يبيع الميّه في حارة السقايين». فخطر له أن ينشئ شركة لصيد وتعليب سمك السردين في بلاد البرتغال. لا أذكر ماذا كانت النتيجة. لكنني لا أنسى أمثال جدي وجدتي: سمك في البحر!
مثل جميع الأنهار، يثير «التيخو» أو «التاغس» أو «التاج»، الذكريات والحنين في نفوس الشعراء. الحب والجوى. وتُكتب له الأغاني مثل «النيل» و«الفرات» و«السين» و«التيبر» في روما و«الليفي» في دبلن.
يأخذه الحزن، على ضفاف «التاج»، فرناندو بيساوا، المحاسب المساعد في شركة «فاسكيز». يتخيل الجيوش الحالمة التي أبحرت في سفن عالية الصواري، ثم عاد جنودها حفاة، أقدامهم غارقة في الطين والوحول. الأنهر للإبحار لا للتراجع الموحل ودندنة الانكسار.
لكنه سرعان ما يعثر لنفسه على تعزية، ربما وهو يتأمل وجوه العابرين أمام المقهى، فيقول إن النساء أكثر بكاءً من الرجال. يبكي الرجال قليلاً. ويحزنون قليلاً. وإذا ما بكوا وحزنوا، حوّلوا كل شيء إلى رؤية. أو قصيدة. أو متعة الغروب على نهر «التاج».
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة لشبونة أين باع المياه مفكرة لشبونة أين باع المياه



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt