توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يسمعهم الله؟!

  مصر اليوم -

هل يسمعهم الله

بقلم - خولة مطر

هى مؤمنة جدا بل أكثر إيمانا من كثر من أصحاب «مظاهر» الإيمان، حتى إنها قليلة الموعظة أو التوبيخ وكثيرة الشكر والتقدير، كما إنها تبتسم كثيرا وتنشر الحب أينما حلت. هكذا عرفتها وهكذا بقينا نلتقى، هى كما هى وأنا كما أنا، لا تسمح إحدانا لنفسها أن تتخطى تلك الخطوط المرسومة بعناية ولكن بكثير من التقدير والحب.. ولكن فى لقائنا الأخير بدت شاحبة جدا ومهمومة ولكن من منا ليس كذلك والمذبحة مستمرة على شاشات التلفزة أو عبر وسائل التواصل. بقيت صامتة وسط الجمع الذى لم يبعد فى بوصلة حديثه عن غزة وكل فلسطين وما بعدها! ولكنها وبهدوء شديد طرحت السؤال الذى خلق حالة من الصمت المدوى: «أين الله؟!».

• • •

طالت لحظات الصمت ربما لأن كثيرات من الحاضرات لم يكن يتوقعن مثل هذا السؤال ومن هذه الصديقة بالذات، وربما لأنهن فى دواخلهن أو بين أنفسهن قد يطرحن السؤال عندما تصرخ الأم فى غزة بأن كل أولادها دفنوا تحت منزلهم، أو عندما يقول الطفل أحمد إنه المتبقى الوحيد من عائلة مكونة من أكثر من خمسين امرأة ورجلا وطفلا وشيخا.. ولكنهن لا يتجرأن على طرحه علنا حتى بين أقرب الأقربين رغم أن الصور من غزة كلها تحمل كثيرا من الإيمان، ولأن ردود الجرحى والجوعى والعطشى كانت دوما «الله معنا» عندما خذلنا الأقربون من عرب ومسلمين.

• • •

«الله معهم» هكذا نردد نحن أيضا المتسمرين أمام شاشات التلفزة أو المتابعين للموت العلنى فى فلسطين، أو الخارجين فى مسيرات أو ندوات أو تظاهرات ترفع شعارات كلها بالتأكيد محقة ونابعة من إيمان عميق بذاك الحق الذى لا تقتله أى دبابة ولا صاروخ ولا قذيفة «ذكية»!

• • •

هناك يتظاهرون فى غرف صنع القرار ويطالبون بوقف الدعم لتسليح الصهيونى المسعور الذى أصيب فى لحظة من الجنون بحالة أنه قادر على الإبادة وأمام أنظار العالم، ولن يقف أحد أمامه بل ربما هو يمد لسانه، وينشر بين الفينة والأخرى أخبارا تؤكد ما يعرفه كثر منا وهى أنهم جميعا معه.. مع الصهيونى فى حرب إبادته ومع القضاء على الشعب الفلسطينى أو تهجيره للمرة المائة بعد الألف أو حتى لذبحه وبتر أطرافه وتجويعه ومنع قطرة الماء عنه.. هم، أى الصهاينة، يتباهون بذلك، ألم تروا جنودهم وهم يصورون أنفسهم دون أى رادع حتى لو كان ذاك الرادع محكمة دولية أو عقابا قادما؟.. لأنهم يعرفون أنه عندما قام هتلر والنازيون بما قاموا به كان هناك كثر من اليهود، أى من أهلهم، ممن ساهموا معه كل بأسبابه وكثيرون جريا خلف مصالحهم الضيقة جدا.. فلم نستغرب أن الأقرب للشعب الفلسطينى، فى العرق أو الجيرة أو الدين أو حتى التاريخ، هم أيضا من سيحاكمهم التاريخ إن لم تحاكمهم أى محكمة دولية؟!

• • •

تعود هى لتكرر السؤال، وهى تسرد بصوت لا ينقطع ولا يتوقف حتى لأخذ النفس حكايات وهى كثيرة لأطفال ونساء ورجال وشباب وصبية وصبايا، بل لأحلام اندثرت تحت أنقاض العمارات والمبانى، وتاريخ وفن وثقافة وعلم؛ عمل الصهاينة على قتله ودفنه فى الأرض السابعة خوفا من فلسطينى أو فلسطينية أخرى تعود لتتمسك بالعلم والحب والإيمان فى مواجهة الظلم والكراهية والحقد.. تعود صديقتى بعد سردها لسؤالها الصعب «أين الله؟!» وتردد ألا يسمع صوت أمعائهم كما نحن؟ وفى محاولة للتبرير أو التخفيف عن النفس تقول: «نحن عجزة»، نعم نحن كذلك ولكنه الأقوى والأكثر عدالة، وهو معهم وهم يعرفون أنه معهم ويستنجدون به فقط بعد أن تأمل الشعب الفلسطينى منذ أكثر من سبعين عاما بأن تحرير الأرض سيأتى عن طريق الإخوة و«الأشقاء» و.. و..، عرف أهل غزة وأهل القدس والضفة وحيفا ويافا والجليل أن الأرض لن تتحرر إلا بعد أن تسقى بدمائهم هم، وبعد أن يقدموا هم أبناءهم وبناتهم وكل ما يحبون ويملكون ثمنا لها؛ للأرض والوطن.. ولكنها تعود لطرح السؤال الأصعب «أين الله؟!».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يسمعهم الله هل يسمعهم الله



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt