توقيت القاهرة المحلي 01:54:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

الدبلوماسية الخشنة فى أزمة السد الإثيوبى

  مصر اليوم -

الدبلوماسية الخشنة فى أزمة السد الإثيوبى

بقلم: عبد الله السناوي

بدت الرواية الإثيوبية المتناقضة كأنها بندول ساعة قديمة، يذهب ويجىء بين الإثبات والنفى من لحظة لأخرى.
ملأت خزان «سد النهضة».. أم لم تملأه؟
فى يوم واحد تبنَّت إجابتين متناقضتين.. أولاهما أكدت، وثانيتهما نفت.
كان الإعلان عن بدء ملء خزان السد منسوبًا إلى وزير الرى عبر وسائل إعلام رسمية، مصدقًا بقدر اتساقه مع الاستراتيجية التفاوضية الإثيوبية فى استهلاك الوقت والمفاوضات للوصول إلى هذه النقطة بالذات بوضع دولتى المصب مصر والسودان أمام الأمر الواقع دون اتفاق ملزم، عادل ومنصف.
وكان النفى الرسمى، عبر نفس الوزير ووسائل الإعلام الإثيوبية، التى بثت خبر بدء ملء السد، مطعونًا عليه فى صدقيته.
بفوائض أزمات الثقة فيما يصدر من تصريحات وتعهدات إثيوبية سرعان ما يجرى سحبها من فوق موائد التفاوض والعودة إلى المربعات الأولى مرة بعد أخرى، داعيًا إلى التساؤل عن حقائق الموقف وأسرار الارتباك.
فى أحوال طبيعية يفترض أن يكون النفى الإثيوبى لملء الخزان داعيًا إلى تأكيد الثقة فى إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث ينهى الأزمة، غير أن الأسلوب التفاوضى الذى تتبعه لا يدع مجالًا لأى رهان على حسن النية مجددًا.
بدت الرواية الأولى، التى أكدت ما التقطته الأقمار الاصطناعية من صور عن بدء ملء الخزان، أقرب إلى خطاب داخلى، فـ«بناء السد وملؤه يسيران جنبًا إلى جنب»، و«اللحظة التى انتظرها الإثيوبيون طويلًا حانت أخيرًا».
فور الإعلان الإثيوبى أكدت وزارة الرى السودانية أن هناك تراجعًا فى مستويات نهر النيل بما يعادل (90) مليون متر مكعب.
كان ذلك إقرارًا من إحدى دولتى المصب بقدر الضرر الأولى الذى أصابها.
وبدت الرواية الثانية، التى قالت إن تحريفًا قد حدث لتصريحات وزير الرى، وإن «ما حدث هو أن المياه تجمعت فى بحيرة السد بشكل طبيعى، خلال موسم الأمطار الحالى، دون أن تغلق بواباته أو تحتجز المياه داخله»، أقرب إلى محاولة درء المخاطر لا إعلان الحقائق.
فى الحركة بين الإثبات والنفى، تبدت ثغرات عديدة فى الموقف التفاوضى الإثيوبى، فهو لا يملك وحده ــ كما يدعى ويظن ــ أوراق الأزمة كلها يتصرف بها كما يشاء دون رادع.
هناك حدود يصعب تخطيها ومخاطر يستحيل تجاوزها.
أول المخاطر، انهيار صدقية المفاوض الإثيوبى فى قارته الإفريقية وداخل محيطه الطبيعى.
بصورة أو أخرى نجحت إثيوبيا فى اكتساب تعاطف كبير داخل القارة دعمًا وتأييدًا لمشروع بناء السد، باعتباره تطلعًا لتنمية بلد فقير يسعى للنهوض.
وبصورة أو أخرى لم تحظ مصر بذات قدر درجة التعاطف، رغم ما يتهددها من أخطار وجودية على حياة شعبها.
لم نعرض القضية المصرية، كما يجب على القارة، ولم يكن الأداء الإعلامى على قدر خطورة القضية وعدالتها.
بترجمة سياسية، مثَّل الإعلان عن بدء ملء خزان السد إحراجًا بالغًا لجنوب إفريقيا، قبل التئام قمة إفريقية مصغرة تضم قادة الدول الثلاث برعايتها باعتبارها رئيسة الاتحاد الإفريقى فى دورته الحالية، للنظر فى الخطوات المقبلة الممكنة حتى لا يعلن الفشل النهائى للمفاوضات.
موضع الإحراج أن جنوب إفريقيا قد تبدو متواطئة مع إثيوبيا فى استهلاك الوقت حتى يبدأ ملء خزان السد، وأن دعوتها للقمة المصغرة كانت إيعازًا من أديس أبابا لعرقلة أى احتمال لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الأزمة المتفاقمة.
بتوصيف مندوب جنوب إفريقيا فى اجتماع مجلس الأمن، فإنه ليس المكان الصحيح لحل أزمة «سد النهضة»، وأن الفضاء الإفريقى هو الأنسب لمثل هذه الأزمات.
إذا ما كان الخزان قد بدأ ملؤه فعلًا فإن شبهات التواطؤ يصعب استبعادها والاستخفاف بجنوب إفريقيا لا يمكن نفيه.
ذلك يؤثر بالضرورة على قدرة إثيوبيا على المناورة ويضعها فى موضع المساءلة الإفريقية.
وثانى المخاطر، أن الإقدام على مثل هذه الخطوة الأحادية الخطيرة، التى تناقض ما التزمت به إثيوبيا فى القمة المصغرة الأولى قبل أن تحاول التنصل منه، يثبت صحة التوصيف الدبلوماسى المصرى للأزمة بأنها تمثل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين.
وثالث المخاطر، إضفاء نوع من الشرعية على أى عمل أحادى مضاد بذات القدر والقوة، بما فى ذلك العمل العسكرى إذا ما أغلقت كل الأبواب والنوافذ والفرص لتسوية عادلة تكفل لإثيوبيا حقها المشروع فى الكهرباء والتنمية، وتضمن لمصر حقها فى المياه والحياة.
عند حد الحياة والموت لا يمكن استبعاد أى سيناريو.
لا يمكن أن يتقبل المصريون تبوير ملايين الأفدنة، وهدم أية قدرة على توفير احتياجاتهم الغذائية دون رد يكافئ العدوان على حقهم فى الحياة.
أمام الارتباك الإثيوبى الظاهر تحتاج مصر أن تدير أزمتها بأكبر قدر ممكن من التماسك الوطنى، وخفض أية احتقانات سياسية واجتماعية والتزام دبلوماسية خشنة تقنع الأصدقاء ــ قبل الأعداء ــ بأنها معركة وجودية لا تقبل أنصاف المواقف.
الأرجح الآن انتظار ما قد تسفر عنه القمة الإفريقية المصغرة، إذا ما راوغت إثيوبيا قرب خط النهاية، فإنها سوف تجد نفسها فى زاوية يصعب الخروج منها.
الخطوة التالية المرجحة التوجه مجددًا إلى مجلس الأمن لمحاولة استصدار قرار أممى ملزم يضع حدًا للمراوغات الإثيوبية.
إذا لم يمكن التوصل بالوسائل الدبلوماسية والضغوط الإفريقية والدولية الممكنة إلى اتفاق ملزم، فإن حروب المياه سوف تشتعل بالنيران على ضفاف نهر النيل.
هناك فارق جوهرى ودقيق بين «الأزمة الحادة» و«الأزمة المزمنة».
الأولى، يمكن تجاوزها بعد احتمال قدر من الآلام قبل العودة إلى أوضاع طبيعية، أو شبه طبيعية.
والثانية، تستعصى على التجاوز وأقصى ما يمكن فعله التعايش معها ومحاولة تخفيف آلامها ومعاناتها دون آمال فى أية أوضاع طبيعية، أو شبه طبيعية.
إذا ما جاز استعارة ذلك الفارق من عالم الطب والصحة إلى عالم السياسة والأزمات، فإن ما نحتاجه بالضبط تشخيص أخير لطبيعة الأزمة، «حادة» أم «مزمنة»؟
لكل تشخيص استحقاقاته، كما له تداعياته ونتائجه.
رغم المصاعب والتعقيدات والمراوغات الماثلة، فإنه لا يمكن القفز إلى الاستخلاصات الأخيرة، قبل استنزاف كل الفرص والخيارات المتاحة، التى توفرها الدبلوماسية الخشنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدبلوماسية الخشنة فى أزمة السد الإثيوبى الدبلوماسية الخشنة فى أزمة السد الإثيوبى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt