توقيت القاهرة المحلي 12:05:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استمعوا لسكان مصر الجديدة

  مصر اليوم -

استمعوا لسكان مصر الجديدة

بقلم: عماد الدين حسين

هل الكبارى والطرق السريعة، التى تم إنشاؤها مؤخرا فى حى مصر الجديدة، خطوة جيدة أم سيئة؟!.
لست خبيرا معماريا وعمرانيا لأجيب الإجابة الصحيحة!. ثم إن صيغة السؤال خاطئة، فأى بنية أساسية، أمر جيد، لكن ربما يكون السؤال الأصح هو: هل ما حدث مفيد لسكان المنطقة، وهل هم سعداء به أم لا؟!.
للموضوعية، لم أكن أدرك المشكلة، حتى ذهبت لأداء واجب العزاء بأحد مساجد ميدان الحجاز قبل حوالى شهرين بسيارة «أوبر». تاه السائق، وهنج «الجى بى اس»!!، ومن شدة حيرتى فى طريق العودة، وجدت أتوبيس نقل عام مكتوبا عليه ميدان التحرير، فركبت وكان معى الصديق عادل السنهورى.
سائق الأتوبيس ارتكب كل المخالفات المرورية التى لا يمكن تخيلها، وسار عكس الاتجاه. وعندما سألت الكمسارى، قال إن ما فعله السائق، هو الطريق الوحيد للخروج من متاهة الإنشاءات الجديدة!
منذ هذا اليوم بدأت أفهم الموضوع أكثر، خصوصا أن صفحات الفيسبوك لمعظم أصدقائى ومعارفى فى المنطقة، لم يعد لديها حديث غير خطورة الطرق والكبارى الجديدة على حياتهم.
ولأننى لا أستطيع ان أفتى فى الكبارى والطرق السريعة وتخطيط المدن، فإن النقطة التى سأركز عليها اليوم، هى: ما الذى كان سيضير الحكومة لو أنها نفذت حوارا مجتمعيا حقيقيا مع ممثلين للسكان، قبل البدء فى العمل، حتى تتلافى الأخطاء الكثيرة التى وقعت؟
يقول غالبية السكان إنهم استيقظوا ذات صباح ليجدوا البلدوزرات تذبح الأشجار، وتغير ملامح المكان وطبيعته، بصورة كاملة. المنطقة كانت هادئة وذات طراز معمارى فريد، حتى أشجارها يقولون انها كانت مميزة، وفجأة صارت المنطقة أقرب إلى طريق دائرى.
أهل المنطقة لم يعودوا قادرين على مجرد المرور من الشوارع، التى اتسعت وصارت خمس أو ست حارات مرورية. والنتيجة حوادث دهس بصورة شبه يومية للبشر والشجر والحيوانات، دفعت البعض للقول إنه بهذا المعدل من الحوادث سيختفى سكان مصر الجديدة فى فترة زمنية قريبة!!
هذه الكوميديا السوداء صارت سمة أساسية لغالبية تعليقات سكان المنطقة، وجعلت البعض يحاكى «قواعد العشق الأربعين» للكاتبة «اليف شافاق» إلى «قواعد زيارة مصر الجديدة الاربعين»!!!. السكان يقولون إنهم لا يملكون إلا حق الشكوى، وأنه لا أحد اهتم بسماع رأيهم، قبل بدء التنفيذ، وحينما اهتمت الحكومة، فقد كان ذلك، بعدما صار المشروع أمرا واقعا، وتم انفاق مليارات الجنيهات، ولم يعد ممكنا اعادة النظر فيه!.
وزيرة البيئة د. ياسمين فؤاد، واستشارى مشروع التطوير، والدكتور اسامة عقيل، ذهبا إلى ندوة فى نادى هليوبوليس قبل حوالى أسبوعين، وسألوا الناس عن مشاكلهم. لسان حال السكان، يقول: «وماذا يفيد الشاة سلخها بعد ذبحها؟!». ألم يكن من الأفضل أن تكون هذه الندوة قبل البداية، فربما تناقشنا وفهمنا ما تريده الحكومة، وقدمنا بعض الاقتراحات، التى كانت ستنهى هذا الاحتقان والغضب الشعبى، أو تقلله لادنى درجة، وهل يعقل أن يتم انفاق مئات الملايين، ثم نتفاجأ بأنه لم يتم عمل حساب أماكن أو كبارى للمشاة؟!، وهل يصح أنه حينما يطالب السكان بكبارى للمشاة يكون رد البعض أن الحكومة أقامت الكوبرى الأصلى، أما كبارى المشاة فهى مسئولية السكان والمجتمع المدنى؟!
قد تكون الكبارى والطرق الجديدة حققت السيولة المرورية واختصرت المسافات، وربطت بين المنطقة والعاصمة الإدارية، وهو أمر مهم من وجهة نظر المسئولين، لكن أليس مهما ايضا أن يتم مراعاة رغبات السكان وحياتهم؟!
هناك اقتراحات محددة من السكان سمعتها قبل أسبوع، ارجو ان تدرسها الجهات المختصة، ومنها ان يظل شارع الثورة اتجاهين، حيث انه لكى تدخل مستشفى فلسطين مثلا، يلزمك أن «تدوخ السبع دوخات»!!. وأن يتم نزع الحديد من بعض الشوارع، وهذا التعديل لن يؤثر على التطوير الجديد، وأن يتم إعادة تشجير المنطقة بصورة صحيحة، وكذلك تشجير الحارة الموجودة فى المنتصف. وأن يتم التحسب لسقوط أمطار غزيرة، بشارع الميرغنى، حتى لا يتحول الشارع إلى برك فى منازل الكبارى الجديدة، وحل مشكلة مرور وعبور المشاة بصورة صحيحة.
وقبل يومين قرأت على صفحة الكاتب الصحفى بالوفد أحمد بكير، انه تلقى رسالة من الدكتور اسامة عقيل، يقول فيها ان المشروع جارٍ استكماله، وسيتم انشاء مطبات صوتية واشارات مرورية فى 25 موقعا، وكذلك خمس كبارى مشاة، تحمل تكلفتها بالفعل، رجال اعمال وجمعيات مجتمع مدنى، كما هو مخطط بالمشروع.
أرجو من الأجهزة الحكومية المسارعة إلى جبر خاطر سكان هذه المنطقة المهمة التى يعيش فيها أكثر من ٢ مليون شخص، وهى تاريخيا تمثل الشريحة العليا من الطبقة الوسطى، والأكثر تحضرا، والأكثر انحيازا للدولة المدنية، والأكثر رفضا للتطرف.. فهل تكون تلك هى طريقة التعامل معهم؟ّ!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استمعوا لسكان مصر الجديدة استمعوا لسكان مصر الجديدة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

ديكور فخم في منزل شذى حسون في برج العرب

GMT 13:39 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب كيرمان في شرق إيران

GMT 13:44 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تواصل خطتها لخفض استهلاك المبيدات الكيماوية

GMT 01:58 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شالكه يسقط أمام كولن بالوقت القاتل في الدوري الألماني

GMT 06:57 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

التمدد أكثر فعالية من المشي لخفض ضغط الدم المرتفع

GMT 20:35 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل معجنات الثوم

GMT 07:25 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

توقعات العام 2021 لبرج الجدي وفق بطاقات التارو

GMT 17:55 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يتوعّد إلتشي بمواصلة سلسلة الانتصارات في "الليغا"

GMT 10:16 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الرئة وأبرز أسباب الإصابة بالمرض

GMT 02:14 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ضياء السيد يؤكد أن هناك رواسب قديمة بين فضل وكهربا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon