توقيت القاهرة المحلي 06:47:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى تقود الصين العالم؟!

  مصر اليوم -

متى تقود الصين العالم

بقلم: عماد الدين حسين

يخلط كثيرون بين أمنياتهم وبين الواقع، فيما يخص قيادة العالم. وهكذا بدأنا نسمع منذ انتشار فيروس كورونا أن قيادة أمريكا للعالم انتهت، وأن الصين ستبدأ فى تسلم مقعد القيادة بمجرد القضاء على الفيروس!!.
هذه الطريقة فى التفكير رغائبية ولا تستند إلى أى أساس علمى.
بالطبع من حق كل شخص أن يحلم، لكن عليه ألا يخلط الحلم بالواقع وحقائقه.
الصين فى المركز الثانى عالميا بعد أمريكا فى الاقتصاد، وحققت طفرات كبيرة جدا، يشهد بها الجميع، وصارت تلعب دورا مهما فى الاقتصاد العالمى، وأحد كبار مسئوليها قال قبل فترة قليلة: «لا يخلو أى بيت فى العالم من منتج مكتوب عليه «صنع فى الصين».
وهى تمكنت من استقطاب ٤٠٪ من مجمل استثمارات الغرب فى الخارج.
وإلى أن تتضح التداعيات النهائية لفيروس كورونا وتأثيره على الاقتصاد، وربما على النظام العالمى نفسه، فإن الحقائق على الأرض حتى هذه اللحظة تقول لنا الآتى:
الناتج القومى الإجمالى للولايات المتحدة ما يزال يحلق فى الصدارة منفردا بنحو ٢١٫٤ تريليون دولار سنويا، مقابل نحو ١٤٫٢ تريليون للصين. الفارق المهم فى الأبحاث والتعليم، والعهدة فى هذه الأرقام على الدكتور محمد المنشاوى المتخصص فى الشئون الأمريكية، فعدد الفائزين الصينيين بجوائز نوبل فى الطب والفيزياء والكيمياء ٤ علماء فقط مقابل ٢٨ من اليابان و٨٠ من ألمانيا و٩٨ من بريطانيا و٢٥٨ من أمريكا.
لكن ما يجعل أمريكا تقلق، هو أن الصين صارت أكبر مصدر لبراءات الاختراع، وتفوقت على أمريكا لأول مرة منذ ٤٠ عاما، وأنفقت ٢٧٩ مليار دولار على الأبحاث والتطوير فى العام الماضى، وفقط أمريكا هى التى تسبقها فى هذا المجال.
حتى هذه اللحظة ما تزال الصين فى حاجة للولايات المتحدة، خصوصا فى الموارد التكنولوجية الدقيقة، وهو ما يفسر لنا لماذا فرض دونالد ترامب عقوبات على الصين وشركاتها فى هذا المجال خصوصا شركة هواوى.
لكن أحد التفسيرات لذلك أنه يشعر بأن الصين قد تلحق بالولايات المتحدة وتهدد عرشها خصوصا أنها صارت الرائدة عالميا هذه الأيام فى شبكات الجيل الخامس والتحول الرقمى، التى تخشى أمريكا أن تكسبها الصين.
الدولة الشيوعية حققت معدلات نمو لم تقل عن ٨٪ طوال العشرين عاما الماضية، فى حين أن الاقتصاد الأمريكى تعرض لاستنزاف خلال تلك الفترة، بسبب التورط فى حروب وصراعات خارجية، زادت تكاليفها عن ٦٫٤ تريليون دولار.
الصين تتفوق أيضا فى عدد السكان ١.٤ مليار نسمة يشكون ١٨٪ من سكان العالم مقابل ٣٣٠ مليون أمريكى يشكلون ٤٫٣٪ من سكان العالم، لكن الفارق المهم أن دخل المواطن الأمريكى السنوى ٦٤ ألف دولار مقابل ٩٧٠٠ دولار للمواطن الصينى.
وطبقا لمؤسسة جولدمان ساكس فإن الاقتصاد الصينى سيصبح رقم واحد عام ٢٠٢٧.
السؤال الذى يشغل كثيرا من الخبراء فى هذا الملف هو هل تسبق الصين أمريكا؟.
البعض يقول لا، لأن أمريكا تتفوق فى معظم المجالات، والبعض يقوم نعم، لكن السؤال هو متى؟! والبعض الثالث يقول إن البلدين سوف يتصارعان سلميا لأن المشتركات بينهما كثيرة، فالصين تعتمد على جزء كبير من التكنولوجيا الأمريكية، ولديها ٣٦٠ ألف طالب يدرسون فى الجامعات الأمريكية، ثم إن السوق الأمريكية هى الأهم بالنسبة لها، فهى تصدر لها بـ٤٥٢ مليار دولار مقابل واردات لا تزيد على ١٠٨ مليارات دولار. صحيح أنها تنفق ١٧٠ مليار دولار عسكريا، لكن الإنفاق الأمريكى أربعة أضعاف هذا الرقم، وهناك ٤ ملايين صينى يعيشون فى أمريكا، وحصلوا على جنسيتها.
وطبقا لمحمد الشناوى ولمراقبين كثيرين فإنه يصعب تصور أن تتفوق الصين على أمريكا، حتى لو سبقتها تجاريا. والتصور الجديد أن يكون القرن المقبل آسيويا وليس صينيا فقط.
تتفوق الصين على أمريكا حينما يكون لديها هوليوود صينية، وأمازون وتويتر وفيسبوك وإنستجرام ومايكروسوفت ويوتيوب وأيفون وجوجل واكسفورد وهارفارد، وأن تكون هى مصممة الأيفون وليست المجمع له، والأهم أن تحسن ترتيبها فى مجال حريات الصحافة والإعلام خصوصا أنها تحتل ١٧٦ بين ١٨٠ دولة. وكما يقول الكاتب المتميز سمير عطالله «جميع الطلاب المتفوقين فى المعهد التقنى الأمريكى المتميز صينيون، لكن جميع الاساتذة أمريكيون. وحينما يتغير هذا الوضع وحينما تكون اللغة الصينية عالمية، قد تقود الصين العالم.
تلك هى الصورة الراهنة، وإن كان البعض يقول إن اليقين الوحيد الآن هو غياب أى يقين!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تقود الصين العالم متى تقود الصين العالم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

ديكور فخم في منزل شذى حسون في برج العرب

GMT 13:39 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب كيرمان في شرق إيران

GMT 13:44 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تواصل خطتها لخفض استهلاك المبيدات الكيماوية

GMT 01:58 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شالكه يسقط أمام كولن بالوقت القاتل في الدوري الألماني

GMT 06:57 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

التمدد أكثر فعالية من المشي لخفض ضغط الدم المرتفع

GMT 20:35 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل معجنات الثوم

GMT 07:25 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

توقعات العام 2021 لبرج الجدي وفق بطاقات التارو

GMT 17:55 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يتوعّد إلتشي بمواصلة سلسلة الانتصارات في "الليغا"

GMT 10:16 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الرئة وأبرز أسباب الإصابة بالمرض

GMT 02:14 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ضياء السيد يؤكد أن هناك رواسب قديمة بين فضل وكهربا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon