توقيت القاهرة المحلي 18:54:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تصالحوا الإخوان.. لكن جففوا منابعهم

  مصر اليوم -

لا تصالحوا الإخوان لكن جففوا منابعهم

بقلم : عماد الدين حسين

 أستغرب تماما من حجم ونوع الهجوم الشرس الذى تعرض له الإعلامى الكبير عماد الدين أديب، لأنه دعا إلى إيجاد وسيلة لإبعاد الشباب المتعاطفين مع الإخوان عن الجماعة، وذلك خلال حواره المهم مع أحمد موسى على فضائية صدى البلد يوم الرابع من إبريل الحالى.

أديب كرر أكثر من مائة مرة أنه لا يدعو إلى المصالحة مع الإخوان، أو الجلوس مع التنظيم أو مع أى شخص تلوثت يداه بالدماء أو حرض أو خطط أو موّل العنف والإرهاب. ورغم كل هذه التأكيدات وجدنا من يصر على اتهام الرجل بأنه يريد إعادة جماعة الإخوان للمشهد السياسى.
تابعت الحوار بين أديب وموسى وبمشاركة كثيرين أبرزهم الكاتب الكبير وحيد حامد، وأدهشنى التمركز والتموضع والتمترس وعدم مناقشة جوهر فكرة أديب، واللف والدوران حول أفكار عامة.

ما فهمته من كلام أديب أنه يحاول ويسعى بكل الطرق إلى منع انضمام المزيد من الشباب إلى الجماعة.. فهل هذا خطأ أم صواب؟!.

السؤال ببساطة الذى يفترض أن يجيب عنه الجميع هو: هل من مصلحة الحكومة والنظام والمجتمع أن تستمر جماعة الإخوان فى تجنيد المزيد من الشباب صغير السن، أم يتم تجفيف منابع التجنيد؟!.

السؤال بطريقة أخرى: إذا كان رئيس الجمهورية يطالب منذ سنوات بتصحيح الخطاب أو الفكر الدينى، وإذا كان المجتمع بأكمله يدعو إلى إنقاذ الشباب صغير السن من الوقوع فى مصيدة المتطرفين.. أليس من باب أولى أن ننقذهم من الوقوع فى مصيدة الإخوان، حيث سينتقلون إن آجلا أو عاجلا إلى داعش وأمثالها؟!.

قبل نحو ثلاثة أعوام قام الدكتور كمال الهلباوى، الذى انشق عن الإخوان بجهد عملى مماثل، لكنه للأسف لم يكتب له النجاح. هو تشاور مع بعض المسئولين ــ وعرض عليهم فكرته، التى تتلخص فى أن هناك أكثر من مستوى داخل الجماعة. الأول الأعضاء التنظيميون وهؤلاء لا أمل فيهم ولا يمكن محاورتهم وهناك فئة يعتقد أنها تشكل نحو ٤٠٪ من الجماعة، مترددون ولم يرتكبوا عنفا أو إرهابا وهم أقرب إلى المتعاطفين، وبالتالى يمكن لأجهزة الدولة إقناعهم بالتحرر نهائيا من أفكار الجماعة، مقابل السماح لهم بممارسة حياتهم العادية.

قوات الجيش والشرطة تقوم بجهد كبير لضرب الناشطين والإرهابيين، لكنها لن تتمكن من القضاء على الأفكار المتطرفة بمفردها، ونحتاج لجهد مجتمعى كبير، ومنظومة شاملة تقدم فكرا تقدميا تنويريا بديلا.

السؤال هل لو تمكنا من تحرير الشباب صغير السن والمغرر به والمخدوع بالأفكار الضالة والمضللة من مصيدة التنظيمات التى تتاجر بالدين، أليس ذلك أمرا مفيدا للمجتمع؟!.
هناك إمكانية حقيقية تلوح فى الأفق للمرة الأولى منذ عام ١٩٢٨ لتفكيك تنظيم الإخوان، بفعل الضربات الموجعة التى تلقاها على يد أجهزة الدولة المختلفة منذ يوم ٣ يوليو ٢٠١٣. نجاح هذا الاحتمال يكون بجهد أجهزة الأمن أولا، لكن لابد من وجود دور لبقية المجتمع، خصوصا التعليم والأسرة والبيت وأجهزة الإعلام والثقافة والفكر. فى قلب هذه المنظومة يأتى دور إعادة أدمغة الشباب الذين تم غسلها إلى حالتها الأولى.

وحتى نقطع الشك باليقين فإن أى شخص يرفع السلاح لابد من مواجهته بالسلاح، ومن يحرض أو يموّل أو يخطط أو يدعم الإرهاب بأى صورة من الصور، فلابد أن يتم التعامل معه بأقصى درجة ممكنة بالقانون.

القضية المهمة هى: ماذا عن الشباب المغرر بهم الذين لم يتورطوا فى عنف وإرهاب، ولم يخالفوا القانون؟! هل لو تمكن المجتمع من استعادتهم وإعادتهم كمواطنين عاديين.. أليس ذلك فى صالح المجتمع أم ضده؟!.

يفترض أن نكون فى سباق مع الزمن لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف، والنقطة الأولى فى هذا الصدد هى إغلاق «الخزان البشرى»، الذى يزود التنظيمات المتطرفة بالشباب.

فى السياسة لابد من اتباع كل الطرق لهزيمة التطرف والمتطرفين. مرة أخرى وحتى لا أتفاجأ باختزال بعض الجهلاء لفكرة الموضوع والمقال، فإننى أؤكد أننى أتفق مع عماد الدين أديب على رفض المصالحة، وضرورة الاستمرار فى تفكيك تنظيم الجماعة وكل جماعات التطرف، على أن يكون ذلك مصحوبا بجهد أكبر لتصحيح الخطاب والفكر الدينى ومنع تورط المزيد من الشباب مع هذه التنظيمات.

أليس ذلك هو جوهر ما دعا إليه الرئيس السيسى من سنوات؟!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تصالحوا الإخوان لكن جففوا منابعهم لا تصالحوا الإخوان لكن جففوا منابعهم



GMT 13:28 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

خروف مسكوفي!

GMT 13:26 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

تداعيات سيطرة اليمين

GMT 03:21 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

دعائي في وقفة عرفات

GMT 03:20 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

أوروبا إلى اليمين

GMT 03:18 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

«ضيف على الحياة».. سيرة كاتب فلسطيني ورحلاته

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 03:52 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 00:10 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ظهور نادر لبنات تامر حسني مع والدتهما بسمة بوسيل

GMT 01:07 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مرسيدس تطلق نسخة مايباخ من طراز GLS

GMT 19:11 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن قوائم المُرشَّحين للتتويج بجوائز "جلوب سوكر"

GMT 07:45 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

ألوان ظلال العيون الأكثر رواجًا في خريف 2018

GMT 17:59 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

لعشاق العاب القتال جرب DC Legends: Battle For Justice

GMT 05:57 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

نبيلة عبيد تكشف استحقاق ياسر جلال للكثير من الجوائز

GMT 19:48 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد المسخن بأسلوب بسيط وسهل

GMT 08:12 2022 السبت ,16 تموز / يوليو

مومياء مصرية تحمل دليلاً لمرض روماتيزمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon