توقيت القاهرة المحلي 20:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزراء الجدد.. السياسات قبل الأشخاص

  مصر اليوم -

الوزراء الجدد السياسات قبل الأشخاص

بقلم - عماد الدين حسين

فى كل تعديل أو تغيير وزارى جزئى أو موسع أو شامل كتبت تقريبا فى هذا المكان فكرة أساسية خلاصتها أن المهم هو السياسات والمناخ العام قبل الحديث عن الأشخاص الذين خرجوا أو الذين دخلوا.

نفس الفكرة أعيد التأكيد عليها اليوم بعد موافقة مجلس النواب على تعديل جزئى جرى يوم الأحد دخل بموجبه أربعة وزراء جدد للثقافة والسياحة والتنمية المحلية وقطاع الأعمال العام، إضافة إلى نائبين لوزيرى الصحة والإسكان.

تخيلوا لو أننا أتينا بأفضل العقول والخبرات والكفاءات، لكن لم نوفر لها المناخ الملائم للعمل، أو لم نوفر لها الإمكانيات والموارد والأجواء الملائمة. فهل ستتمكن هذه الشخصيات من النجاح؟!.الإجابة هى لا وألف لا، ليس فى مصر فقط، بل فى كل بلدان العالم تقريبا.

أعرف جيدا وزير الثقافة الصديق والكاتب الصحفى حلمى النمنم الذى غادر الوزارة منذ عام 1990 تقريبا، وأعرف الوزيرة الجديدة الصديقة إيناس عبدالدايم منذ سنوات. النمنم بذل جهدا كبيرا فى حدود الإمكانيات المتاحة، لكن الأمر لا يتوقف على جهد الوزير فقط، بل على عوامل كثيرة ليست كلها فى يده، من أول صراعات الموظفين، نهاية برغبات هيئات وجهات أخرى.

وبالتالى فعلى الدكتورة إيناس أن تتأكد من وجود المناخ الملائم للنجاح، حتى لا تتكرر العقبات التى واجهت حلمى النمنم.

أعرف جيدا أيضا وزير السياحة يحيى راشد، ويحسب للرجل أنه تمكن من إعادة جزء كبير من السائحين الذين انخفضت أعدادهم بشدة فى أعقاب سقوط طائرة الركاب الروسية فوق وسط سيناء فى نهاية أكتوبر 2015. المعدلات الآن تكاد تقترب من مستوياتها فى موسم الذروة عام 2010. لكن المشكلة التى واجهت راشد هى الصراع المستمر مع كبار المستثمرين فى غرفة السياحة، وانتخابات الغرفة، الأمر الذى جعل العلاقة بينهما تكاد تكون شبه مستحيلة.

الوزيرة الجديدة رانيا المشاط أعرف أنها عقلية اقتصادية بارزة، وكانت تتولى منصب وكيلة البنك المركزى لسنوات طويلة، قبل مغادرتها إلى صندوق النقد الدولى فى واشنطن قبل شهور، سجلها حافل فى السياسات النقدية والمالية، ويسأل كثيرون عن علاقة تخصصها بالسياحة، وهى ابنة أستاذ العلوم السياسية المعروف والمحترم الدكتور عبدالمنعم المشاط.

أعرف جيدا الوزير هشام الشريف الذى غادر وزارة التنمية المحلية. الرجل له سجل نجاحات حافل فى كل المواقع الذى تولاها، خصوصا حينما كان رئيسا لمركز معلومات مجلس الوزراء، ووضع مع آخرين حجر الأساس للبنية المعلوماتية التى تم استخدامها لاحقا فى مجالات كثيرة. لكن الواقع صعب جدا فى المحليات، أغرق العديد من الوزراء السابقين، وبالتالى فالسؤال الذى ينبغى أن يفكر فيه الوزير الجديد والصديق اللواء أبوبكر الجندى هو: كيف سيفلت من هذه الدوامة؟!.

مؤهلات الجندى متنوعة، وأدار الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بكفاءة منقطعة النظير، خصوصا فى التعداد العشرى الأخير، ويقرأ كل كبيرة وصغيرة فى مجاله وكل ما يهم الوطن، وصديق لمعظم الإعلاميين. لكن أيضا مشكلة هذه الوزارة أنها نتاج لكل تراكمات الفشل والإخفاق والتقصير طوال عقود. حل مشاكل المحليات يحتاج إلى موارد كثيرة جدا، وكفاءات متنوعة والأهم محاربة الفساد بصورة منهجية، وهى تحديات لن يحلها الوزير بمفرده، بل تحتاج إلى منظومة متكاملة من كل أجهزة الدولة. وبالتالى أتمنى أن تكون الأمور واضحة أمام اللواء الجندى، وأن يسعى إلى تحقيق أهداف محددة، ويمكن قياسها وأن يشعر بها الناس، وليس السعى وراء الشعارات الكبيرة التى تحتاج إلى وقت طويل وظروف مختلفة.

وزير قطاع الأعمال الجديد خالد بدوى لا أعرفه للأسف، كما لم أعرف الوزير المغادر أشرف الشرقاوى بصورة جيدة.

إذا القضية مرة أخرى هى السياسات والرؤى والإمكانيات والظروف والأجواء. لا يعنى ذلك أننا ننكر أى دور للفروق الفردية بين الأشخاص، ولكن نؤكد أننا لو استحضرنا روح «ايرهارد» الألمانى لإدارة حقيبة فى المجموعة الاقتصادية المصرية، فلن ينجح إلا إذا تغيرت الظروف الموضوعية.

أخيرا.. كل الشكر والتقدير للوزراء الأربعة الذين خرجوا، وكل التمنيات بالتوفيق للوزراء والنواب الجدد.

نقلا عن صحيفه الشروق القاهري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزراء الجدد السياسات قبل الأشخاص الوزراء الجدد السياسات قبل الأشخاص



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:37 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

سفيتولينا تودع بطولة فرنسا المفتوحة للتنس أمام بودوروسكا

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون79 مضادا حيويا جديدا في براز الإنسان يطيل العمر

GMT 01:31 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

رانيا يوسف ترقص أمام مدرسة ابنتها احتفالا بتخرجها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon