توقيت القاهرة المحلي 05:23:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معنى تصويت 74 مليون أمريكى لترامب

  مصر اليوم -

معنى تصويت 74 مليون أمريكى لترامب

بقلم: عماد الدين حسين

رسميا فإن عدد الذين صوتوا للرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن بلغ ٨١٫٣ مليون صوت بنسبة ٥١٫٣٪، فى حين صوت ٧٤٫٢ مليون صوت للرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب بنسبة ٤٦٫٨٪.
ومساء الإثنين قبل الماضى أكد أعضاء الهيئة الناخبة فوز بايدن رسميا بالرئاسة بعد أن حصل على ٣٠٦ من أصوات المجمع الانتخابى مقابل ٢٣٢ صوتا لترامب، علما أن الفائز يحتاج لـ٢٧ صوتا فقط.
النقطة المهمة التى أريد التركيز عليها اليوم، وبعد أن هدأ إلى حد كبير غبار المعركة وتأكدنا من فوز بايدن ــ هى أن ترامب بكل تناقضاته واندفاعاته وعنصريته ليس مجرد شخص، لكنه يمثل تيارا واسعا وكبيرا للأسف.
النقطة الجوهرية هى أن أكثر من ٧٤ مليون أمريكى صوتوا لترامب، وبالتالى فإن محاولات البعض الإيحاء بأن نتيجة الانتخابات الأخيرة تعنى نهاية ترامب ليست صحيحة، فإذا كان ترامب الشخص قد انهزم، فإن الترامبية، إذا جاز التعبير ماتزال موجودة، وأغلب الظن أنها ستظل مؤثرة، وقد لا يتمكن بايدن وإدارته من التخلص منها بسهولة، بل لا يمكن استبعاد عودة ترامب للبيت الأبيض عام 2024 أو نموذج آخر مشابه له.
جيد أن ينهزم ترامب بكل عنصريته ومغامراته، وانحيازه الفج لإسرائيل وكراهيته الواضحة للمسلمين، لكن الاعتقاد أن هزيمته تعنى تغير السياسة الأمريكية إلى النقيض، ليس صحيحا.
بايدن سيحاول التخلص من إرث ترامب، وحسنا فعل بإعلان أن بلاده ستعود فورا لاتفاقية المناخ، لكنه لن يتمكن من التخلص من كل إرث ترامب مرة واحدة، وعلى سبيل المثال فسوف يكون أقرب إلى المستحيل إلغاء قرار ترامب الاعتراف بالقدس العربية المحتلة عاصمة لإسرائيل، أو العودة للاتفاق النووى مع إيران (٥ + ١) بنفس الشروط القديمة التى وقعها باراك أوباما.
قد يكون ترامب يشبه إلى حد كبير العديد من حكام العالم الثالث، من حيث سلوكياته وطريقة تفكيره، ورغباته التى أفصح عنها أكثر من مرة فى الحكم الفردى، خصوصا حينما قال إنه يتمنى أن يستمر فى الحكم للأبد مثل الرئيس الصينى شى جين بينج، حينما تم تعديل دستور بلاده بما يلغى شرط مدتين فقط للرئيس فى الحكم.
لكن الفارق المهم هو وجود «سيستم» فى الولايات المتحدة مايزال قويا وفاعلا، ويمنع تحويل مثل هذه الأوهام إلى واقع ملموس.
ترامب نجح طوال السنوات الأربعة الماضية فى إقناع ٧٤ مليون أمريكى بأنه الأفضل والأصلح. هو استغل بمهارة إحباطاتهم وفشلهم وأقنعهم بأن المشكلة ليست قلة إنتاجهم، بل هى فى المهاجرين والمسلمين والليبراليين، والصين.
بعض أنصار ترامب من البيض كبار السن المتعصبين وأحيانا من العنصريين، لكن هناك أيضا من استفادوا من سياسات ترامب الاقتصادية، خصوصا الحصول على تنازلات تجارية من الصين، صبت فى صالح المزارعين الأمريكيين.
وحتى إذا افترضنا أنه ليس كل من صوت لترامب متعصبا وعنصريا، ولو افترضنا أن نصفهم فقط يؤمن بنفس أفكار ترامب، فإن هناك أكثر من نحو ٣٧ مليون أمريكى...
هؤلاء الناخبون الذين صوتوا لترامب، لن يتبخروا أو يتلاشوا، قد يدخلوا مرحلة كمون معظم فترة بايدن، وإذا قرر ترامب فعلا الترشح مرة أخرى عام ٢٠٢٤، فأغلب الظن أنه سيبدأ من الآن فى مهمة أساسية هى الحفاظ على تماسك جمهوره الانتخابى، وربما تكون كل محاولات إنكاره للهزيمة المستمرة حتى هذه اللحظة، وآخرها تلميحه بأنه لن يغادر البيت الأبيض بعد تنصيب بايدن، هى المحافظة على تماسك أنصاره، بحيث لا يتفككوا ويتفرقوا.
والسؤال الذى نسأله كثيرا هو: من الأفضل لنا: ترامب أم بايدن؟! الإجابة أن هذه مهمة الناخب الأمريكى، أما نحن العرب، فالمهم بالنسبة لنا هو أن نسأل عن أنفسنا وحالنا. حينما نكون أقوياء ومتحدين ونعرف مصالحنا، فإن الجميع سوف يحترمنا، ووقتها لن يفرق من الذى يحكم أمريكا: ترامب أم بايدن ومن الذى يحكم إسرائيل، نتنياهو أم جانتس أو حتى ليبرمان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معنى تصويت 74 مليون أمريكى لترامب معنى تصويت 74 مليون أمريكى لترامب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

نانسي عجرم بإطلالة رقيقة في حفل لـ "Tiffany and co"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:15 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

محمد إمام يتعاقد على مسلسل لـ رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد إمام يتعاقد على مسلسل لـ رمضان 2025

GMT 16:18 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

سوار الحاج الذكي تقنية فريدة لتحسين رحلة الحج
  مصر اليوم - سوار الحاج الذكي تقنية فريدة لتحسين رحلة الحج

GMT 02:20 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرف على قصة الفتاة صاحبة "استغاثة الفيسبوك"

GMT 05:06 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان حكيم يكشف أنّه لا يمانع دخول ابنه مجال التمثيل

GMT 09:21 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوي وكورتني كارداشيان في فستانين أنيقين

GMT 19:02 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

مباحث الآداب تفحص ٥٥ شقة مفروشة في الغردقة

GMT 15:32 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قشر البيض أهم مصادر معادن الكالسيوم والفسفور والزنك

GMT 00:02 2015 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

كيف يكون شكل الجنين في الشهر التاسع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon