توقيت القاهرة المحلي 19:56:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يهود أمريكا.. ضد ترامب!

  مصر اليوم -

يهود أمريكا ضد ترامب

بقلم: عماد الدين حسين

هل تفاجأ بعض العرب، حينما قرأوا نتائج استطلاع الرأى المهم جدا، والذى يقول إن ٧٧٪ من يهود أمريكا صوتوا لصالح المرشح الديمقراطى الفائز جو بايدن وليس لدونالد ترامب أكثر من خدم إسرائيل؟!.
أظن أن كثيرين منهم تفاجأوا وربما صدموا، من الاستطلاع الذى أجرته منظمة «جى ستريت»، ويقول إن ٢١٪ فقط من يهود أمريكا صوتوا لترامب، و77% منهم صوتوا لبايدن، علما بأن ٤٥ ٪؜ من اليهود صوتوا لهيلارى كلينتون عام ٢٠١٦.
الاستطلاع الأخير يقول أيضا إن ٧٨٪ من اليهود صوتوا لمرشحين ديمقراطيين وليس جمهوريين فى انتخابات الكونجرس بمجلسيه.
الملفت أن القضايا الرئيسية التى تهم الناخبين اليهود طبقا للاستطلاع، لم تكن فى مقدمتها إسرائيل كما يظن معظمنا، بل جاءت فى المقدمة كيفية معالجة فيروس كورونا بنسبة ٥٤٪، وتغير المناخ ٢٦٪، والتأمين الصحى ٢٥٪، والاقتصاد ٢٣٪، فى حين أن ٥٪ من اليهود فقط أشاروا إلى إسرائيل كأحد المواضيع الرئيسية التى تشغلهم، مقابل ٩٪ فى انتخابات ٢٠١٦.
معد الاستطلاع جيم جريستانى، أكد أن غالبية الناخبين اليهود، يستمرون فى تأييد المرشحين الديمقراطيين عموما، وتأييد حل الدولتين بين الفلسطينيين واسرائيل، والعودة للاتفاق النووى مع إيران الذى أبرمه باراك أوباما.
ظنى الشخصى أن نتائج هذا الاستطلاع صادمة لكثير من العرب، لأنها تخالف معظم إن لم يكن كل توقعاتهم التقليدية.
غالبية العرب تعتقد أن يهود أمريكا، لا هم إلا إسرائيل، ولا توجد لديهم أى قضية أخرى. ويضعون يهود أمريكا والعالم فى سلة واحدة فى كل القضايا مع يهود إسرائيل.
الطبيعى والمنطقى أن أى يهودى فى أى مكان بالعالم يتعاطف تقريبا بصورة آلية مع إسرائيل، ويدافع عنها. والمؤكد أيضا أن بعض اليهود لديهم ولاء مزدوج لإسرائيل والدول التى يقيمون فيها أو يحملون جنسيتها، وولاء بعضهم لإسرائيل يفوق أحيانا ولاءهم للبلدان التى يعيشون فيها.
فى المقابل أظهر استطلاعان حديثان للرأى أن 63 % من الإسرائيليين يفضلون ترامب على بايدن (17 أو 18 %).
لكن أهمية الاستطلاع الأخير تكشف أن غالبية يهود أمريكا، لم يكونوا متعاطفين مع ترامب، والأهم أنهم غير موافقين على سياسات بنيامين نتنياهو، وبالتالى فهذا الأمر مهم، وكان يمكن استغلاله بصورة مفيدة للعرب، لو كان لديهم الحد الأدنى من الخبرة والمهارة والتوحد والمهم الإرادة السياسية.
لكن الذى حدث أن بعض العرب اندفع لمكافأة ترامب ونتنياهو، من دون أن يفكر بهدوء فى مدى جدوى ذلك حتى من زاوية برجماتية.
ما يقوله لنا الاستطلاع الأخير إن القضايا الحياتية العادية لليهود هى أهم ما يشغلهم، خصوصا كورونا والاقتصاد. وهذا أمر منطقى فاليهودى الأمريكى يريد أن يطمئن أولا على حياته وعلى مستوى معيشته قبل أن يطمئن على إسرائيل.
لكن الأهم هو أنه وبرغم كل ما فعله ترامب لليهود ولإسرائيل، فلم يحظَ بتأييد غالبيتهم.
هو الرئيس الأمريكى الوحيد الذى نفذ وعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية، وهو الذى أيد السيادة الأمريكية على الجولان السورية المحتلة، وهو الذى سمح لهم بالتمدد فى الضفة الغربية، وانسحب من الاتفاق مع إيران، استجابة لرغبة نتنياهو، والسفير الأمريكى فى إسرائيل متطرف صهيونيا أكثر من بعض الصهاينة، ورغم كل ذلك فإن يهود أمريكا لم يصوتوا له.
أعتقد أن نتائج هذا التصويت فى غاية الأهمية للعرب. عليهم أن يتأملوا هذه النتائج ويدرسوها ويحللوها ويستخلصوا العبر منها.
وأحد أهم هذه الدروس أن نتوقف عن التفكير بطريقة الأبيض والأسود، بل هناك العديد من الألوان بينهما، وبالتالى نتوقف عن التعامل مع يهود أمريكا باعتبارهم جميعا كتلة واحدة أو صوتا وحدا، بل كتل متفرقة ولديهم اهتمامات مختلفة.
لو فكرنا بطريقة سليمة وصحيحة كعرب لكان بإمكاننا التأثير بصورة إيجابية فى يهود أمريكا نحو حل سلمى وعادل للقضية الفلسطينية. كان أجدى أن نتواصل معهم أفضل كثيرا مما تعاملنا وتواصلنا مع نتنياهو، لو حدث ذلك فربما شعر ترامب وكل قادة الليكود أننا نملك أوراق ضغط، لكن للأسف لم نقرأ المشهد ولم نفهم الصورة بدقة، وانطلقنا نقدم تنازلات مجانية وكل الهدايا المجانية التى قدمناها لترامب لم تمنعه من السقوط، وحتى نتنياهو وقادة إسرائيل تخلوا عنه بمجرد سقوطه.
متى نتعلم ممارسة السياسة بصورة صحيحة، أو حتى ممارستها لمصلحة قضايانا الفعلية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يهود أمريكا ضد ترامب يهود أمريكا ضد ترامب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 15:15 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف
  مصر اليوم - اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود
  مصر اليوم - نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود

GMT 15:53 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة المصري يعلن عن تعديل مواعيد بعض المباريات

GMT 18:26 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات تسجل 1,158 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 09:31 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

تألُّق هيفاء وهبي خلال حفلة رأس السنة

GMT 20:21 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس يخطط لصفقة شتوية من البريمييرليج

GMT 14:03 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سواريز يؤكّد رغبته في مواجهة فريقه السابق"ليفربول"

GMT 22:58 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرة الثقافة تشهد ختام الدورة ال27 لمهرجان الموسيقى العربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon