توقيت القاهرة المحلي 22:21:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بغداد... بيروت

  مصر اليوم -

بغداد بيروت

بقلم: سمير عطا الله

منذ اختراع التصوير الفوتوغرافي، بدأ نقاش بين الناس: أيهما أكثر تعبيراً، الصورة أم الكلمة؟ في الأحداث الكبرى يجب تأمل الوجوه، أفراداً أو جماعات. أذهلني في الصور الخارجة من بغداد أخيراً، التشابه مع متظاهري لبنان: تشابه الأعمار، تشابه اللباس، وتشابه الهتافات. الفارق الكبير كان موقف الجيش والقوى الأمنية.
سقط في العراق ألوف القتلى والجرحى، معظمهم بالرصاص. في لبنان قال سعد الحريري، إنه سوف يستقيل إذا سقط جريح واحد، وفعل. من الغريب أن تسمح حكومة لنفسها بقتل كل هؤلاء المواطنين من دون العثور على نافذة للتفاوض معهم. إنه لدليل انهيار مفزع ألاَّ يبقى لدى الدولة من خيار سوى الرصاص الحي، والرصاص المطاط، والرصاص الرصاص، أي التوتر العصبي وفقدان القدرة على الحكم بالعقل والقانون وحفظ الأمن.
إننا أمام تشابهات كثيرة، أهمها فشل النظام العربي الذي تنادي بغداد وبيروت بسقوطه. أفشله الفساد والتردّي وانعدام الرؤية وخفض جميع المستويات والمقاييس: من مستوى المعيشة، إلى مستوى التعليم، إلى مستوى البيروقراطية، إلى مستوى العلاقة بين الدولة والناس.
إلى متى تستطيع الدولة أن تهمل أهلها؟ وإلى متى كلما شكوا، تقدم لهم «آلهة» يعبدونهم؟ بعد طول احتقان وقهر وتجاهل ولا مبالاة، لا يعود ينفع شيء، حتى إعلان الطوارئ ومنع التجول، ومشروعات الإصلاح الراكضة بعد عقود من النوم والبلادة، والغطرسة الفارغة.
يقال إن العراقيين يشعرون بالحنين إلى مرحلة صدام. دعونا لا نخدع أنفسنا في هذه المحنة الكبرى. الحنين ليس دليلاً على صواب تلك المرحلة، بل على مدى سوء ما أعقبها. الناس لا تتمنى ما مضى، بل تؤكد سوء ما وصلت إليه.
كان يفترض في النظام اللبناني أنه أفضل من جواره: اقتصاد مستمر النمو، ونسبة معقولة من الحريات، ومستوى تعليمي متطور. لكن الانفجار الأخير أثبت صدأه. تنقلت في بيروت أمس فلم أجد سوى محلات تغلق إفلاساً، ولم أسمع سوى شكوى الفقر. واختفى طواويس السياسة خلف الأبواب، ومعهم أوقح أشكال الفساد والسرقة والسطو.
مليون ونصف مليون متظاهر في لبنان طوال أسبوعين، وألوف المصابين في العراق، والبحث جارٍ عن حكومة جديدة. حان وقت البحث عن فكر جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بغداد بيروت بغداد بيروت



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon