توقيت القاهرة المحلي 22:11:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غراندايزر

  مصر اليوم -

غراندايزر

بقلم - سمير عطا الله

كل مرحلة في التاريخ لها بطلها. كل بلد، كل جماعة، كل قارة. مَن يخلق البطل؟ الشرير. في الأسطورة وفي الحقيقة، لأن من دون ظهوره سوف يظل الشر مستفحلاً والأشرار مستكبرين. لا بدّ أن يطل من مكان ما، مثل هرقل أو عنترة. وفي الماضي كان يمكن أن يكون الشرير تنيناً أو مخلوقاً هائلاً متعدد الأذرع والأرجل، أو حيواناً ضخماً كالديناصور. لذلك كان لا بدّ من بطل خارق مثل سوبرمان، أو طرازان، الذي في الغابة بخفة سنجاب وقوة أسد.

مع تحديث صورة الشر، كان لا بدّ من تحديث صورة البطل ومنحه ميزات التفوق والانتصار. لم يعد أحداث العصر يصدقون حكاية التنين الذي يخطف عذارى المدينة، فصار التنين الحديث آلياً، «غراندايزر»، أو شيئا من هذا القبيل. يقول عالم النفس كارل غوستاف يونغ إن «البطل» هو أول شيء بحث عنه الإنسان في اللاوعي الجماعي. ولا يزال. فالأعجوبة الألمانية الغربية بعد الحرب لم تكن تنسب إلى الشعب الألماني، بل إلى اقتصادي واحد هو لودفيغ ارهارد. والذي أنهض أميركا من كارثة الركود ليس الشعب الأميركي بل الرئيس روزفلت.
لا شيء يبعث الطمأنينة في الناس مثل شعورهم بأن هناك «بطلاً» جاهزاً للتصدي والدفاع عن ضعفهم. والسينما اليوم – أو التلفزيون – هي التي تصنع لنا الأبطال والأشرار. وتعرف الناس مسبقاً أن ما تراه خيالا صعبا حتى في الخيال، لكنها تشاهد وتتمتع وتصدق أن رجلاً طار من مبنى إلى آخر، وكاد يسقط عن علو طابق لولا أنه تمسك بحافة نافذة في الطابق الخامس والعشرين، ودخل منها إلى الشقة ليكمل المطاردة، لكنه وجد امرأة حسناء تهتف لرؤيته، إلا أنه لم يلتفت لها بل أكمل مهمته. هذه أيضا من شيم الأبطال.
لم يكن البطل في التاريخ مقاتلاً فقط، أو جباراً ذا قوة هائلة، بل كان أيضا ذلك الكريم الأسطوري حاتم الطائي. أو ذلك الحكيم الذي قدم النصائح والمعرفة في حقول الصين. أو الطبيب الذي لم يخش معالجة مصابي الطاعون والبرص.

وفي ذروة صراعها الإعلامي مع الأمير تشارلز، ذهبت الأميرة ديانا إلى مصح للبرص والتقطت الصور مع مرضاه. إنها البطلة المؤاسية للمعذبين، فيما معذبها منصرف إلى الحياة مع خليلته. وقد تبعها الملايين حول العالم ونفروا من زوجها الظالم. ولم يتوقف أحد لحظة عند أن قصة ديانا وتشارلز هي في نهاية الأمر حياة زوج وزوجة مثل سائر البشر، تعلو وتهبط وقد تسقط أحياناً. لكن الناس لا تطيق اضطهاد بطلتها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غراندايزر غراندايزر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 04:47 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

معرض الدوحة الدولي للكتاب ينطلق في 9 مايو

GMT 07:50 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

حادث تحطم عنيف لأغلى سيارات فيراري على الطريق

GMT 16:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق طنطا يودع الكأس بالخسارة من الحدود بثنائية

GMT 23:43 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

"الجِفْتُون" و"الزَّبرجد" أهم جُزر "البحر الأحمر" السياحية

GMT 07:31 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

10 مطاعم مميزة في الطائف للعوائل تعرف عليها

GMT 10:50 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

شيرين رضا تنتقد قطع الأشجار

GMT 04:56 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"أوبرا عايدة" تبهر الجمهور في الأقصر بعد 22 عامًا من الغياب

GMT 06:51 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

علماء يعلنون عن خمس قواعد تمنحك عمرًا إضافيًا

GMT 22:40 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

البيت الأبيض يعلن تمسك ترامب بقراره بشأن القدس

GMT 22:44 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

الديوان الملكي السعودي يصدر بيانًا بشأن صحة بن عبدالعزيز

GMT 02:35 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

الفنان أحمد سعد يراهن على نجاح فيلم "على وضعك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon