توقيت القاهرة المحلي 21:28:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مراهق الساحة الحمراء

  مصر اليوم -

مراهق الساحة الحمراء

بقلم : سمير عطا الله

في مايو (أيار) 1987 هبط شاب ألماني في التاسعة عشرة من العمر يدعى ماتياس روست، بطائرة سيسنا ذات محرك واحد، في الساحة الحمراء، قرب الكرملين. كان الطيار المراهق قد قطع مسافة 750 كيلومتراً فوق الاتحاد السوفياتي، الذي بنى أهم نظام دفاعي في العالم، من دون أن تلحظه الرادارات. شعر وزير الدفاع السوفياتي وجنرالاته بالإهانة. وحكم على المغامر الألماني بالسجن لمدة عام.

... وبدأت علامات الخوف على الاتحاد في الظهور. الدولة الكبرى لم تسقط أمام قوة خارجية. بالعكس. لقد ربحت الحرب العالمية الثانية، واكتسبت معنوياً الكثير من شعوب العالم. لكنها سقطت من الداخل. صدئ نظامها وفقد شعبها حماسه ويقظته. ونجح في حروب الواسطة التي خاضها، لكنه خسر حروب التكنولوجيا والزراعة والعلم والاقتصاد. عكّر الحياة على أنظمة كثيرة وأثار الفوضى في بلدان عدة، لكنه أفاق ذات يوم، ليشاهد مراهقاً ألمانياً يهبط في الساحة الحمراء وكأنه في فيلم ديزني.

تكرر إيران، فصلاً فصلاً، تاريخ نشوء وسقوط الاتحاد السوفياتي. مثله حملت آيديولوجيا تختفي وراءها. ومثله تشعل الحروب بالواسطة. ومثله تعكر حياة الشعوب. ومثله تتحدى وتهدد، بمناسبة وغير مناسبة، فيما يعنيها وفيما لا يعنيها. ومن فنزويلا إلى البحرين، ومن سوريا إلى باب المندب، تطل كل يوم بتهديد أو سفينة حربية أو صاروخ.

بدأت الثورة الإسلامية باحتلال السفارة الأميركية لأربعة وأربعين أسبوعاً. بلا أي مناسبة أو ذريعة. وطابت لها سياسة الرهائن. واليوم تهدد أميركا بأن بلدان الخليج رهائن في مرمى أسلحتها. الحرب المباشرة لا مكان لها في الاستراتيجية الإيرانية. تترك الآخرين يتحاربون ويحاربون وتكتفي بإرسال اللواء سليماني للصور التذكارية

لم أعد أذكر من هو الجنرال الذي رد على ترمب يوم الجمعة الماضي، بتهديد دول الخليج. يا مولانا، خليك على أميركا. قادمة ومعها قاذفات بي 52 التي تهبط من 15 ألف متر (وليس قدماً) في انحدار مستقيم. ومعها حاملات تدفعها قوة نووية قادرة على العمل 20 عاماً. وما هي مناسبة إثارة هذا الفيل الأميركي منذ 40 عاماً إلى اليوم؟ ولماذا خلخلة استقرار المنطقة والعالم؟ وإذا كانت إسرائيل حقاً هي المسألة، فما دخل باب المندب ودول الخليج واليمن وحلب؟

تكرار عجيب للمسيرة السوفياتية التي ظنت أن العالم مجرد لعبة بلا خسائر، لأنه يخاف الصراعات ويريد الهدوء والاستقرار. سياسة الرهائن قصيرة النظر. وكذلك الحروب بالواسطة. لكن الحرب مع الفيل الأميركي هذه المرة مباشرة وطاحنة. وماذا بقي من المنطقة في أي حال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراهق الساحة الحمراء مراهق الساحة الحمراء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 12:24 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 08:45 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

برج الجوزاء تبدو ساحرا ومنفتحا

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 18:30 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

قمة نارية بين ميلان ضد يوفنتوس في الدوري الإيطالي الأربعاء

GMT 11:36 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بارتوميو يعلن مشاركة برشلونة في بطولة كبيرة قبل استقالته

GMT 23:41 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

تطبيق جديد تستخدمه المرأة الحامل للعثور على مكان في المترو

GMT 03:22 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسعار البيض في الأسواق المصرية الإثنين

GMT 06:41 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا تنشر صورتها بملابس السيدة العذراء

GMT 21:57 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

رمضان صبحي يفوز بجائزة لاعب الشهر في بيراميدز

GMT 09:39 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

يورغن كلوب يحسم الجدل حول مستقبل صلاح

GMT 10:53 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

شوبير يعلق على هزيمة منتخب مصر لكرة اليد من السويد

GMT 14:26 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إدارة الملوثات العضوية الثابتة بالبيئة المصرية تعلن حصاد 2020

GMT 12:51 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير لسان العصفور بالخضار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon