توقيت القاهرة المحلي 19:46:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

باقة في حقيبة

  مصر اليوم -

باقة في حقيبة

بقلم - سمير عطا الله

ضمت حكومة الرئيس سعد الحريري أربع مفاجآت حلوة: وزيرة للطاقة؛ حقل الرجال، ووزيرتان قادمتان من الإعلام، إحداهما عزيزتنا وجميلتنا مي شدياق، التي طالتها محاولة اغتيال شديدة القباحة، فكان الجمال في نجاتها.
المفاجأة الأهم كانت تكليف سيدة بوزارة الداخلية في بلد مثل لبنان؛ الأمن فيه منه، وحالة السير فيه مثل غابات الكونغو، مع الاعتذار من التشبيه؛ أي الاعتذار من غابات الكونغو. وزيمبابوي، والبنغال.
جلس اللبنانيون يترقبون، ماذا ستفعل ريا الحسن في هذه الأدغال؟ أين سوف تبدأ؟ بأي جرأة؟ كيف، بالدرجة الأولى، سوف تتعامل سيدة مع الآلاف من رجال الأمن الذين في إمرتها؟ وإذ أطرح هذه الأسئلة، أحب أن أذكّر جنابكم، بأننا في لبنان، ولسنا في ألمانيا أو فرنسا أو كندا، حيث تولت امرأة وزارة الدفاع وإمرة الجيوش... فهذا لبنان، وفيه نحو ثلاثة ملايين غير لبناني، والباقي لبنانيون؛ مليونان منهم، يقودون سياراتهم مثل سباق القطط البرية في غابات الكونغو، ويرمون على الطرقات فوارغ القناني الغازية وبقايا الطعام وأوراق السعال المستخدمة.
تقدمت الروائية التشيلية الشهيرة إيزابيل الليندي، الحركة النسوية في أميركا الجنوبية، ثم في الشمالية، عندما انتقلت إلى العيش في كاليفورنيا. وكانت تدعى إلى إلقاء كلمات الافتتاح في المناسبات الدولية الكبرى؛ من أفريقيا إلى الدنمارك. وبصرف النظر عن موضوع المناسبة، كانت تضمّن خطابها شيئاً من ميزات المرأة: إنها تحمل الجمال والترتيب والسلام إلى أي مكان تذهب إليه. وفي إحدى رواياتها تقول رئيسة المدرسة الآتية حديثاً لتسلم مسؤولياتها، إن سلفها كان أكاديمياً عظيماً، لكنه كان ينسى أن يغير الورود في مكتب الإدارة كل يوم.
لست ممن يتابعون أمور الحكومات - ولا غيرها - في لبنان. صحيح أن اليأس خيانة وطنية، لكن الملل مسموح. وجيلي قد ملّ وضجر، ولا ننتظر شيئاً... ولذلك، تتخذ المفاجآت الحسنة أحجاماً احتفالية. أول قرار اتخذته ريا الحسن كان إصدار الأمر بإزالة الأكشاك المخالفة والمشبوهة عن الطرقات السريعة.
المزهرية أولاً. أول ما تفعله المرأة عندما تدخل بيتاً جديداً، أنها تقوم بتنظيفه. سلفها، الوزير نهاد المشنوق، اتخذ القرارات الأشد خطورة: نظف السجون وأدخل إليها القانون والحزم. اللمسة النسائية ليست أقل حزماً، لكنها تبدأ دوماً بالمزهرية. لعل هذا ما خطر للرئيس الحريري وهو يكلف امرأة حمل أثقل الحقائب.

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باقة في حقيبة باقة في حقيبة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 03:37 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة السورية ترفع أسعار البنزين والديزل

GMT 13:19 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مميزة من أجل اختيار أحمر شفاه جذاب في الحفلات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon