توقيت القاهرة المحلي 00:57:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سقوط الحقوق

  مصر اليوم -

سقوط الحقوق

بقلم - سمير عطا الله

العام 1978، مددت الولايات المتحدة العمل بقانون حقوق النشر لمدة عشرين عاماً. هذه المهلة انتهت الآن، وأصبح في إمكان أي فرد، أو مؤسسة، طبع وتوزيع أي كتاب ينطبق عليه نهاية الحظر؛ أي آلاف المؤلفات الشهيرة التي كان ريع بيعها يذهب حصراً للورثة.
ثمة اسم عربي واحد سوف يتأثر بالقانون الجديد، أو بإلغاء القانون القديم: جبران خليل جبران. تقول «النيويوركر» إن كتاب جبران «النبي» هو الأكثر مبيعاً، بعد شكسبير والفيلسوف الصيني لاو تسي. ومنذ صدوره العام 1923، باعت طبعته الأميركية وحدها 10 ملايين نسخة، علماً بأنه مترجم إلى 40 لغة أخرى.

هناك لجنة خاصة بإرث جبران تأسست في مسقط رأسه بشري، حيث مدفنه و«متحفه». والمتحف شيء مزرٍ لا يليق بجبران، ولا بالثروة التي تركها لبلدته. ولم يكن على اللجنة فقط أن تعيد بناء متحف غير الذي بني في ثلاثينات القرن الماضي، بل أن تقيم متحفاً مهماً في قلب بيروت. فكم عدد اللبنانيين، في الخارج أو في الداخل، الذين يحملون اسم وشهرة جبران؟ وبدل أن تذهب ثروة المبيعات إلى بلدته وحدها، كان أفضل أن تذهب إلى تكريم صورته في كل لبنان. فالعالم يعرف أنه لبناني، أما مسقط رأسه، فتفصيل عادي مثل مسقط رأس بلزاك أو نجيب محفوظ أو يوسف إدريس. الأعلام يرفعون اسم وطنهم، لا قريتهم أو حارتهم.

أعادت وزارة الثقافة اللبنانية تأهيل المكتبة الوطنية التي دُمرت خلال الحرب. وقد أعلن الوزير الدكتور غطاس خوري عن سلسلة محاضرات فيها، يفتحها الداعي لكم بطول العمر. وسوف أدعو، قبل أي شيء، إلى جناح رمزي خاص، يضم الطبعات الأولى من أعمال جبران، وعدداً من لوحاته الرائعة، بدل أن تظل رهينة متحفه في بشري التي تبعد عن بيروت ساعتين على الأقل.
يبقى شيء واحد: أنا مع إبقاء الحقوق محفوظة إلى الأبد، وأن تبقى للورثة، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات أو جمعيات خيرية. إنها ثروة يتركها الكاتب أو الشاعر لعائلته، إلا إذا أوصى بغير ذلك. ولا يعرف أحد حجم تلك الثروات من البلايين حول العالم. فهل من شك أن تولستوي وبوشكين وغوركي جزء من ثروة روسيا؟
الأديب العربي معرض للسرقة في بلاده، وللتزوير والنهب، كأنما لا يكفيه ما هو فيه. أما أدباؤنا المتَرجمون، فكانوا محميين حتى الآن بقوانين العالم، وها هي تبدأ بالسقوط.

نقلًا عن الشرق لاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط الحقوق سقوط الحقوق



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 10:57 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي
  مصر اليوم - مفاجآت كبيرة في فيلم الست لمنى زكي

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon