توقيت القاهرة المحلي 01:54:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه؟

  مصر اليوم -

لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه

بقلم: حازم صاغية

كانت الماويَّة الصينيَّة تلخّص سياستها لمرحلة من المراحل بعبارة سهلة الحفظ تغدو شعاراً. مثلاً، في 1957 قال ماو تسي تونغ: «دع مائة وردة تتفتح»، تشجيعاً للمثقفين على نقد السياسات الحزبية والحكومية. المثقفون الذين صدَّقوا ومارسوا النقد فعلاً سُجنوا جميعاً.
نحن، في لبنان، أفقنا ذات يوم قريب على عبارة - شعار للمرحلة المقبلة: «الاتجاه إلى الشرق». وما دام المعنى الاقتصادي للدعوة قد صدّع نفسه بنفسه منذ لحظة النطق بالشعار، جاز لنا الظن أنَّ المطلوب هو تطوير التوجه المذكور إلى انغماس في الشرق. ذاك أنَّ التوجه إلى مكان ما ينطوي بالضرورة على تأثر بهذا المكان يتجاوز طلب المعونة المعلنة. فالعرب الذين توجهوا مبكراً إلى الغرب هم الذين أنتجوا ما بات يُعرف بـ«النهضة» التي لا تعني، في آخر المطاف، سوى الاقتراب من النموذج الغربي ومحاكاته.
في الحالة التي نحن بصددها، نجدنا حيال إيضاحات لا بدَّ منها تطال المقصود بالانغماس الناجم عن التوجه: فليس المطلوب مثلاً تقليد الحضارات العظيمة للصين والهند وفارس، أو التعلم من الديمقراطية الهندية وعنها، أو درس عملية انتقال مئات ملايين الآسيويين من حال اقتصادية إلى حال، نتيجة التفريع (outsourcing) الذي اعتمدته الاقتصادات الغربية. وبالطبع، ليس كتاب «كاما سوترا» الرائع مطروحاً على مكتبتنا «المحترمة».
الشرق المقصود هو اللاغرب، أو ما هو ضد الغرب. والتعريف بالسلب يبقى دائماً تعريفاً ناقصاً، لكن ما يضاعف النقص هنا أن ما من أحد اليوم ضد الغرب بالمطلق؛ لا الصين ولا الهند ولا روسيا، إذا اعتبرناها شرقية، وهذا حتى لا نتحدث عن اليابان وكوريا الجنوبية.
هذا الشرق المزعوم ربما مات مع الماوية التي أعلنت أن «ريح الشرق تغلب ريح الغرب»، لتغطس في «ثورة ثقافية» ما زال المؤرخون منهمكين في إحصاء عدد الملايين الذين قتلتهم. كوريا الشمالية قد تكون آخر حشرجة «شرقية» مولَعة بالقطيعة المطلقة وبنظرية «جوتشه» في الاعتماد على الذات والاكتفاء بها.
أغلب الظن أن التوجه إلى الشرق بوصفه اللاغرب يستبطن، قبل أي شيء آخر، كراهية الديمقراطية الغربية، وافتراض أنها غزو ثقافي «يفتت الأمة» ويُضعفها. وليس بلا دلالة أن أعداداً كبيرة نسبياً ممن انتموا إلى التيار الماوي تحديداً ما لبثوا أن اعتنقوا توجهات قومية ودينية، على رأسها الخمينية الإيرانية. المهم عندهم مقاومة الغرب، أكان بالماوية أم بالخمينية أم في ظل أي يافطة أخرى مناهضة للديمقراطية والتعدُّد. المهم العثور على الطوطم المعبود الذي نلتف حوله فيقود خطانا في هذا الصراع: ماو، كيم، خامنئي، الأسد... كلهم صالحون.
أما لبنان تحديداً؛ فانغماسه في هذا الشرق يعني نسفه بالكامل، وهي مهمة تبقى مستحيلة من دون واحد من اثنين، أو الاثنين معاً: السيطرة المباشرة على نظامه السياسي والاقتصادي، وإبقائه في حالة حرب دائمة مع عدو ما. وضعٌ كهذا، إذا ما كُتب له التحقق، لا يعني إلا الحرب الأهلية، الطائفية والمناطقية، بوصفها نظاماً للحياة.
في المقابل، تكمن أهمية لبنان بالضبط في أنه انتمى إلى الشرق، واستطاع أن ينتمي، في الوقت ذاته، إلى عالم أوسع. وربما جاز القول إنَّه قدم نموذجاً معقولاً عن تجاوز فكرة «الانتماء» بمعناها الضيق الأفق والأبرشي الجذور.
ونزعة الانتماء بهذا المعنى ليست جديدة طبعاً. فذات مرة كانت الحملة على المستشرقين الذين يتحركون بين عوالم عدة، بوصفهم يخترعون شرقاً غير قائم. وهذا علماً بأنَّ ثنائية غرب - شرق لم تزدهر كما ازدهرت بعد نقد الاستشراق وعلى أيدي نقاده. كذلك نُفخت مقولة «المسيحية الشرقية» نفياً للإقرار بأي تعددية داخل هذا الشرق، وراج التوكيد على تلاحم المسيحية في الإسلام، وعلى أنَّ الحروب الصليبيَّة ليست غير شذوذ خياني عابر. وعن هذه الشرقية وُلدت لاحقاً «مشرقية» مهمومة بدعم بشار الأسد، رمز انتمائنا وكرامتنا! أما في نقدنا إسرائيل فلم نركز على العنصري والاستيطاني فيها بقدر ما ركّزنا على «عدم انتمائها» إلى المنطقة التي تعج بالعنصري معطوفاً عليه الاستبدادي. وأي أحمق هو الذي ينتمي، بمحض إرادته، إلى هذه المنطقة؟
لكنْ لتسويق هذه الشرقية، شرقية الحروب والحروب الأهلية، كان لا بدَّ من الأكاذيب. فلأجل ديمومة الحروب، قيل إنَّ «داعش» على وشك أن يدخل بيوت اللبنانيين بيتاً بيتاً، لكن المنقذ هبَّ في اللحظة العصيبة لإنقاذنا. ولأجل ديمومة الحروب، حذفنا من التاريخ والذاكرة فترة 1949 - 1968 حيث نجح لبنان سلماً في تفادي «الذئاب»، وفق تحذير الأمين العام لـ«حزب الله». والحال أنَّ «الذئاب» لم تأتِ إلا بعد مقاومة أولى مهّدت الطريق لاحتلالٍ نجم عنه تحرير المقاومة الثانية، وبالتالي مطالبتنا بالعيش إلى ما لا نهاية حياة مقاوِمة شرقية جداً.
ومحو المعرفة بالماضي، كما نعلم، شرط شارط لدخول المستقبل، على هذا النحو الغريب: أرواح تعيسة وبطون جائعة وأفواه مكمومة لا يخرج منها إلا ألسنة تنطق بالكرامة وتبايع الزعيم. هذا هو الشرق الذي يُراد لنا أن نتوجه إليه وننغمس فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt