توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من هى الملكة كيا؟

  مصر اليوم -

من هى الملكة كيا

بقلم : زاهي حواس

ليس هناك أى صلة بين الملكة كيا والملك توت عنخ آمون. وهذا ما كتبته فى أوبرا توت عنخ آمون، حيث قلنا إنه وُلد من الزوجة الثانية للملك أخناتون. وقد وجد علماء الـDNA الذين عملوا معى فى المشروع المصرى لدراسة المومياوات الملكية، وعلى رأسهم العالم المصرى د. يحيى جاد، أن أم الملك توت عنخ آمون هى الملكة التى عُثر على المومياء الخاصة بها فى المقبرة رقم 35، وهى مقبرة الملك أمنحتب الثانى. وقد اتضح أن هذه المومياء التى يُطلق عليها مومياء السيدة الصغيرة، هى ابنة الملك أمنحتب الثالث والملكة تى، وهى أخت الملك أخناتون الذى عُثر على موميائه داخل التابوت الذى عُثر عليه بالمقبرة 55 بوادى الملوك؛ ولذا فإن هذه الملكة لا يمكن أن تكون كيا أو نفرتيتى؛ لأن لدينا حوالى خمس بنات للملك أمنحتب الثالث.

ولم يحدث أن تم نسب الملك توت عنخ آمون إلى الملكة كيا. أما مومياء أخناتون، فقد اعتمدت برندا بيكر على دراسة شفهية للمومياء التى عُثر عليها داخل المقبرة 55، ونشرت رأيها فى مجلة ليست علمية وهى News. ولم تشر إلى ما نشره د. إليوت سميث، الذى كان أستاذًا بكلية طب قصر العينى.

وكان د. سميث أول من فحص الهيكل بعد اكتشافه مباشرة عام 1907. وفى تقريره المفصل فى كتابه عن «المومياوات الملكية»، فى صفحة سبعين، أكد أن ليس لديه شك فى أن البقايا الآدمية فى المقبرة رقم 55 هى لأخناتون. وأورد د. سميث فى تقريره التشريحى المفصل فى خمس صفحات بالكتاب، وكرره عدة مرات وبوضوح، أنه يصعب من القرائن التشريحية تحديد سن محدد للهيكل العظمى؛ وذلك لأن نطاق الاختلافات فى سن التحام العظام كبير جدًا، وقد يصل لسنوات عديدة. وخلص د. سميث إلى أن سن الهيكل لن يقل عن 25 سنة، وقد يزيد على ذلك لسنوات عديدة. واعتبر د. سميث أن هذا التقرير السنى لا يتعارض مع كون الهيكل لأخناتون؛ إذ إن الفرق طفيف بين تقديره وما قدره المورخون لعمر أخناتون والذى لا يقل عن ثلاثين سنة. وقد اُكتشف هذا الهيكل داخل تابوت.

وقام عالم اللغة المصرية القديمة السير آلان جاردنر بقراءة اسم أخناتون على التابوت، أى أن الأشعة المقطعية والحامض النووى واللغة قد أكدت جميعًا أن هذا الهيكل العظمى يخص الملك أخناتون. وهذا يشير إلى أن بيكر وغيرها لم يقرأوا كل هذه المعلومات التى نُشرت على لسان علماء الـ DNA والأشعة الذين عملوا معى فى هذا المشروع.

وإذا حاولنا أن نقرأ ما كُتب عن الملكة كيا قبل أن يُكشف عن أم توت عنخ آمون الحقيقية، فسوف نعرف أن هذه السيدة ليس لها أدنى صلة بالعبرانيين، كما أن الرسالة رقم 155 من رسائل العمارنة لا تشير إلى ذلك أيضًا. ولو قرأ عالم متخصص هذه الرسالة، فسوف يعرف الحقيقة. أما إذا قرأها هاوٍ، فقد يفسرها كيفا يشاء.

ويُعتقد غالبًا أن أم الملك توت عنخ آمون كانت زوجة أو محظية ثانوية غير معروفة، ويشار إليها على أنها «الزوجة المحبوبة جدًا» أو «حمت مررتى-عات» كيا،. وهذه السيدة كيا تشكل لغزًا. ويعتبر هذا اللقب نادرًا جدًا ويخصها فقط، ولم تحمله أية زوجة ملكية أخرى غيرها. وأصولها غير معروفة، وهناك اقتراح بأنه ربما كانت تادوخيبا، والتى كانت أميرة من دولة ميتانى فى شمال سوريا، والتى تم إرسالها لمصر من خلال الزواج الدبلوماسى. وقد اقترح بعض العلماء أيضًا السيدة جليوخيبا، عمة تادوخيبا. وتم اغتصاب آثار كيا فى عهد أخناتون، وتم تعديل تابوتها لدفنة الفرعون. وتم تعديل آثارها لميريت آتون، وأحيانًا عنخ إس أن با آتون. واستمر ظهور كيا إلى العام التاسع أو العاشر.

غير أن كيا ربما قد أنجبت بنتًا؛ وذلك بناءً على نصين كبيرين على كتلتين حجريتين من الأشمونين تم محوهما، ويظهر عليهما اسم مفقود لابنة ملكية، غير أنها ترتبط باسم وألقاب كيا. واقتراح اسم كيا كأم الملك توت عنخ آمون يأتى من منطلق أن كل الاقتراحات مقبولة فى ذلك الشأن إلا أن تكون أمه نفرتيتى. واُقترح أيضًا أن تكون كيا هى «داخامانزو»، وهى غالبًا الترجمة الحرفية للقب المصرى زوجة الملك «تا حمت-نسو»، الملكة المصرية التى جاء ذكرها فى أحد النصوص الحيثية حين أرسلت رسالة لملك الحيثيين تطلب فيها أن يرسل لها أحد أبنائه كى تتزوجه بعد وفاة زوجها الملك. غير أن هذا الاقتراح ليس له ما يدعمه؛ لأنه قد تم تدمير آثار كيا وعدم تقديرها قبل وفاة أخناتون.

أما بالنسبة لرسالة العمارنة 155، فإنها عبارة عن رسالة من «عَبدى مِلكى» حاكم صور أو ماياتى، وفيها يطلب من الملك أخناتون أن يعطيه الماء والقوت. ثم أعطى الملك له ما أراد. وقال ذلك الحاكم إنه خادم للملك ولسيدته ماياتى. ولترجمة هذه الرسالة، وغيرها من رسائل العمارنة، يمكن الرجوع للكتاب التالى:

The El-Amarna Correspondence، Leiden: Brill، 2015.

ومن الجدير بالذكر أن «عَبدى مِلكى» كان حاكمًا لمدينة صور فى عصر العمارنة، وأن ماياتى، المشار إليها، ربما كانت ميريت آتون، ابنة أخناتون، والتى أطلق أخناتون اسمها على مدينة صور. ويتضح من قراءة ترجمة رسالة العمارنة السابقة أنه لم يأتِ أى ذكر لكيا فيها، وأنه لا يوجد بها أى ذكر للعبرانيين؛ إذ إنه من المعروف أن مدينة صور تقع فى الأراضى اللبنانية، وليس فى أرض فلسطين المحتلة.

وفى النهاية، أؤكد أن كيا ليس لها صلة بالملك توت عنخ آمون وليست عبرانية، وأن توت عنخ آمون مصرى أصيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من هى الملكة كيا من هى الملكة كيا



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon