توقيت القاهرة المحلي 10:57:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجوف في عصور ما قبل الإسلام مرة أخرى

  مصر اليوم -

الجوف في عصور ما قبل الإسلام مرة أخرى

بقلم - زاهي حواس

يعود الاستيطان البشري في منطقة الجوف، كما ذكرنا من قبل، إلى عصور ما قبل التاريخ. ولكن خلال عصور ما قبل الإسلام كانت الجوف تمثل بوابة شمال شبه الجزيرة العربية. وكان موقعها الاستراتيجي المميز يتوسّط إمبراطوريات الشرق الأدنى القديم. ليس هذا فقط، بل كانت ملتقى للقوافل على طرق التجارة القديمة، ومحطة رئيسية مهمة على درب البخور. كما تُعد حلقة وصل بين الحضارات المجاورة: كالمصرية والفارسية وبلاد الرافدين وبلاد الشام.

عُرفت منطقة الجوف في العصور القديمة باسم أدوماتو؛ نسبةً إلى حاضرتها دومة الجندل، وكانت عاصمةً لمملكة عريقة هي مملكة قيدار أو أدوماتو، وقد ازدهرت هذه المملكة منذ مطلع القرن التاسع ق. م، وحتى سقوطها في القرن الخامس ق. م، واشتهرت بملِكاتها اللائي كُنّ على خلاف دائم مع جيرانهن الآشوريين، ومن أشهر الملكات اللاتي حكمن أدوماتو: زبيبة وسمسي وتلخونو، وأقدم ذكر للعرب في التاريخ حتى الآن؛ ورَد في نص آشوري يرجع إلى سنة 853 ق.م، حيث يتحدث عن معركة قرقر التي انتصر فيها الملك الآشوري شلمنصر الثالث على تحالف من 12 ملكاً كان من بينهم أحد ملوك أدوماتو، وهو جندب، وذُكر هذا الملك في النص بلفظ «جنديبو الآريبي»، أي (جنديبو العربي)، ويُعد بذلك أول ملك عربي يُذكر في المصادر الآشورية.

وكانت الإمبراطوريات المجاورة لجزيرة العرب تطمع في القوة الاقتصادية والموقع الاستراتيجي الذي تحظى به أدوماتو، ومن أبرز الذين استولوا على أدوماتو الملك البابلي نابونيد، الذي تولى الحكم في بابل عام 555 ق.م، وتمكّن من السيطرة على مدن شمال الجزيرة العربية، وكانت أدوماتو إحداها، كما اتخذ من مدينة تيماء عاصمةً له حتى سقطت بابل على يد الفرس. وقد ورد اسم دومة الجندل في كتابات بطليموس اليوناني تحت اسم دومينة، وكانت الممالك العربية القديمة تتنازع للسيطرة على أدوماتو؛ ومن هذه الممالك «مملكة الأنباط»، التي حكمت شمال الجزيرة العربية وكانت أدوماتو من أهم الولايات، كما كان لمملكة تدمر في عهد أشهر ملكاتها «زنوبيا» أو (الزبّاء) - التي حكمت في القرن الثالث الميلادي - أطماعاً في المنطقة، وقادت حملة عسكرية على أدوماتو باءت بالفشل، وعنها قالت مقولتها الشهيرة التي وصفت فيها منعة قلعة مارد، وحصن الأبلق أحد حصون تيماء: «تمرد مارد، وعزّ الأبلق»، وفي القرن الخامس الميلادي خضعت أدوماتو لمملكة كندة الثانية، التي تعدّ امتداداً لمملكة كندة الأولى التي حكمت وسط الجزيرة العربية من القرن الرابع ق.م وحتى القرن الرابع الميلادي، وكانت تتخذ من مدينة ذات كهل (قرية الفاو الأثرية بوادي الدواسر) عاصمةً لها، واستمر حكمها لأدوماتو حتى ظهور الإسلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجوف في عصور ما قبل الإسلام مرة أخرى الجوف في عصور ما قبل الإسلام مرة أخرى



GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

«فيتش» في وجهها «نظر»!!

GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

هل تمانع أميركا عملية في رفح؟

GMT 02:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة

GMT 02:18 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ابحث عن العقيدة في موسكو

GMT 02:15 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اليوم التالي... منظمة التحرير

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

إيمي سمير غانم تستعد للعودة الى التمثيل
  مصر اليوم - إيمي سمير غانم تستعد للعودة الى التمثيل

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير

GMT 17:32 2021 الأربعاء ,21 إبريل / نيسان

أتليتكو مدريد ينسحب من بطولة دوري السوبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon