توقيت القاهرة المحلي 12:41:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... عسكرة المرحلة الانتقالية

  مصر اليوم -

إيران عسكرة المرحلة الانتقالية

بقلم: مصطفى فحص

يسعى النظام الإيراني في الفترة المقبلة إلى إعادة ترتيب بيته الداخلي استعداداً لمرحلة انتقالية تستدعي تحصين جبهته الداخلية وضمان تماسكها بهدف الحفاظ على مشروعيته الثورية التي تتطلب استقرار مؤسسات الحكم وانسجامها سياسياً وعقائدياً، لذلك تتجه الأنظار نحو «الحرس الثوري» بوصفه المؤسسة الوحيدة القادرة على القيام مباشرة بهذه المهمة بالتنسيق مع ما يعرف في إيران بـ«بيت المرشد»، وقد ظهر أول ملامح مشروع السيطرة على مؤسسات الدولة بعد تنصيب شخصية دينية راديكالية على رأس السلطة القضائية؛ إذ يعدّ إبراهيم رئيسي أحد الفاعلين في دوائر «بيت المرشد» ومقرباً من قيادة «الحرس الثوري»، ثم جاءت الخطوة الثانية والأهم في دلالاتها حول تغير طبيعة السلطة في إيران إثر سيطرة «الحرس الثوري» على أكثر من نصف مقاعد مجلس الشورى (البرلمان) وانتخاب أحد جنرالاته السابقين قاليباف رئيساً له، لكن ذروة مشروع تمكين العسكر أو «الحرس» كانت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما أعلن وزير الدفاع السابق وأحد القادة العسكريين البارزين في «الحرس» الجنرال حسين دهقان نيته خوض السباق الرئاسي المقبل في شهر يوليو (تموز) 2021.
في 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي مهد مجلس الشورى الطريق تشريعياً أمام القيادات العسكرية لدخول السباق الرئاسي، بعدما عارض النواب مشروع قانون قدمته الكتلة الإصلاحية يقترح حظر ترشح كبار قادة القوات المسلحة برتبة عميد فما فوق لانتخابات رئاسة الجمهورية، بأغلبية 207 من أصل 237 حضروا الجلسة، كما صوّت المجلس على تعديل قانون الانتخابات الرئاسية، حيث سمح التعديل لأعضاء «مجلس تشخيص مصلحة النظام» و«المجلس الأعلى للأمن القومي» بخوض السباق. اللافت في تعديل القوانين أنه حدد مسبقاً المعايير التي يجب أن تنطبق على المرشحين وحصرها في فئة معينة؛ في مقدمتها العسكر، وترك لـ«مجلس صيانة الدستور» التحقق من أهليتهم.
اللافت في خطاب الترشح الذي أعلنه دهقان تأكيده أنه لا ينتمي إلى التيارين السياسيين التقليديين في إيران؛ الإصلاحي والمحافظ، وأنه يسعى إلى إيجاد جوّ من التفاهم والإجماع الوطني، وهذا في ظاهره أن «الحرس الثوري» يريد أن ينأى بنفسه عن الانقسامات السياسية وصراعات الأجنحة حتى داخل التيار المحافظ، ولكن في باطنه أن «الحرس» اتخذ قرار السيطرة على السلطة تحسباً لأي تداعيات داخلية وخارجية قد تهدد استقرار النظام، إضافة إلى أنه يمثل آخر عوامل تماسكه بعد صعود النزاعات القومية وتراجع البعد الوحدوي بين المجتمعات الإيرانية نتيجة تراجع شعبية النظام وفشل خطابه العقائدي في توحيد الإيرانيين.
عملياً؛ خرج ترشيح الجنرال دهقان من «بيت المرشد» أيضاً، بصفته مستشاره لشؤون التصنيع العسكري والاستراتيجية، وما كان لدهقان أن يقوم بهذه الخطوة لولا مباركة المرشد الضمنية له. ولعل دهقان أو جنرالاً آخر يمثل أحدهما الحل الأنسب لقيادة النظام في المرحلة المقبلة بعد خسارته الجنرال قاسم سليماني، الذي راهن عليه المرشد في تأمين المرحلة الانتقالية بعد رحيله، والتي من شروطها أن يكون الرئيس قوياً في فترة تسلم مرشد جديد، خصوصاً أن القيادة تجد صعوبة حتى الآن في تعويم شخصية دينية ترث موقع المرشد، ويجري الحديث في الأروقة الداخلية عن تشكيل مجلس شورى مؤقت من المتوقع أن يضم مجتبى نجل خامنئي وإبراهيم رئيسي ورجل دين ثالثاً يختاره «الحرس» بالتفاهم مع «بيت المرشد» إلى أن يتم لاحقاً اختيار أحد أعضائه مرشداً للجمهورية.
بين عضو «مجلس الأمن القومي» سعيد جليلي أبرز المرشحين عن التيار الأصولي، والجنرال حسين دهقان أحد مرشحي «الحرس الثوري» حتى الآن، يتجه النظام الإيراني في لحظة مفصلية داخلية وخارجية إلى السماح للعسكريتاريا الإيرانية بتعزيز قبضتها على الدولة، فيما تتصاعد المخاوف من أن يكون الاتجاه نحو مرحلة تشدد داخلية وخارجية، خصوصاً في المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، وملفات أخرى حساسة تمس جوهر النظام وطبيعته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران عسكرة المرحلة الانتقالية إيران عسكرة المرحلة الانتقالية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon