توقيت القاهرة المحلي 03:00:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... عسكرة المرحلة الانتقالية

  مصر اليوم -

إيران عسكرة المرحلة الانتقالية

بقلم: مصطفى فحص

يسعى النظام الإيراني في الفترة المقبلة إلى إعادة ترتيب بيته الداخلي استعداداً لمرحلة انتقالية تستدعي تحصين جبهته الداخلية وضمان تماسكها بهدف الحفاظ على مشروعيته الثورية التي تتطلب استقرار مؤسسات الحكم وانسجامها سياسياً وعقائدياً، لذلك تتجه الأنظار نحو «الحرس الثوري» بوصفه المؤسسة الوحيدة القادرة على القيام مباشرة بهذه المهمة بالتنسيق مع ما يعرف في إيران بـ«بيت المرشد»، وقد ظهر أول ملامح مشروع السيطرة على مؤسسات الدولة بعد تنصيب شخصية دينية راديكالية على رأس السلطة القضائية؛ إذ يعدّ إبراهيم رئيسي أحد الفاعلين في دوائر «بيت المرشد» ومقرباً من قيادة «الحرس الثوري»، ثم جاءت الخطوة الثانية والأهم في دلالاتها حول تغير طبيعة السلطة في إيران إثر سيطرة «الحرس الثوري» على أكثر من نصف مقاعد مجلس الشورى (البرلمان) وانتخاب أحد جنرالاته السابقين قاليباف رئيساً له، لكن ذروة مشروع تمكين العسكر أو «الحرس» كانت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما أعلن وزير الدفاع السابق وأحد القادة العسكريين البارزين في «الحرس» الجنرال حسين دهقان نيته خوض السباق الرئاسي المقبل في شهر يوليو (تموز) 2021.
في 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي مهد مجلس الشورى الطريق تشريعياً أمام القيادات العسكرية لدخول السباق الرئاسي، بعدما عارض النواب مشروع قانون قدمته الكتلة الإصلاحية يقترح حظر ترشح كبار قادة القوات المسلحة برتبة عميد فما فوق لانتخابات رئاسة الجمهورية، بأغلبية 207 من أصل 237 حضروا الجلسة، كما صوّت المجلس على تعديل قانون الانتخابات الرئاسية، حيث سمح التعديل لأعضاء «مجلس تشخيص مصلحة النظام» و«المجلس الأعلى للأمن القومي» بخوض السباق. اللافت في تعديل القوانين أنه حدد مسبقاً المعايير التي يجب أن تنطبق على المرشحين وحصرها في فئة معينة؛ في مقدمتها العسكر، وترك لـ«مجلس صيانة الدستور» التحقق من أهليتهم.
اللافت في خطاب الترشح الذي أعلنه دهقان تأكيده أنه لا ينتمي إلى التيارين السياسيين التقليديين في إيران؛ الإصلاحي والمحافظ، وأنه يسعى إلى إيجاد جوّ من التفاهم والإجماع الوطني، وهذا في ظاهره أن «الحرس الثوري» يريد أن ينأى بنفسه عن الانقسامات السياسية وصراعات الأجنحة حتى داخل التيار المحافظ، ولكن في باطنه أن «الحرس» اتخذ قرار السيطرة على السلطة تحسباً لأي تداعيات داخلية وخارجية قد تهدد استقرار النظام، إضافة إلى أنه يمثل آخر عوامل تماسكه بعد صعود النزاعات القومية وتراجع البعد الوحدوي بين المجتمعات الإيرانية نتيجة تراجع شعبية النظام وفشل خطابه العقائدي في توحيد الإيرانيين.
عملياً؛ خرج ترشيح الجنرال دهقان من «بيت المرشد» أيضاً، بصفته مستشاره لشؤون التصنيع العسكري والاستراتيجية، وما كان لدهقان أن يقوم بهذه الخطوة لولا مباركة المرشد الضمنية له. ولعل دهقان أو جنرالاً آخر يمثل أحدهما الحل الأنسب لقيادة النظام في المرحلة المقبلة بعد خسارته الجنرال قاسم سليماني، الذي راهن عليه المرشد في تأمين المرحلة الانتقالية بعد رحيله، والتي من شروطها أن يكون الرئيس قوياً في فترة تسلم مرشد جديد، خصوصاً أن القيادة تجد صعوبة حتى الآن في تعويم شخصية دينية ترث موقع المرشد، ويجري الحديث في الأروقة الداخلية عن تشكيل مجلس شورى مؤقت من المتوقع أن يضم مجتبى نجل خامنئي وإبراهيم رئيسي ورجل دين ثالثاً يختاره «الحرس» بالتفاهم مع «بيت المرشد» إلى أن يتم لاحقاً اختيار أحد أعضائه مرشداً للجمهورية.
بين عضو «مجلس الأمن القومي» سعيد جليلي أبرز المرشحين عن التيار الأصولي، والجنرال حسين دهقان أحد مرشحي «الحرس الثوري» حتى الآن، يتجه النظام الإيراني في لحظة مفصلية داخلية وخارجية إلى السماح للعسكريتاريا الإيرانية بتعزيز قبضتها على الدولة، فيما تتصاعد المخاوف من أن يكون الاتجاه نحو مرحلة تشدد داخلية وخارجية، خصوصاً في المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، وملفات أخرى حساسة تمس جوهر النظام وطبيعته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران عسكرة المرحلة الانتقالية إيران عسكرة المرحلة الانتقالية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon