توقيت القاهرة المحلي 07:33:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس كله تماماً

  مصر اليوم -

ليس كله تماماً

بقلم عمرو الشوبكي

نظرية «كله تمام افندم» تحتاج إلى مراجعة جذرية، والأوضاع فى سيناء باتت تحتاج إلى قراءة جديدة، بعد أن أصبح سقوط الشهداء كل يوم أمراً صعباً ينغص على كل مصرى حياته، حتى تجاوز عددهم فى 20 يوماً من شهر مارس 30 شهيداً.

هل سنتذكر الـ15 شهيداً ضحايا كمين الصفا فى العريش أمس الأول.. أم سنتذكر صورة الشهيد البطل الرائد شريف محمد عمر وغيرهم الكثير؟.. أم يجب أن نفكر ليس فقط فى الثأر لهم، إنما أيضا فى مواجهة الواقع الصعب الذى أفرز الإرهاب فى سيناء وحولها لظاهرة خطرة وليس مجرد حالات فردية، ونراجع التقصير الذى لم يعد أغلبه أمنياً إنما بالأساس سياسى؟.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست أساساً مع العصابات الإجرامية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء وتقتل رجال الجيش والشرطة والمدنيين، إنما مع البيئة الحاضنة له التى جعلت انتشاره واقعا حقيقيا، وهذه البيئة قد تكون مظالم سياسية أو اجتماعية أو علاقة ثأرية مع الدولة ومؤسساتها الأمنية، أو رواية سياسية تقف فى مواجهة إرادة غالبية الشعب فى 30 يونيو، أو نتيجة انحراف دينى أو عقائدى تروج له الجماعات الإرهابية مثل «داعش» وغيره.

حين ينتقل الإرهاب من تنظيم مسلح إلى حالة مجتمعية، مثل ما جرى فى العراق وسوريا، فإن المواجهة الحقيقية لابد أن تكون فى تغيير الواقع السياسى، حتى يتم تعديل هذه الحالة المجتمعية التى دعمت أو تواطأت أو أغمضت عينها عن العناصر الإرهابية.

ففى العراق، تراجع «داعش» حين غيرت الحكومة الجديدة جزئياً من توجهاتها الطائفية، وسيعود «داعش» مرة أخرى إلى المناطق السنية، إذا استمر الحشد الشعبى (التنظيم الشيعى المتطرف الذى ترعاه الدولة) فى ارتكاب جرائمه ضد السنة، وفى سوريا سيطر «داعش» على مساحات من البلاد ووجد بيئة حاضنة، لأن هناك نظاما طائفيا استبداديا لا يتغير، وهناك أيضا إرهاب التنظيمات ذات الرسالة العقائدية والسياسية، مثل حزب العمال الكردى فى تركيا، فجيش تركيا القوى يحارب هذا الحزب ويعتبره منظمة إرهابية منذ أن وعى الناس على «الجمهورية التركية» ولم يهزمه بالضربة القاضية، وظل تقدمه وتراجعه متوقفا على علاقة تركيا بالأكراد.

المؤكد هناك دائما أسباب للإرهاب، ولا يكفى للقضاء عليه أن نقول الإرهاب مجرم وقاتل على طريقة «تعريف الماء بالماء» كما نفعل الآن، فنحن لدينا مشكلة سياسية واجتماعية فى سيناء وأسئلة لا نرغب فى طرحها من نوع: هل تغيرت مشاعر جزء من أهالى سيناء تجاه الدولة المصرية لأسباب كثيرة بعضها قد يكون الضرر الاقتصادى بعد إغلاق معظم الأنفاق، أو نتيجة مسلسل الانتهاكات المستمر منذ اعتداء طابا وحتى الآن؟ أو نتيجة تلك النظرة التى صارت تأخذ الصالح بالطالح من أهلنا فى سيناء واتهامهم بالخيانة، ونسينا فجأة أن هؤلاء كانوا خير مدافعين عن الوطن أثناء الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، وكانوا أعين الجيش ورجال المخابرات فى مواجهة الاحتلال؟.. وهل الاستهداف المتكرر للمتعاونين مع الدولة من أهالى سيناء (الصورة البشعة لذبح أب وابنه فى قلب العريش مؤخراً وغيرها بالمئات) جعلهم يخشون الكلام؟ وكثيرا ما قال لى عدد من أهالى سيناء إنهم يكرهون الإرهابيين ولكنهم ضحايا جرائمهم، فهم يطلقون الصواريخ من البيوت على القوات الأمنية وحين ترد الأخيرة يكون الضحايا من سكان هذه البيوت.

تحدى سيناء هو فى استعادة أهالى سيناء مرة أخرى إلى حضن الوطن والدولة بخطط تنموية وقبلها بتواصل مجتمعى وسياسى يحل مشاكلهم الكثيرة، وأن تضع خططنا الأمنية فى مواجهة الإرهاب أهل سيناء نصب أعينها حتى نقول إننا انتصرنا على الإرهاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كله تماماً ليس كله تماماً



GMT 02:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

الهدنة الحائرة

GMT 09:35 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

صناعة البديل

GMT 02:34 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

حافظوا على المقابر

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

اليوم ينصحك الفلك ألا تعلن أخبارك ولا تتكلم عن حياتك

GMT 16:11 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

فيسبوك تسلك طريق أكثر تشدد بشأن شفافية الإعلانات

GMT 13:54 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مهمة لاختيار أفضل عباءة شتوية للتمتع بالأناقة والدفء

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفال بمرور 18 عامًا على إقامة متحف النوبة في أسوان

GMT 02:18 2016 الخميس ,02 حزيران / يونيو

الاعلان عن قائمة منتخب بلجيكا في "يورو 2016"

GMT 15:03 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل تاجري مخدرات جراء مشاجرة بينهما في الشرقية

GMT 14:43 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

أبراج تدعمك وتقف بجانبك في المواقف الصعبة

GMT 15:49 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ضربة موجعة لـ منتخب بلجيكا قبل انطلاق يورو 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon