توقيت القاهرة المحلي 16:58:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دستور يا سيادنا!

  مصر اليوم -

دستور يا سيادنا

محمد سلماوي

أعجب كل العجب من النقاش الدائر الآن حول قيام رئيس الجمهورية بتأسيس حزب خاص به يخوض الانتخابات البرلمانية التى باتت الآن على الأبواب، وكأن الرئيس يجب أن يكون رئيساً ونائباً بالبرلمان، ورئيساً للوزراء أيضاً، باعتبار أن الأغلبية الحزبية داخل البرلمان وفق الدستور الجديد هى التى ستشكل الوزارة.

إن مثل هذا التفكير يتجاهل تماماً أن هناك ثورتين قامتا فى البلد لنفس هذ السبب الذى يطالب به دعاة تأسيس حزب رئاسى، وهو سيطرة الرئيس على السلطتين التنفيذية والتشريعية معاً، وهو ما عانينا منه عقوداً طويلة.

كما يتجاهل هؤلاء أن تجربة حزب السلطة فشلت فى الماضى، بل كانت من أهم أسباب تعطل التجربة الديمقراطية، حيث جعلت أحزابنا السياسية أحزاباً كرتونية لا قوام لها ولا جذور فى المجتمع، فالحزب الذى ينشأ فى السلطة، مثل حزب الوسط وحزب مصر والحزب الوطنى الديمقراطى، يصبح هو الأداة السياسية الفاعلة، وما عداه من أحزاب أو قوى سياسية لا حول لها ولا قوة، فهل نريد أن نعيد هذه التجربة؟

أنا أفهم أن يدعو البعض الرئيس إلى أن يقود تحالفاً سياسياً يخوض الانتخابات، كما اقترح الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حديثه التليفزيونى الأخير، لكن الدعوة لإنشاء حزب للرئيس هى إجهاض لثورتى 25 يناير و30 يونيو معاً، وقد قامتا لكسر احتكار رئيس الجمهورية لأدوات العمل السياسى.

على أن المصيبة الكبرى فيما يدعو إليه البعض هى غياب الدستور تماماً عن فكر من يتحدثون بمثل هذا الحديث، وتلك ظاهرة خطيرة، فالدستور ينص صراحة فى المادة (140) منه على أنه «لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يشغل أى منصب حزبى طوال مدة الرئاسة»، وكان ينبغى أن يكون هذا حاضراً فى ذهن من يدعون لتكوين حزب للرئيس، لكنى دهشت فى لقاء الرئيس الأخير بالكتّاب والمثقفين، أنه إزاء عدم تحمس الرئيس لفكرة تكوين حزب خاص به، أن سأله أحد الحضور: ما الذى يمنع من أن يكون للرئيس حزب؟ فقلت على الفور ودون أن أطلب الإذن بالكلام: الدستور يمنع.

يا سادة، الأحزاب لا تنشأ فى السلطة وإنما فى الشارع ومن بين الناس، والدستور الذى أقره الشعب بأغلبية غير مسبوقة يحظر ذلك بشكل واضح، فالتزموا بالدستور يا سيادنا وكفانا إهداراً لمواده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دستور يا سيادنا دستور يا سيادنا



GMT 13:25 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

الروح المتمردة

GMT 13:23 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

صلاح «ملك الحلاقة»!

GMT 08:14 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

الرحلةُ المقدسة.. عيدًا مصريًّا

GMT 08:12 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نجوى فؤاد وحديث الشيخ الشعراوى!!

GMT 08:09 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

العكس هو الصحيح

GMT 08:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

ليست «أوبر» وحدها

GMT 08:05 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نظريات ومراهم للتسلخات!

GMT 02:20 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

أول من استعاد الأرض

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 14:31 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن
  مصر اليوم - عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon