توقيت القاهرة المحلي 17:28:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لاأنت مصر‏..‏ولا السماء سماك

  مصر اليوم -

لاأنت مصر‏‏ولا السماء سماك

فاروق جويدة

 لا أنت مصرولا السماء سماك مدي يديك.. تكلمي لأراك هذا الذهول علي عيونك حيرة ام دمعة فاضت بها عيناك؟! ماذا أصابك ؟.. خبريني محنة عبرت وعهد فاسد أشقاك أم فتنة حلت وسيف غادر سفك الدماء البيض فوق ثراك؟! غـرقت علي شطيك كل سفائني وتعثـرت بين الدروب خطـاك أين الشباب ؟..وأين أيام الهوي والكون يركع في جلال بهاك؟! شاخ الزمان علي ضفافك..وانطوي ركب السنين وضاع سحر شذاك ماتت علي شفتيك أحلام الصبا هل سوء حظي ام جحود جفاك؟! قد طفت حولك الف عام عابدا ما كنت يوما هائما بسواك أين النسائم والأصيل يضمنا ما قلت شعري في الهوي لولاك خدعوك حين ترنمو بهواك لم يبق منهم فارس يرعاك زعموا هواك.. وفي المنايا هرولوا لم يبق منهم حارس لحماك ما أكثرالعشاق في دنيا الهوي لكنني وحدي الذي يهواك مدي يديك تكلمي لأراك خفت البريق وغاب سحر ضياك عهد من الطغيان ولي..وانقضي ليجيء عهد في الضياع رماك الأخوة الأعداء خانوا حلمنا هدمــــوا عرينــا شيدته يداك خدعوك باسم الأمن حين تسلطوا فوق الرقاب وشردوا شهداك خدعوك باسم العدل حين تسابقوا نحو الغنـــــــائم يشربــــــون دماك الأخوة الأعداء قاموا عصبة سرقوا النذور وتـــاجروا بدعــــاك هذي الغيوم السود بين ربوعنا أعمت عيون الصبح عن رؤيـــاك أين الطيور علي ضفافك ترتوي من عطر نيلك..أين دفء سمـــاك؟! لا الناس ناسك لا الوجوه وجوههم حتي عيــــــونك لم تعــد عينــــاك لا النيل نيلك لا الضفاف ضفافه حتي خيـــــــولك هرولت لســــواك أين الشموخ وأين شعب واثق قـــــهر الزمــــــان وللـذرا أعـلاك تتألمين علي الضفاف كأنما سهم حقـــــود بالدمـــار رمــاك مدي يديك.. وعانقيني علني أجـــد الأمــان دقيقـــــة بحمـاك شاخت روابيك الحزينة بعدما أكــل الفســـاد ثمـارها وسباك باعوك في سوق النخاسة سلعة للـراغبيـــن وجـهلـهـــم أعماك *   *   * مدي يديك تكلمي لأراك أنا لا أصدق ماروت عينــــاك في الأفـق سر في الضفاف خمائل تبكي وتحكي ما جني سفهــــاك خانوك.. قولي أي وغد حاقد قد باع عرضك واستحل دماك باعوك..قولي أي وغد فاسد في ظـلمة الطغيان خان ثـــــراك هل خانك الأبناء أم عصفت بهم نيران سخط عـــاصف أدمــــاك عهد من الأخطاء ولي..وانقضي ليجئ عــهد يستـبيـــح رؤاك أين البريق.. وأين سحر بهاك؟! سكت الهوي وتلعثمت شفتـاك لا أنت مصر..ولا الديار ديارنا أين الشـباب وأين عــطر صباك ماتت علي الأفق البعيد خمائل وتلطـخت بيـن الدمــاء يــداك النار تحرقنا ووجهك جامد وعلي جبينك طيف حلم بـــاك من خان حلمك واستباح سماك *  *   * ومضي يتـاجر في ثــري مـوتاك؟ هل فرقة الأبناء أم ضيق المدي أم وحشة البؤساء فوق ثـراك؟ سقطت مع الزمن العنيد مواكب واستسلم التاريخ عند حمــاك أين القلاع وأين فرسان الوغي أين الجياد تصول فـوق رباك كم فاض ماء النيل حولك غاضبا ومضي عفيــا شامخا ورواك هذي الدموع الغائمات من الأسي صارت لهيبا غـارقا بدمـاك خلف الغيوم ظلام ليل قاتم يجري اليك ويستبيح ضيــاك لا تحزني إن كان فينا حاقد أو فاسد بين الهموم رمـــاك عودي إلي الأبناء عل ضميرهم يصحو.. وتجمع شملهم شكـواك لاشئ في الدنيا يساوي صرخة أو مـوت طفل بـائس أبكـاك قومي من اليأس الطويل وعانقي شــهداء عرضك كفـني قتلاك هزي جذوع النخل تنبت أنجم ويـطل فجر من سكــون ثراك صلي علي وجه الشهيد..وصافحي أملا تغني في خـريف صباك إني حزين أن أراك حبيبتي وسـط الدمــار تقبلين فتاك فلتذكريه إذا أطل ربيعنا وأتاك حلما شاحـبا ودعـاك قـولي له قد كنت أغلي فرحة عبرت بعمري..واذكري شهداك لا تنظري للغيم إن نهارنا آت ليــملأ بالشمــوس سماك كم زارنا زمن قبيح عاصف وأطل سيف صارم وحمـــــــاك يا جنة الدنيا وتاج زمانها الله في كل الخطـوب رعـــــــاك نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاأنت مصر‏‏ولا السماء سماك لاأنت مصر‏‏ولا السماء سماك



GMT 16:00 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

لتكن دعوة للاستمتاع بالحياة

GMT 15:58 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

روح نيفين مسعد (الفرفوشة)

GMT 10:48 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أوطان تذوب ودول تُمحى

GMT 10:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

شبح العودة من الحرب

GMT 10:46 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

الحوثي... و«هارفارد» و«حماس»

GMT 10:44 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

تعزيز الدبلوماسية العامة في عالمنا اليوم

GMT 10:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

حكايات زائفة تملأ «النت»

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

القمر العملاق يزين سماء مصر في ليلة نصف رمضان

GMT 14:36 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:48 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

علي زين رجل مباراة مصر والدنمارك في ربع نهائي بطولة العالم

GMT 22:00 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أسوان يدعم صفوفه بالسيد فريد وعمرو رضا قبل نهاية الميركاتو

GMT 10:08 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

منتخب مصر لليد يكشف تفاصيل إصابة أحمد الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon