توقيت القاهرة المحلي 09:33:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن حالنا ومستقبل الإخوان

  مصر اليوم -

عن حالنا ومستقبل الإخوان

عمار علي حسن

السؤال الأول: كيف يمكن تفسير ظاهرة اتساع قدرات ونفوذ المتطرفين؟

الإجابة: لأننا طيلة الوقت نواجه المتطرفين ولا نواجه التطرف، ونقاوم الإرهابيين ولا نقاوم الإرهاب. كما أن العوامل التى تغذى التطرف لا تزال سارية، منها تأخر التغيير السياسى، وعدم القيام بالإصلاح الدينى، وحاجة بعض الأنظمة الحاكمة إلى التنظيمات الدينية كى تؤدى لها خدمات تعينها على البقاء فى السلطة، وضعف البديل المدنى، وتعويل أطراف فى الخارج على هذه الجماعات فى خدمة مصالحها، وتردى التعليم، وقسوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية.

السؤال الثانى: هل هناك مستقبل لجماعة الإخوان؟ وهل بوسعها أن تعود من جديد أم أن هناك بديلاً ثالثاً لا نراه؟

الإجابة: تسير الحركات الدينية بطريقة حلزونية متصاعدة، تُضرَب فتتراجع ثم لا تلبث أن تعود أوسع وأقوى مما كانت عليه، نتيجة عدة أسباب، أولها استخدام السلطة لها وتوظيفها فى تحقيق أهداف ترتبط بتعزيز وجود الحاكم فى كرسيه، والمثل الصارخ على هذا استخدام السادات للجماعات الدينية فى ضرب اليسار، وثانيها اشتغال هذه الجماعات على العمق الاجتماعى، عبر تطبيب عوَز بعض الفئات الاجتماعية، مستغلة انسحاب الدولة من تقديم الخدمات أو تخفُّفها من هذا، والثالثة استغلال الخطاب الدينى المبثوث من على المنابر وغيرها والذى يربط الدين بالسياسة بصور وأشكال شتى، والرابعة وجود قوى إقليمية أو دولية فى حاجة إلى الإخوان أو غيرهم فى سبيل تحقيق أهدافها والدفاع عن مصالحها، والخامسة هى غياب البديل المدنى. ولا سبيل لوقف هذه العملية سوى بوجود البديل المدنى الحقيقى الذى يقوم على توافر التنوير والحريات العامة، وتداول السلطة، والتعددية السياسية، واستقلال القرار الوطنى.

السؤال الثالث: هل العنف مكون رئيسى من مكونات حركات الإسلام السياسى؟

الإجابة: يوجد الكثير من الحمولات الفكرية والفقهية لدى هذا التيار تدفع إلى العنف وتبرره، علاوة على ظروف موضوعية تجعله قادراً على تسويق عنفه هذا لدى بعض الأوساط الاجتماعية، خاصة مع انقباض ظروف الناس واشتدادها.

السؤال الرابع: ما الذى قاد الأحوال فى بلادنا إلى ما آلت إليه رغم توافر الرغبة القوية فى التغيير؟

الإجابة: أعتقد أن المشكلة الرئيسية التى واجهتنا، ومن دون مواربة، هى أن الثورة السياسية سبقت فى بلدنا الثورة الفكرية التى هى مقدمة لازمة للإصلاح الدينى، فبعدهما يصير الأمر سهلاً، حين تتذلل كل العقبات التى يصنعها الجهلاء والمغرضون والقابلون لتزييف الوعى والإرادة أمام الذين يطالبون بعقد اجتماعى جديد بين الناس والسلطان. ومنذ البداية كان أمام السلطة التى تنازل لها مبارك طريقان للحفاظ على الدولة، الأقصر هو الانتصار لمطالب الثورة، والأطول هو تصفيتها بمساعدة الإخوان، فاختارت الطريق الثانى، وسنظل ندفع ثمن هذا الاختيار، الذى لا تزال آثاره سارية حتى اللحظة الراهنة. وإذا أردنا أن نعبر الأزمة التى نمر بها علينا أن نعود لنسلك الطريق القصير ففيه السلامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن حالنا ومستقبل الإخوان عن حالنا ومستقبل الإخوان



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 09:15 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

سيدفع الثمن الأغنياء والفقراء على حد سواء

GMT 09:14 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«خليها تعفن»!!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon