توقيت القاهرة المحلي 13:42:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يحبون جماعة الإخوان؟

  مصر اليوم -

لماذا يحبون جماعة الإخوان

معتز بالله عبد الفتاح

كتب بعض الشباب هاشتاج «#أحب - جماعة - الإخوان» على تويتر بالأمس القريب. وكانت فرصة جيدة لنعرف منهم ما الذى يراه شباب جماعة الإخوان فى جماعة الإخوان بما يجعلهم حريصين عليها. بشىء من المقارنة النقدية بين تعليقاتهم، يستطيع الإنسان أن يفرق بين خمس مجموعات من الأسباب. المجموعة الأولى: الجماعة تجعل لهم «رسالة فى الحياة» تستحق التضحية من أجلها. يستشهد أحد الشباب بشعر لسيد قطب يقول فيه: سأثأر لكن لرب ودين.. وامضى على سنتى فى يقين فإما إلى النصر فوق الأنام.. وإما إلى الله فى الخالدين يقول آخر: اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك وعاهدتك على نصرة شريعتك. المجموعة الثانية من الأسباب تشير إلى أن الجماعة تلبى حاجاتهم فى «الانتماء إلى جماعة أقران». قال أحدهم: «#أحب - جماعة - الإخوان بسبب: الاعتكاف والمعسكرات التربوية وأخوة الحى والجامعة، الأخوة خارج مصر وأخوة القسام.. هقول إيه ولا إيه»، ويقول آخر: جماعة الإخوان هى محضنى من أيام الأشبال وصحبتى الصالحة اليوم وأنا شاب يافع.. تعلمت داخلها الكثير جداً تلك الجماعة الربانية. المجموعة الثالثة من الأسباب ترتبط بالشق التربوى الذى يرونه داخل الجماعة: يقول أحدهم: لأنهم قليلون وقت توزيع الغنائم، كثيرون وقت الشدائد والمغارم، أنقياء أتقياء مجاهدون لا يخشون فى الله لومة لائم هم إخوتى. يقول آخر: لأنها علمتنا كيف يكون خلق المسلم مع أهله وجيرانه ومجتمعه، حتى مع أعدائه ومنافسيه! يقول ثالث: لأنها جماعة ربانية كالشجرة الطيبة المباركة أصلها ثابت وفرعها فى السماء أرادوا الإصلاح فاجتهدوا وأخطأوا فدفعوا الثمن. المجموعة الرابعة من الأسباب: لأنهم يرونها جماعة تمثل الإسلام وتتحدى أعداء الإسلام فى العالم كله. يقول أحدهم: قسماً بالله لو لم يكن الإخوان على حق لما اجتمع عليهم كل خونة الإسلام من أفراد ومؤسسات ودول. يقول آخر: «علشان اتعلمت فيها إننا أمة واحدة وإنى أخاف على أخويا المسلم اللى ف أستراليا واللى ف الهند واللى ف فلسطين زى مابخاف ع نفسى». المجموعة الخامسة لأنها جماعة متواصلة مع احتياجات المحتاجين. يقول أحدهم: «لأنهم ومن سنين طويلة أعرفهم أكتر ناس بيساعدوا المحتاج وعملوا عيادات شعبية للفقراء وفاعلين فى المجتمع وتربيتهم راقية جداً». يقول آخر: «عرفت معنى الحب فى الله معاها.. عرفت معنى التضحية والإيثار والبذل، عرفت حب الوطن والانتماء له». انتهت الاقتباسات المبوبة، ولى عدة ملاحظات. أولاً، نادراً ما وجدت فى تعليقات الشباب كلاماً مباشراً عن الانتخابات والاستفتاءات والصراعات على السلطة. بفرض أن هذه العينة من الشباب ممثلة، إذن معظم شباب الجماعة وجدوا فى الجماعة الحاجة للإشباع النفسى والاجتماعى والدينى، والسياسة لم تكن جزءاً من حساباتهم بالضرورة، ولكن انحراف قيادات الجماعة بالجماعة لترجمة رأس المال البشرى والدينى إلى رأس مال سياسى هو ما ضرب الجماعة فى مقتل. ثانياً، الجماعة لها وجهان: من قبل أعضائها الرحمة ومن قبلنا العذاب. وحديث البعض عن «الثأر» و«الخونة» من أعداء الجماعة يرجح المذهب القائل بأن الجماعة تتعامل مع من هم ليسوا منها على أنهم «جماعة من دون الناس» وأن غيرهم أقل إيماناً منهم، وبالتالى منطقى أن يكونوا: «أشداء على غير الإخوان، رحماء بينهم». وإذا كانت الجماعة بهذا النبل الأخلاقى الذى يبدو من تعليقات الشباب، فلماذا نجد اللعانين والشتامين والبذيئين وحاملى المولوتوف ممن ينتسبون إليها؟ وهى مشكلة تاريخية أشار إليها الدكتور القرضاوى فى مذكراته من الخمسينات. ثالثاً، هذه الجماعة فى مصر تزعم لنفسها ما زعمه البيوريتان المحافظون فى شمال أمريكا، هم مجموعة من الذين أثروا فى تاريخ أمريكا لكنهم لم يحكموا قط لأنهم كانوا أقل تكيفاً مع تطورات المجتمع، ولم يجدوا فى النهاية مكاناً لهم إلا بأن يكونوا جماعة ضغط تنجح أحياناً وتفشل أحياناً. رابعاً، الجماعة هى ما تفعله وستستمر جاذبة لقطاع من الشباب طالما لم تنجح الدولة ومعها قوى المجتمع فى أن تلبى هذه الاحتياجات التى تلبيها هى للشباب. المسألة تحتاج إلى دراسة أعمق من مجرد الارتكان لمقولة «مخطوفين ذهنياً». نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يحبون جماعة الإخوان لماذا يحبون جماعة الإخوان



GMT 03:16 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

الوضوء الوطني

GMT 03:14 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

مصفاة جديدة للنبوغ!

GMT 03:13 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أرض الحرية.. ليست حرة

GMT 03:05 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا

GMT 03:01 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

ملحمة وطنية للأبطال الذين أُزهقت أرواحهم!

GMT 02:59 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

العلم في مكان آخر

GMT 03:09 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل السلمون بالزبدة

GMT 23:17 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 01:33 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تعلن عن 100 ألف منحة دراسية تعادل الشهادات الجامعية

GMT 10:57 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

3 طرق سريعة لتسليك مواسير مطبخك

GMT 10:22 2020 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

قرار عاجل من محافظة القاهرة بسبب كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon