توقيت القاهرة المحلي 06:02:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلنصنع «مصر» التى نستطيع

  مصر اليوم -

فلنصنع «مصر» التى نستطيع

معتز بالله عبد الفتاح

وصلتنى هذه الرسالة: (هل تلاحظ ما أصاب الناس فى مصر من الكثير من الهم والغم بعد الأحلام والآمال التى أعقبت الثورة؟ أنا لم أعد قادرة على الحياة فى مصر. أنا فقدت الأمل فى مستقبل أفضل لى ولابنى؟ القتل والحرق والقبض والفضائح وتشويه الناس وفقدان الناس للصداقات التى بنوها فى سنوات طويلة تجعلنى أعتقد أنه لا يوجد أمل فى شىء. لم أزل أعتقد أنك من أعقل الناس فى مصر، وأحترم آراءك حتى وإن لم أفهم أسبابك. وبالمناسبة، سأذهب لأقول «نعم» للتعديلات الدستورية ثقة منى فيك. أنا خريجة صيدلة وتركت الصيدلة منذ فترة ولا أفهم فى السياسة ولكن أثق فى من هم أمثالك ممن لم يزالوا يخاطبون العقل ولا يسعون لإثارة الذعر والخوف فى المجتمع). هذا جزء من رسالة طويلة اختصرتها حتى أترك مساحة للرد. أولا- أشكر صاحبة الرسالة على ثقتها فى شخصى المتواضع. ويا رب أكون عند بعض حسن ظنها. ثانيا- يقول ابن رشد إن النفس الإنسانية لا يجتمع داخلها شعوران، فهى إما أن يسيطر عليها الخوف أو الاطمئنان، اليأس أو الرجاء، العمل أو الشكوى. لا تضيعى وقتك فى الهم والغم. اعملى أى حاجة مفيدة. ساعدى شخصا يحتاج إلى مساعدة، لا تستسلمى للشعور باليأس، اقتلى اليأس بالعمل. ثالثا- من منا يستطيع إصلاح أحوال مصر كلها؟ لا أحد. لكن كل واحد فينا يستطيع أن يصنع «مصره» التى يمكن له أن يقيم فيها وعليها قيمه التى يرتضيها لنفسه. لا أستطيع أن أقول لك انعزلى عن بقية المجتمع، ولكن أصلحى مصر بدءا من أول ثلاثة أشخاص تعرفينهم يمكن لك وأنت معهم أن تجعلوا «مصركم» أفضل ثم انشروا التجربة عسى أن ينجح آخرون فى أن يخلقوا «مصرهم» التى يريدون. النفخ فى القربة المقطوعة مزعج ويبعث على اليأس، إذن ابحثى عن قربة أخرى أصغر وأكثر استجابةً لجهدك. رابعا- «القتل والحرق والقبض والفضائح» هى من أعراض مجتمع فقد رشده مؤقتا، وأنا أؤكد على لفظة «مؤقتا» لأن الأمور قطعا ستتحسن. رغما عن كل مشاكل مصر والمصريين خلال هذه الفترة لكن مصر ستخرج من كل هذا «التدمير الذاتى» عندما يكتمل بناء المؤسسات وتبدأ حركة المجتمع فى الانشغال بالمستقبل ونسيان أو تناسى الماضى. خامسا- مستقبل ابنك ليس بيدك، هو بيد من خلقه فسواه فعدله فى أى صورة شاء ركبه ولأى مستقبل شاء وجهه. كل ما نملكه أن نبذل الجهد الملائم كى يكون أولادنا قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ بمعايير أخلاقية وعلى الصالح والطالح بمعايير عقلانية، وأن نكسبهم المهارات اللازمة كى يختاروا ما يفيدهم ويفيد مجتمعهم. سادسا- «فقدان الناس للصداقات» مقدمة لصداقات جديدة. ومن لا يعرف قيمة الصداقة، فهو غالبا لم يكن صديقا وإنما كان أحد المعارف أو الزملاء أو الأصحاب ممن يبحثون عمن يوافقه على رأيه سواء كان على الحق أو الباطل. من يترك صداقتك لاختلاف فى وجهات النظر، فيقيناً أنت لست بحاجة إليه. تمنى له أو لها السعادة، وافتحى آفاق تفكيرك وقائمة صداقاتك لمن هم أنضج. سابعا- لا أعتقد أننى «من أعقل الناس فى مصر» ولكن أعتقد جازما أننى أتفهم الكثير من أسباب الجذع وعوامل القلق التى تظهر أمامنا لتربكنا. الاضطراب السياسى (سواء بسبب الحروب أو الثورات) له نتائج نفسية وأخلاقية اعتاد المؤرخون ودارسو السياسة على بحثها. ويكفى أن أشير إلى أننا نعيش اليوم ما يشبه ما كتبه تشارلز تيلى عن العنف الجماعى فى مجتمعات أوروبا وأمريكا سواء الشمالية أو الجنوبية عند لحظات التحول الكبرى. التحول السياسى لا يعنى استبدال أشخاص بآخرين، أو قوانين بقوانين، أو أحزاب بأحزاب فقط، وإنما كذلك نسق قيم بنسق قيم. وهذا ما نراه الآن أمام أعيننا ونعيشه بأنفسنا. وبالنسبة لى، هذا ما كنت أقرأ عنه، والآن أعيش لأختبره ثم أكتب عنه. ثامنا- لا أعتقد أن عليك أن تتبنى موقف أحد آخر من مسألة مهمة مثل الدستور، وإنما عليك أن تفكرى فى عواقب «نعم» وعواقب «لا». وسيأتى يوم لإصلاح ما أفسدناه. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلنصنع «مصر» التى نستطيع فلنصنع «مصر» التى نستطيع



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 01:43 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لمن سيصوت شباب أميركا في 2024؟

GMT 01:41 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«ساق البامبو» في سوق التحف

GMT 01:38 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

أرض نستردّها... وأرض نبكي عليها!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon