توقيت القاهرة المحلي 05:36:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معجزة نقل الأعضاء تتحدى فتاوى الأولياء

  مصر اليوم -

معجزة نقل الأعضاء تتحدى فتاوى الأولياء

بقلم: خالد منتصر

ونحن فى خضم معركة الشيخ الشعراوى وفتاويه، هناك خبر مر علينا مرور الكرام ولم تعلق عليه الصحافة إلا فى مقال مهم للكاتبة فاطمة ناعوت فى الزميلة «المصرى اليوم»، ماذا يقول الخبر؟، وما هى تفاصيله المضيئة؟، وما هى القراءة التى لا بد أن نقرأها خلف سطور هذا الخبر؟ الخبر ملخصه أن سيدة متوفاة دماغياً أنقذت سبعة مرضى فى السعودية، وذلك بعدما تم نقل أجزاء من جسدها إليهم خلال 24 ساعة فقط، بحسب ما ذكر مسئولون فى «الصحة» هناك، وخلال تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، قال الدكتور توفيق الربيعة، وزير الصحة، إن المرأة أنقذت حياة سبعة أشخاص، مضيفاً أن ذلك «تم حتى فجر اليوم فى عمل متواصل لمدة ٢٤ ساعة»، وأضاف الوزير فى تغريدته «تم نقل أعضاء مريضة ميتة دماغياً وبنجاح لسبعة أشخاص، تم تقسيم الكبد إلى جزأين وزراعتها لمريضين، تمت زراعة كُلى وبنكرياس لمريض، تم فصل الرئتين لمريضين، تمت زراعة القلب لمريض، والكلية لمريض»، وكتب الربيعة فى تغريدة أخرى: «قام بجميع عمليات الزراعة جراحون سعوديون، أشكر أهل المريضة على تبرعهم بأعضائها، تمت عمليات الزراعة فى مستشفى الملك فهد التخصصى بالدمام ومستشفى الملك فيصل التخصصى بالرياض». وأضاف: «التبرع بالأعضاء يساهم فى إنقاذ حياة الكثير، مئات الأشخاص لدينا يموتون سنوياً بسبب عدم توفر الأعضاء».

وكان خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك السعودية، قد أصدر قراراً ملكياً بالموافقة على منح 426 مواطناً ومواطنة وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، وذلك لتبرعهم بأحد أعضائهم الرئيسية سواء كان العضو من حى أو من متوفى دماغياً.

الخبر لديهم يدعو للفرحة والتفاؤل والاعتراف بأيادى العلم البيضاء علينا، ولكنه لدينا يدعو للرثاء لأننا ونحن نتلقى هذا الخبر إذا بملايين عندنا ينتفضون دفاعاً عن فتاوى الشيخ الشعراوى وعلى رأسها فتاوى زراعة الأعضاء التى كانت سبباً فى تأجيل قانون زراعة الأعضاء ونقلها من المتوفين دماغياً وعدم تفعيله حتى بعد إقراره من البرلمان، خوفاً ورعباً من مخالفة كلام إمام الدعاة!!، وليمُت مَن يموت على أبواب حجرة العمليات وهو يدق الباب طالباً زرع كبد أو قلب، لو كانت السعودية التى عاش فيها الشيخ الشعراوى سنين عديدة التزمت بهذه الفتوى لكانت حتى هذه اللحظة تقف عند حدود حبة البركة والرقية الشرعية، لكنها انطلقت، وها هى تلك العملية المعجزة تضعها كتفاً بكتف مع هارفارد وكليفلاند، فتوى الشيخ تدين تلك السيدة المتبرعة، لأنها تصرفت فيما يملكه الله وهى ليست لديها حرية التصرف، والسبعة الذين نقلت إليهم الأعضاء متهمون ومدانون بتهمة التدخل فى المشيئة وتأجيل لقاء الرب، أنا مرغم أمام ما حدث فى تلك الجراحة وما خلفها من فكر متحرر جسور، على طرح هذا التساؤل، ليه بقينا كده؟، لماذا نصر على تحنيط الأدمغة وتقديس البشر حتى ولو على حساب جودة حياتنا وتقدمها؟!، معقول أن ندافع عن فتوى من الممكن أن أفقد بسببها أمى أو ابنى أو حياتى أنا شخصياً بسبب احتياجى لزرع عضو؟ كل هذا لتعيش قدسية الفتوى وصاحب الفتوى، لا تخدشها مجرد مناقشة، معقول أن يدافع أستاذ نساء وولادة عن فتوى الأربع سنوات كأقصى مدة للحمل!!، معقول تلك الهستيريا التأليهية للبشر والتضحية بكل منطق وكل عقل فى سبيل الذود عن حصن تلك الأفكار المتحفية!!

صدقونى القضية ليست قضية شيخ بعينه، ولكنها قضية وطن يصرون على أن يفقدوه عقله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معجزة نقل الأعضاء تتحدى فتاوى الأولياء معجزة نقل الأعضاء تتحدى فتاوى الأولياء



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 05:36 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم
  مصر اليوم - إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

عُطل في خدمات "أخبار غوغل" في أنحاء العالم
  مصر اليوم - عُطل في خدمات أخبار غوغل في أنحاء العالم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon