توقيت القاهرة المحلي 13:05:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تنهي النساءالإيرانيات حلم الخميني؟

  مصر اليوم -

هل تنهي النساءالإيرانيات حلم الخميني

بقلم - أمل عبد العزيز الهزاني

خلال الثورة الخضراء في إيران عام 2009، خرجت الاحتجاجات غاضبة من تزوير نتائج الانتخابات الذي جاء لصالح الرئيس المنتخب حينها محمود أحمد نجاد. خلال المظاهرات قام قناص من قوات الباسيج وصوّب بندقيته إلى قلب فتاة إيرانية تدعى ندا آغا سلطان. من حسن حظ الإعلام أن تم تصوير لحظاتها الأخيرة في مشهد روّع العالم وهي تنزف من أذنيها وفمها حتى ماتت. أصبحت ندا رمزاً للثورة، وغنى فيها الإيرانيون أغاني فلكلورية لإحياء ذكراها. المشهد هزّ المجتمع الدولي، لكن مع قمع الاحتجاجات بالقوة عاد الناس لبيوتهم، وحكم أحمدي نجاد فترته.
في عام 2019، حينما قامت ثورة الجياع، قُتلت، ضمن مَن قُتل، نيكتا اسفانداني في عمر الرابعة عشرة برصاصة في رأسها، وسجلت مقتل أصغر محتجة. اليوم، تكررت حوادث قتل الفتيات في الاحتجاجات التي بدأت قبل شهر، اندلعت مع مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق بسبب حجابها، رغم أنها كانت محتشمة، وتلاحقت جرائم قتل النساء إلى سارينا زاده ابنة السابعة عشرة التي قُتلت في ذكرى يوم ميلادها، وقالت السلطات مبررة إنها انتحرت برمي نفسها من سطح مبنى مكون من طوابق عدة، رغم أنها كانت شابة يافعة تغني للثورة، وقُتلت فعلياً نتيجة الضرب بالهراوات على رأسها. ثم تلاحقت الأسماء؛ نيكا شاكرمي أيضاً ذكرت السلطات الإيرانية أنها ماتت منتحرة، وتسارعت وتيرة القتل إلى 154 قتيلاً، من ضمنهم فتيات لم تذكر وسائل الإعلام أو النشطاء أسماءهن.
مقتل المدنيين من المتظاهرين، سواء كانوا رجالاً أو نساء، يعكس شراسة النظام القائم، ولامبالاته بأرواح الناس مهما كانت دوافعهم. لكن استهداف الفتيات له بعد أكثر عمقاً؛ لأنهن لا يملكن أدوات القوة أثناء الاحتجاجات لا من جهة السلاح ولا حتى القوة الجسمانية التي تحميهن من الاعتداء. إنهن أرخص الضحايا في نظر النظام.
فهل تتداعى قواعد النظام الثيوقراطي في إيران بسبب النساء؟ ولماذا هذه المرة؟
النساء لسن مسلحات، لا حول لهن في مواجهة شراسة «الحرس الثوري» أو سُعار الباسيج، لكن نظام طهران يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأكثر من أي احتجاجات سابقة، أن غضب الشارع هذه المرة له تأثير يشكل خطراً على مستقبل النظام. السبب في ذلك يعود إلى أن حالة الغضب أوصلتها النساء إلى الجيل الجديد، في المدارس، الشباب الصغير الذي سينشأ على بغض النظام.
السجينات في سجن «إيفين» الشهير قمن باحتجاجات واعتصامات دعماً للنساء في الخارج، لكن لأن معظمهن صاحبات قضايا سياسية يظل صوتهن ضعيفاً أمام النظام، وفرصهن في الخروج تكاد تكون معدومة إلا مَن كانت تحمل جنسية دولة غربية وقد تخرج بصفقة، عدا ذلك فأصواتهن غير مسموعة ولا مؤثرة. مكمن الخطر هو من النساء داخل البيوت، ليس في السجون ولا حتى الشارع. النساء اللاتي ينشئن جيلاً صاعداً من الشباب المبغض للديكتاتور ورجاله الحاكمين، ورأينا مشاهد من داخل المدارس لطلبة يرفضون الدخول للصفوف الدراسية احتجاجاً على مقتل مهسا أميني ورفيقاتها. لأول مرة في تاريخ الثورة الخمينية يتخلخل البناء البشري الشبابي الداعم للثورة، سيكبر جيل مستعد للموت في سبيل الخلاص، في الوقت الذي يشيخ فيه أعمدة النظام الحاكم، وسيظل يشعر بالخطر مع كل تحرك في الشارع في المستقبل. هذه المرة الغضبة عارمة، ومثلما يشعر الشباب الجديد بالخطر على مستقبلهم في ظل حكم جائر، هذا الحكم أيضاً يستشعر الخطر من مستقبل يثور عليه ملايين من الشباب الذين تعرّفوا على العالم بمنصات التواصل الاجتماعي وأدركوا أنهم بلا مستقبل أسوة ببقية شباب العالم الذي يتقدم ويتعلم ويعمل ويبني لنفسه حياة كريمة، وأدركوا كذلك أنهم في ذيل اهتمام قياداتهم الحاكمة، بل وأرخص مما قد يخسرهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تنهي النساءالإيرانيات حلم الخميني هل تنهي النساءالإيرانيات حلم الخميني



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

عند الأفق المسدود فى غزة!

GMT 08:35 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

من رأس البر!

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 00:03 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon