توقيت القاهرة المحلي 06:23:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب الجيل الخامس

  مصر اليوم -

حرب الجيل الخامس

بقلم - عماد الدين حسين

«شبكة الجيل الخامس» تعبير نسمعه كثيرا فى الفترة الاخيرة، خصوصا فى ظل الحرب التكنولوجية المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين.

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أصدر أمرا تنفيذيا يوم ١٥ مايو الحالى، يتيح لوزارة التجارة الأمريكية، وضع شركة هواوى و٦٨ شركة صينية أخرى على «لائحة الكيانات»، وبموجبها سيحظر على الشركات الأمريكية تزويدها بأى نوع من المنتجات الأمريكية إلا بتصريح رسمى.

وبموازاة ذلك قررت أمريكا ودول غربية أخرى منع هواوى من إقامة شبكات الجيل الخامس فى أراضيها، «خوفا من التجسس والاختراق والهيمنة»، حسب الإدعاءات الأمريكية، وهو ما تنفيه وترفضه الصين بصورة دائمة.

السؤال لماذا تستهدف أمريكا هواوى؟
لأنها أكبر شركة معدات اتصالات فى العالم، وثانى أكبر صانع للهواتف، وتستحوذ على ٢٨٪ من سوق تكنولوجيا الجيل الخامس، وتتقدم بفارق كبير على أبرز منافسيها الأوروبيين، وهما إريكسون ونوكيا، وتعاقداتها تفوق إجمالى تعاقدات منافسيها، وبالتالى فهى مرشحة لأن تلعب دورا محوريا فى تحول الاقتصاد العالمى، ومساعدة الصين لتصبح القوة الاقتصادية الأبرز عالميا.

تقنيات الجيل الخامس، ستغير أسلوب حياة العالم إلى الأبد، وتحقق ثورة صناعية جديدة تعتمد على البيانات. تسمى «الجيل الخامس»، لأنها ستضيف إمكانيات هائلة فى سائر مجالات الحياة خصوصا قطاعات التعليم والصحة والنقل والسفر والتواصل.

الجيل الخامس ستعزز «إنترنت الأشياء»، والسيارات المتصلة بالإنترنت والتطبيقات الذكية، وستضيف ١٤ تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمى، بحلول عام ٢٠٣٠، وتزيد من وتيرة الابتكار فى قطاعات جديدة ستشكل نحو ثلثى الإنتاج العالمى، طبقا لتقدير شركة «اكسنتشر».

شبكة الجيل الخامس صارت مرتبطة عضويا بشركة هواوى، التى تفوقت على الشركات الأمريكية فى سيليكون فالى، والشركات الأوروبية فى بناء البنية التحتية اللازمة لإطلاق الشبكة فى دول آسيوية وإفريقية بل وأوروبية.

التقديرات أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة، قد تؤخر إطلاق شبكات الجيل الخامس، بل وستقوض المحادثات التجارية بين البلدين، وقد تؤدى إلى عدم توقيع حلفاء أمريكا لأى اتفاقيات بشأن هذه الشبكة مع الصين، بل ستدفع شركات كبرى مثل باناسونيك اليابانية وسامسونج الكورية لفرملة تعاونها مع الصين.

هل يعنى هذا أن النصر محسوم للولايات المتحدة فى هذه المعركة؟!. الإجابة هى لا، لأن المارد التكنولوجى الصينى، حتى لو واجه عقبات الآن فى بعض البلدان الغربية، فإنه مرشح للإنطلاق بقوة فى آسيا وأفريقيا.

ثم إن الخسارة لن تطال الصين وشركاتها فقط، بل إن أحد الخاسرين الكبار هى كبرى الشركات الأمريكية، وطبقا لصحيفة نيكاى فإن هواوى تستورد من الشركات الأمريكية بما يساوى ٦٧ مليار دولار سنويا، ومبيعات الشركة فى أمريكا قليلة، وبالتالى فإن الحظر لن يؤثر كثيرا على مبيعاتها أو أرباحها فى الولايات المتحدة.

ما قد يزعج هواوى هو انها ما تزال تعتمد على بعض التكنولوجيا الأمريكية الحساسة، وعلى سلاسل العرض العالمية المرتبطة بقطاع التكنولوجيا، ومن بين ٩٢ شركة كبرى تورد لهواوى معدات وتقنيات هناك ٣٣ شركة أمريكية.

هذه الشركات سوف تتضرر كثيرا، ومنها شركة انتل المزود الأساسى لهواوى برقاقات الخوادم. وشركة كوالكوم التى تزودها بالمعالجات للكثير من هواتفها الذكية، وشركة زيلنكس التى تبيع لها رقاقات قابلة للبرمجة، وشركة برودكوم التى تزودها برقاقات التبديل.

شركة جوجل علقت إمدادات هواوى بمعدات وبرامج حرجة فى محاولة لخنقها، كما أن شركتها الأم «الفابت» قلصت إمداد هواوى بالمعدات والخدمات البرمجية. ويفترض ان توقف جوجل نظام التشغيل اندرويد على اجهزة هواوى مستقبلا، وهو ما يعنى توجيه ضربة قاصمة للشركة، لكن النظام أعلن أن خدماته ستظل مستمرة مع الأجهزة الحالية، وذلك لتهدئة حالة الهلع والرعب التى أصابت جميع مستخدمى أجهزة هواوى، لكن الشركة الصينية ردت وطمأنت مستخدميها بأنها مستعدة لكل السيناريوهات. وقال مراقبون إن الشركة كدست رقاقات ومكونات حيوية كافية لإبقاء أعمالها مستمرة بصورة طبيعية لثلاثة شهور على الأقل بل والبحث عن نظام تشغيل مستقل، حتى ترى نتيجة المفاوضات مع الأمريكيين، حيث تعتقد الشركة انها ضحية الحرب التجارية بين البلدين.

الخاسر الأكبر من هذه الحرب التى يشنها ترامب ليست فقط هواوى، أو حتى الشركات الأمريكية، ولكن فكرة الانفتاح والعولمة، التى يصر ترامب على نسفها بشعار «أمريكا أولا».

السؤال: إذا كان ترامب يهدد الصين ثانى أكبر قوة صناعية فى العالم، فماذا سيفعل مع الصغار، وما هى الأوراق التى يمكن للعالم أن يتخذها لمواجهة هذه الحرب التكنولوجية، التى يمكن أن تتحول فى غمضة عين إلى حرب عسكرية؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع        

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الجيل الخامس حرب الجيل الخامس



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 10:34 2021 الأحد ,04 تموز / يوليو

إصابة بيريسيتش نجم منتخب كرواتيا بكورونا

GMT 04:40 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل جلاش ملفوف بالمكسرات

GMT 09:35 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

تصاميم فساتين جريئة من وحي لين أبو شعر

GMT 03:19 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

العلماء يحلون لغزا عمره 100 عام بشأن مرض "السرطان"

GMT 11:05 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يتحدى نابولي على كأس السوبر الإيطالي

GMT 15:58 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

شوبير يكشف سر استبعاد الشناوي من مواجهة الاهلي وبطل النيجر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon