توقيت القاهرة المحلي 06:39:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -
تعليق الدراسة الحضورية في تعليم المدينة المنورة اليوم بسبب الأمطار الغزيرة الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار
أخبار عاجلة

الذكاء الاصطناعي والإبداع

  مصر اليوم -

الذكاء الاصطناعي والإبداع

بقلم : أمل عبد العزيز الهزاني

هناك فكرة مخيفة مفادها أن أحد أشهر برامج الذكاء الاصطناعي «ChatGPT» يستطيع أن يكتب مقالةً أو روايةً أو حتى بحثاً علمياً، بإتقان وبراعة لا متناهية.

قدم لي أحد أقاربي مقالاً مذيلاً باسمي، وقال إنه مقال قديم لي. قرأته، نعم يشبهني، لكني كنت متأكدة أني لم أكتبه يوماً، واحتفظت بإنكاري أنني لم أفعل. المقال كان يتبنى أفكاري وأسلوبي الكتابي الذي ينفرد به كل كاتب، أستطيع أن أقول إنه يمثلني بنسبة تفوق 80 بالمائة، وهي نسبة مرعبة. اتضح أن الموقف كان مزحةً من قريبي المتخصص في تقنية المعلومات، أراد أن يقنعني بسلطة الذكاء الاصطناعي وهيمنته التي لا نستطيع أن نتخيل إلى أي مدى ستصل. أنا اليوم على قيد الحياة وأستطيع إنكار ما هو ليس لي، لكن دوام الحال من المحال، بعد مدة، قد لا أكون متوفرة لأقول هذا لي أو لا. موقف بسيط لكنه شرح بوضوح الجانب السلبي للذكاء الجديد.

منذ بدء التاريخ الإنساني، كان التزوير وتلفيق المنتج الأدبي موجوداً، قصائد ومقالات وقصص وأبحاث لم يكتبها أصحابها، كانت أقلام مأجورة، لكنها مكلفة مادياً للذين لهثوا خلف الشهرة لأنها مدفوعة الثمن، كما أنها قد تكون عرضة للكشف والفضيحة لأي سبب. أما اليوم فهذه المخاطر غير واردة مع «ذ.إ» لا تكلفة ولا فضيحة. وأنا أكتب هذا المقال فتحت تطبيق «ChatGPT» ووضعت هذا الأمر: اكتب لي عبارة تحاكي أسلوب الروائي ديستوفسكي. جاءت الإجابة خلال ثانيتين تماماً:

«كان يمشي في الزقاق الضيق كما لو أن خطاياه تُثقل قدميه، وكل ظلٍّ يمرّ به يهمس له بما يعرفه جيداً: أنك لست ضحية العالم، بل صنيعة جراحك التي اخترت ألا تداويها»!!

ذُهلت، هل هذا حقيقة؟ عدت لأسأله: ما احتمالية أن أجد هذه العبارة في «غوغل» أو في أي مكان؟

جاءتني الإجابة: هذه العبارة من تأليفي ولم تُنقل من أي مصدر معروف أو منشور، لذا لن تجدها مطابقة في «غوغل» أو في أي مكان آخر.

اليوم علينا أن نعيد حساباتنا، على مؤسسات التعليم أن تدرك أن الطالب يستطيع أن ينجز بحثاً متقناً بكل تفاصيله خلال ثوانٍ. هذا غش وتزوير صريحان، يتنافيان مع شرط الأصالة، فماذا هم فاعلون؟ في فترة مضت، كنا نحذر الطلبة بألا يعتمدوا في أبحاثهم على موقع «ويكيبيديا» بل يتوجهون للمصادر العلمية المعروفة، أولاً، لأنه مصدر غير موثوق، وثانياً لأن معلوماته قابلة للتعديل من أي شخص كان. كان من السهل كشف الطالب الذي لا يمتثل من خلال اقتطاع سطور من بحثه والبحث عنها في «غوغل». لكن مع «ذ.إ» الوضع آمن.

حينما أتأمل هذه التقنية أفكر أن الأسوأ في نظري يلامس حالتين؛ الأولى من سيكتب التاريخ؟ التاريخ الذي تمتلئ به مكتباتنا اليوم كان دائماً عرضة للنقد والتشكيك بالمؤلفين وحقبهم الزمنية، والأخذ والرد، والتفنيد، رغم أنه كُتب بشكل تقليدي على يد إنسان. بعد 20 عاماً كم كتاب تاريخ على الرف نثق أنه حقيقي النقل والكتابة، وليس صنيعة آلة ابتكرها الإنسان وأصبحت أكثر تفوقاً منه في سرعة التنفيذ والإنجاز. هل سنتوه داخل دائرة مغلقة بحثاً عن الحقيقة؟

الحالة الثانية المقلقة هي الأبحاث العلمية. الباحث يقضي شهوراً وربما سنوات ليخرج ببحث رصين يستطيع نشره. في واقعنا اليوم، يستطيع الباحث إنجاز بحث يتضمن نتائج علمية لا تمت للواقع بصلة سوى ما اجتهد فيه «ذ.إ»، وأخرجه بعد المرور على آلاف الأبحاث المشابهة. حتى أنه يستطيع أن يقدم إحصاءات، وجداول، ورسوماً بيانيةً ليبدو البحث متكاملاً. في حالتنا التقليدية، كان الباحث ليُطرد من الجامعة أو المركز البحثي إن تسربت معلومات حول حقيقة أبحاثه، لكن من يستطيع اليوم أن يكون شرطياً للأبحاث؟

من ناحية أخرى، يستطيع من يتهمني بالسلبية والسوداوية أن يقول إنه استطاع عمل دراسة جدوى لمشروع اقتصادي كبير خلال دقائق بفضل «ذ.إ» مما وفر عليه الوقت والجهد. برنامج إيلون ماسك «Neuralink» يخترق العقل البشري، هذه سلبية، لكنه قد يساعد في الشفاء من الشلل والأمراض العصبية. وأمثلة أخرى كثيرة لا حصر لها. أنا مؤيدة لذلك، وأنوي شخصياً الاستفادة من هذه الثورة المعلوماتية، ولكن فكرتي أن «ذ.إ» سلاح ذو حدين، والحد الموجع الرهيف مؤذٍ، وقد ينتج لنا أفراداً جهلاء فقيري المعرفة لكنهم أصبحوا مرموقين بفضل أعمال لم يقوموا بها ومعارف لم يكتسبوها. هذه المعضلة لا أستطيع تجاوزها.

الحقيقة أن «ChatGPT» وغيره من التطبيقات غيرت وستغير حياة الناس للأفضل، وظهر وسيظهر في المستقبل المزيد منها التي تعمل عمل المستشار والسكرتارية والهندسة وكفاءة الأعمال وتشخيص الأمراض وتصميم الأدوية ومنافع لا نهاية لها. لكن المخاطر حاضرة، وعلينا إيجاد حلول لها، مثل مخاطر كل تقنية عشنا ظهورها؛ الطائرات والكهرباء والهندسة الوراثية والطاقة النووية... إلخ

خلال كتابة مقالي هذا سألت «ChatGPT» عن أنواع وخصائص التقنيات الحديثة وأجابني.

ثم وجدت منه سؤالاً أسفل الصفحة أضحكني: هل ترغبين أن أكتب لك سيناريو قصيراً أو قصة قصيرة بأسلوب دوستويفسكي عن شخصية تعيش وسط هذه التقنيات الخطيرة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء الاصطناعي والإبداع الذكاء الاصطناعي والإبداع



GMT 01:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 01:56 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 01:53 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 01:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 01:46 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 01:39 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

رسالة الرئيس بوتين إلى أوروبا

GMT 01:35 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ميزانية بريطانيا: حقيقية أم «فبركة»؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt