توقيت القاهرة المحلي 08:23:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

  مصر اليوم -

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

سارة طالب السهيل
بقلم - سارة طالب السهيل

تمتعت المرأة العربية في العصر الجاهلي بقوة الشخصية والذكاء والفطنة وقدرة التأثير على الرجال وتحريك الامور الى حد اشعال الحرب بين القبائل انتصارا لحظ الكرامة والعزة خاصة لدى قبيلة بني تميم
فنساء قبيلة بني تميم عبر العصور المختلفة من الجاهلية وحتى عصر الاسلام ولا يزال في زماننا يمتلكن من الجينات الوراثية ما جعلهن محل احترام وتقدير المجتمعات اللواتي يعشن فيها وحفلت القبيلة بالكثير من الشخصيات النسائية المؤثرة في المجتمع ممن تميزن بالمواقف البطولية، وقوة الشخصية والشجاعة والأدب والبلاغة وفي الحشمة والقدوة الحسنه واشتهرن بانهن يلدن النجباء، وتَميَّزَ هؤلاء بالحِلم والحكمة وإظهار كل ما لديها من علم وفكر وتميز .
ولذلك حرص الكثير من مشاهير العرب على مصاهرة بني تميم  وسجل التاريخ أسماء اشهر نساء بني تميم  في الجاهلية والاسلام ومنهن  الصحابيات اسماء بنت سلامه، اسماء بنت عمر، خوله بنت القعقاع، سلمى بنت صخر والدة ابو بكر الصديق، زينب بنت الحارث، رقيه السعديه وام هيثم السعديه اللتان  كانتا مرجعا لعلماء السنه
و الحمراء عقيلة زرارة بن عدس التي كان لها مناظرة مع ملك المناذره وهو يهم بقتلها وقال لولا خشيتي ان تلدي مثلك لعفوت عنك
ففي العصر الجاهلي كان للمرأة صوت مسموع لدى قبيلة بني تميم، خاصة اذا امتلكن سلاح الشعر وهو يرمي بسهام الكلمة فتقع الحروب او تندمل جراح وهو ما قد تجلى في قصة سعاد بنت منقذ التميمية، والتي اندلعت بسببها حرب استمرت اربعين عاما  فقد استخدم شعر النساء محرضا على حفظ الكرامة والنخوة والانتصار لشرف القبيلة، والثأر والانتقام من تجاوز كرامتها حتى ولوكان ابناء عمومة وحتى لوكان بسبب ناقة
وهو ماحدث تماما في قصة سعاد التي لقبت بالبسوس وحرب البسوس التي قد يعجز كبار كتاب السيناريو في العالم عن ان يبدع تفاصيلها ويعبر عن دمويتها لكن شعراء الجاهلية كانوا اكثر ابداعا في وصفها والتعبير عن مآسيها .
وسعاد بنت المنقذ، سيدة وشاعرة كبيرة من أدباء الجاهلية، تنتمي لقبيلة بني تميم التي كانت تسيطر على شبه الجزيرة العربية في الجاهلية. واشتهرت بزرقة العيون وعند العرب ربما يدل هذا على جمال وملاحة وجهٍ عندها لان ذوات العيون الزرقاء قلة نادرة في المجتمع العربي، و كانت سعاد صاحبة أكبر معركة في التاريخ وجعلت قبائل العرب يتقاتلون طيلة أربعين عامًا، وسميت الحرب على اسمها. وقتلت البسوس على يد جحدر بن ضبيعة فكانت أول من يقتل في حرب البسوس بعد كليب بن ربيعة.
اندلعت الحرب عندما  اطلقت البسوس وهى فى جوار بكر ناقة لها تدعى سراب لترعى فى حما  كليب فلما راى كليب الناقة ترعى في حماه رماها فشق ضرعها بسهم وادمى راعيها. فعلمت البسوس بما حدث للناقة، فخرجت تصرخ قائلة: “واذلاه وا غربتاه”، وقيل انها قالت أبياتاً تسميها العرب أبيات الفناء – فسمعها ابن أختها جساس فقال لها: أيتها الحرة ! اهدئي فو الله لأقتلن بلقحة جارك كليباً ثم ركب فخرج إلى كليب فطعنه طعنة أثقلته فمات منها
استطاعت سعاد ان تثير في نفس ابن اختها جساس مشاعر الثأر والانتقام  بأبياتها الشهيرة.
لَعَمْرُكَ لَوْ أَصْبَحْتُ في دَارِ مُنْقِذٍ
لَمَا ضِيْمَ سَعْدٌ وَهْوَ جَارٌ لأَبْيَاتِي
ولكِنَّنِي أَصْبَحْتُ في دارِ غُرْبَةٍ
مَتَى يَعْدُ فِيها الذِّئبُ يَعْدُ على شَاتي
فَيَا سعدُ لا تَغْرُر بِنَفْسِكَ واِرتَحل
فإنَّكَ في قَوْمٍ عنِ الجارِ أَمْوَاتِ
وَدُونَكَ أَذوادِي فَإنّي عَنْهُمُ
لَرَاحِلَةٌ لا يَفْقِدُونِي بُنَيَّاتِي
فرأت قبيلة بكر في قولها المهانة والذلة اذ انهم عجزوا عن حماية ناقة لمن فى جوارهم فاقسم عمرو بن مرة ويسمى (جساس) بأن يثأر لها وهي خالته فالتقى كليبا فقتله لتبدأ ملاحم الثار طوال اربعين عاما بين القبائل والتي لم تؤد فيها دية لقتلى ولذلك سمت العرب هذه الحرب: البتراء

قـد يهمك أيضأ :

قصيدة الأردن للشاعرة السهيل تزين موسوعة عمَّان أيّام زمان

الفن وتهذيب السلوك والاخلاق

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية



GMT 11:37 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

البشر تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

GMT 12:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 04:18 2023 الإثنين ,06 آذار/ مارس

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon