توقيت القاهرة المحلي 13:03:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضباع الموائد" وجامعة الكرة !!

  مصر اليوم -

ضباع الموائد وجامعة الكرة

بقلم - جمال اسطيفي

الجمع العام هو محطة للتقييم، واستشراف المستقبل ورسم خارطة المرحلة على مختلف المستويات، سواء القريبة أو المتوسطة أو بعيدة المدى.

في الجمع العام لجامعة الكرة الذي انعقد يوم السبت الماضي بمدينة الصخيرات، كان المفترض أن يحدث ما يشبه الانقلاب في التعامل مع الجموع العامة للجامعة، وأن يكون النقاش بناء ومثمرا وغنيا سواء لدى مناقشة الحصيلة، أو لدى إبداء الملاحظات المتعلقة بإصلاح منظومة كرة القدم المغربية وتجويدها، لكن خيبة الأمل كانت كبيرة جدا.

لقد كان هم الحاضرين في الجمع العام هو البحث عن "الإجماع"، والمرور مرور الكرام على تفاصيل مهمة سواء في التقرير الأدبي أو المالي، فلا أحد ممن أتثوا فضاء الجمع العام كانت لديه القدرة على إبداء الملاحظات أو حتى أن يرفع عقيرته ليستفسر ويطلب توضيحات، وقد كان مثيرا للانتباه أن رئيس الجامعة فوزي لقجع طلب من الحاضرين التدخل وأن يدلوا بملاحظاتهم، لكن لا أحد كانت له الجرأة ليدخل على الخط، بل إن أحدهم لم يتردد في القول إنه استفاد من السفر إلى روسيا في المونديال!

والواقع أن هذا المسير لخص كل شيء، فهو أراد أن يقول دون أن تسعفه الكلمات إن السفر إلى روسيا، وخصوصا عندما يكون بدعوة من الجامعة مصحوبة بمصروف الجيب ومعززة بإقامة فخمة يمنع أي نقاش.

وهكذا فبدل أن يتعلق الأمر بمسيرين لديهم القدرة على التعبير عن المواقف، فإننا أصبحنا أمام فصيلة تشبه "ضباع الموائد"، ممن يبحثون عما يمكن أن يقتاتوا أو يسترزقوا به، حتى لو تحولوا إلى أفاقين ومنافقين وماسحي أحذية.

والغريب أن العديد من هؤلاء يشربون حليب السباع في الجلسات السرية وخارج التسجيل، لكن عندما تشعل الأضواء يلوذون بصمت النفاق، حتى لا نقول شيئا آخر.

الوزير الطالبي العلمي الذي لم يتردد في الدخول في حرب غير معلنة مع جامعة كرة القدم بدأت من موسكو، تحول بدوره إلى مطبل من درجة فارس، وهو يشيد بعمل الجامعة ويعتبرها نموذجا يحتدى به في التسيير، مشيرا إلى أنه بخلاف العديد من جامعات اللعبات الجماعية، فإنها تنظم البطولة ومسابقة كأس العرش في وقتها، وأن نتائج المنتخب الوطني أسعدت كل المغاربة.

وهكذا أصبحنا أمام وزير يعتبر تنظيم البطولة وكأس العرش في وقتهما إنجازا، مع العلم أنه كان بمقدور الطالبي العلمي أن يشيد بالجامعة بخصوص أمور أخرى أكثر عمقا.

فعندما يحصر المسؤول الأول عن القطاع النجاح في تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال وتنظيم البطولة والكأس في وقتهما، فبلا شك فنحن بصدد وزير ضل طريقه إلى الوزارة، أو "شاهد ما شافش حاجة".

لقد قامت جامعة كرة القدم بالكثير من الأمور الإيجابية، وهو أمر لا يمكن نكرانه، ففوزي لقجع ساهم بشكل كبير في الدينامية التي عرفتها كرة القدم المغربية، غير أن هذه الدينامية لا تعني أن ليس هناك ملاحظات سلبية.

وجود مبلغ 14 مليار سنتيم في خانة الأنشطة الاستثنائية رقم ضخم جدا، أما إذا أضفنا إليه رقم 4 مليار المدرج في خانة أنشطة أخرى، أو مختلفات وفق المسمى القديم، فإننا سنصبح إزاء ما يقارب 20 مليار سنتيم ليس واضحا بشكل كاف أين أنفقت، وهل يتعلق الأمر بأمور استثنائية فعلا لا يمكن التصريح بها.

المنتخبات والإدارة التقنية الوطنية كلفت 24 مليار سنتيم، وهو رقم كبير بطبيعة الحال، علما أن بينها أزيد من 8 ملايير عبارة عن تعويضات للأطر التقنية للمنتخبات الوطنية والإدارة التقنية الوطنية، وهنا لابد أن نتساءل بصوت عال جدا، هل من المعقول أن يحصل القائمون على المنتخبات الوطنية وعلى الإدارة التقنية على رواتب وتعويضات تتجاوز ما يحصل عليهم نظراؤهم بفرنسا الذين يدفعون الضرائب.

إن كرة القدم المغربية تحسنت، وهناك دينامية كبيرة، لكن من المهم أيضا أن نتساءل عن التكلفة الكبيرة لذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضباع الموائد وجامعة الكرة ضباع الموائد وجامعة الكرة



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:59 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 12:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 12:33 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 20:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

GMT 10:26 2020 الخميس ,16 إبريل / نيسان

فساتين خطوبة باللون الأبيض لعروس الصيف

GMT 17:46 2019 الجمعة ,12 تموز / يوليو

حريق هائل في منزل بـ كفرالشيخ في الغربية

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

سلمان خان يستعد لافتتاح 300 صالة جيم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon