توقيت القاهرة المحلي 19:08:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبارة مثالية للأسود

  مصر اليوم -

مبارة مثالية للأسود

بقلم - بدر الدين الادريسي

مثلت مباراة إسبانيا للفريق الوطني خليطا من الرهانات، فما كان للخروج المبكر من الدور الأول في أعقاب الخسارتين الموجعتين أمام إيران وإسبانيا، أن يحول النزال أمام "الماتادور" الإسباني إلى نزال شكلي لا طعم له ولا رئحة، ما كان ممكنا أن يغادر الأسود مونديال روسيا من دون أن يتركوا بصمة، أو لنقل من دون أن يظهروا للعالم أنهم ظلموا في هذا المونديال، أولا بوقوعهم في مجموعة الموت إلى جانب منتخب برتغالي، هو بطل أوروبا ويضم بين صفوفه أسطورة إسمها كريستيانو رونالدو، وأيضا إلى جانب منتخب إسباني هو بطل العالم في نسخة 2010 بجنوب إفريقيا والآتي لروسيا بثوب المرشح للفوز باللقب، وثانيا بتكالب العديد من الظروف التي أفقدته ظلما كل نقاط المباراتين الأوليين أمام إيران والبرتغال، وثالثا لغياب النجاعة الهجومية وللقرارات التحكيمية المثيرة للجدل.

كانت مباراة إسبانيا إذا هي الصفحة الأخيرة في كتاب الملحمة غير المكتملة، وما كان ممكنا أن لا يحشد الفريق الوطني كل ممكناته الفنية والكروية ويوظف مخزونه الإبداعي لينهي المشوار بأفضل صورة ممكنة.

وبرزت نوايا المغرب في مقارعة الجار "الماتادور" الإسباني، ولما لا الفوز عليه، برغم أن ذلك لن يفيد سوى في تلميع الصورة وإنقاذ السمعة، من خلال إصرار رونار على اعتماد التشكيل المحوري الذي جرى توظيفه في مباراتي البرتغال وإيران، مع تغيير حدث فيما يبدو تحت إكراه الإصابة، باستبدال بنعطية بغانم سايس ليتشكل متوسط الدفاع من لاعب وولفرهامبتون ومن مروان داكوسطا.

كان متوقعا أن تكون المعركة مشتعلة على مستوى الوسط، ومعه كان لزاما على الفريق الوطني أن يكون موفقا لأبعد الحدود، في تنويع الأداء بين دفاع متأخر وبين تصعيد متواتر لهذا الخط، لطالما أنه كان في مواجهة منتخب لا يستطيع أن يعيش لمدة 90 دقيقة من دون استحواذ شبه مطلق على الكرة، كان لزاما أن تكون العناصر الوطنية هادئة في تدبير أزمنة المباراة وأن لا تضيق الصدور بالإستحواذ الإسباني شبه المطلق على الكرات، وغير هذا وذاك كان من الضروري أن تحضر النجاعة الهجومية التي غابت في مباراتي إيران والبرتغال وتركت الفريق الوطني من دون أدنى هدف، فما ستتيحه مباراة إسبانيا من فرص ومن مساحات، مع اعتماد "لاروخا" على اللعب بخطوط متقدمة، لابد من استغلاله بأنجع طريقة ممكنة. وهو ما وقفنا عليه وخالد بوطيب يستغل كرة غير متقنة من الرسام إنييستا لعميده راموس، لينطلق من وسط الميدان ويوقع للفريق الوطني هدف التقدم.

صحيح أن "لاروخا" ستعود سريعا في النتيجة إثر بناء هجومي من عشرات الخيارات التي تملكها لوجود نوابغ في خطي وسطه وهجومه (بوسكيتش، دافيد سيلفا، إنييستا، ألكانتارا)، إلا أن الأسود يهنئون على أنهم أجادوا احتواء الطوفان الأحمر، وعلى أنهم في المناسبات التي انطلقوا فيها نحو الهجوم كانوا مصدر قلق كبير للدفاع الإسباني، فمن أربع مرتدات سجلوا هدفين وضاع منها هدف أكيد والقائم يرد صاروخ نورالدين أمرابط، وكانت الشهادات التي قدمها مدرب "لاروخا" فيرناندو هييرو والعميد راموس وكبار المحللين العالميين الموزعين على القنوات الأشهر في العالم، من أن المغرب نجح في فضح الهشاشة الدفاعية للماتادور، أكبر دليل على أن الفريق الوطني كسب بتعادله التاريخي أمام بطل العالم وأمام منتخب مشكل من نجوم ريال مدريد وبرشلونة اقوى ناديين في العالم كل الرهانات التي تحفز بها في مواجهته لإسبانيا، كسب الإحترام والتقدير، فلا خلاف على أنه في مبارياته الثلاث، أظهر قوة شخصية وتماسك هوية اللعب وتلاحما كبيرا بين كل المكونات، ليخرج من المونديال مرفوع الرأس مهاب الجانب وعنقه مطوق بأكاليل الإعجاب، وبما يدفع إلى الإستثمار على نحو جيد في إرث المونديال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبارة مثالية للأسود مبارة مثالية للأسود



GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

GMT 04:22 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

تسريحة الشعر المبلل في المنزل في 5 خطوات فقط

GMT 23:38 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

اختطاف مدرعة وضابط أمن مركزي في قنا

GMT 15:51 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

حلاوة المولد .. طريقة عمل البندقية

GMT 02:18 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

غاريث ساوثغيت يؤكد إصابة نجم "توتنهام" هاري كين

GMT 00:41 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

تعليق محمود كهربا بعد مشاركته الأولى مع الأهلي المصري

GMT 10:33 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد زوجها رامي رضوان

GMT 21:35 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ابتكارات يوسف الجسمي التي أطلقها بفاشن فورورد

GMT 02:05 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

أحذية رياضية لصيف 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon