توقيت القاهرة المحلي 00:19:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البرلمان المصري والمنهج

  مصر اليوم -

البرلمان المصري والمنهج

بقلم : أحمدعبدالله

"المنهج" كلمة تكاد تبدو عابرة للوهلة الأولى، ولكن يقام عليها نهضة أمم وكلمة سر لتجارب ناجحة على مستوى كوكبنا، فما من منظمة أو حكومة أو شركة وتتخذ من المنهج معاونا لها إلا وحققت نجاحات مدوية وتمكنت من اقتناص أهدافها تباعا، والعكس صحيح تماما، فما أن تهمل المنهجية في أدائك إلا ويكون التخبط عنوان والفشل السريع أبسط النتائج.

مجلس النواب المصري مؤسسة عريقة تعود لأكثر من 150 عام، وملقى على عاتقها ملفات يكاد لايوجد برلمان آخر على مر هذه السنين قد عايشها وبات مطالبا منه حلها، ولذلك فإن اعتماده على المنهج يسهل عليه مهامه، ويرتب أولوياته، وينتج في النهاية حصاد برلماني من التشريعات والمجهود الرقابي يرضي الجميع.

على مدار الشهور الماضية منذ بدأ المجلس أعماله والبلاد تعج بالملفات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية، وفي ظل معاناة المواطنين من تضخم في الأسعار وصعوبة ف يالمعيشة وغياب الرقابة عن الأسواق وما إلى ذلك من العناوين المشابهة، ولكن البرلمان أنصرف خلال الأسبوع الجاري إلى عدة قوانين جاءت كالتالي: قانون يجرم المثلية الجنسية، قانون يجرم الطائرات بالريموت، قانون خاص بالنقابات العمالية.

القانون الأول ليس له أي محل من الإعراب في ظل الاحتياجات اليومية الآنية للمواطن المصري، صحيح أن قيم المجتمع وثوابته باتت لاتحتمل الكثير من الممارسات الدخيلة علينا، ولكن كان الأولى بمجهود النواب أن يذهب لصالح قانون يعني بتوفير السلع الأساسية أو صنوف غائبة من الدواء أو التأكد من جودة المواصلات اليومية وعلى رأسها السكك الحديدية التي استنزفت أرواح المصريين بشكل غير مسبوق.

القانون الثاني الخاص بحظر استخدام الطائرات اللاسلكية، هو قانون هام وفريد من نوعة، وضمن القوانين التي يجب أن يتم تشجيعها لأنها تجاري نشاط الإرهاب، والذي يعتمد أفراده على التقنيات الحديثة والطيارات التي تطير دون طيار وبإمكانها تصوير أو حمل القنابل، ولكن للمفارقة من قدم القانون وزارة الدفاع المصرية وليس نواب البرلمان.

القانون الثالث قانون يحكم الحياة النقابية في مصر كلها، ورغم اهميته الفائقة إلا أن حالة من العجلة الشديدة صبغت مراحل تكوينه وتمريره تحت القبة، ومن غير المعلوم حتى الآن الإنتهاء من القانون خلال أسبوع واحد، في حين ان قوانين مماثلة أقل أهمية كانت تستغرق 3 شهور.

وفي خضم ذلك غابت القوانين التي تعني المواطن بالدرجة الأولى، ولكن حضرت الأدوات الرقابية التي أنهمرت على الحكومة لأمور متعلقة بانقطاع مياة الشرب لأيام متصلة عن مناطق حيوية جوار العاصمة، وانتشار القمامة، وتهالك الطرق، ولكن يتبقى استجابة الحكومة، والتي لن تأتي إلا من خلال دور يقظ لنواب البرلمان، ويعتمد في المقام الأول على المنهج، دون تسريع أو خلل أو استعجال أو غياب للأولويات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرلمان المصري والمنهج البرلمان المصري والمنهج



GMT 09:58 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تحديث مصر

GMT 18:26 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ماينتظره الشعب من نوابه

GMT 18:01 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

الانتصارات الصغيرة

GMT 10:04 2017 الإثنين ,14 آب / أغسطس

الحكومة وطبيعة أدوارها

GMT 18:32 2017 الإثنين ,12 حزيران / يونيو

المعادلة الصعبة بين "الإعلام والبرلمان"

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما
  مصر اليوم - دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon