توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتاب جديد للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - كتاب جديد للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا

كتاب جديد للباحثة فاطمة غندور
القاهرة- مصر اليوم

كشفت المؤلّفة والباحثة الليبية فاطمة غندور، عن ذكريات وأوراق ومحاورات أجرتها مع عددٍ من رائدات ليبيا في التعليم والطب والفنون والعمل الاجتماعي وذلك في أحدث إصداراتها في بنغازي عن دار "ميادين" الليبية بعنوان "نساء الربيع العربي"، ويطمح الكتاب بشكل أساسي إلى رسم لوحة من الفسيفساء لسيدات من مختلف الأجيال والجنسيات والبلدان شاركن في موجة التغيير ومطالب الإصلاح التي شهدتها بعض الدول العربية خلال «الربيع العربي»، إلا أن إنجازه الأهم يظل في الجزء الذي يتناول تاريخ الرائدات الليبيات الذي احتل نصيب الأسد من الكتاب من حيث المساحة وعناية وجهد مؤلفته.
يقع الكتاب في 543 صفحة، بلوحة غلاف للفنانة جميلة وحيدي، وبورتريهات داخلية للفنان محمد زينو، ويحتوي الكتاب على ذكريات وأوراق ومحاورات أجرتها المؤلفة مع عدد من رائدات ليبيا في التعليم والطب والفنون والعمل الاجتماعي.
في مقدمة الكتاب تشير المؤلفة إلى أهمية توثيق تلك السرديات النسائية الخاصة بالرائدات، باعتبارها «نوعاً من التنظيم للذاكرة، وتعزيزها والدفاع عنها، وللتأريخ لمن تقدمن بخطوتهن ليفتحن الطريق، ويشيدن جسر عبور للآخرين والأخريات في مواجهة السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي أغلبه نابذ وطارد. وعلى ذلك، فإننا أمام سيدات ملكن روح المقاومة ضد نزعات السيطرة والقمع والتهميش»، فهن من «أحلن صفر البدء إلى رقم» على حد تعبير المؤلفة التي ترى فيهن نموذجاً قوياً للفاعلات في الميادين، ولسن ممن يكتفين بـ«التنظير» من فوق المنابر.
ضمن صفّ طويل من الرائدات الليبيات، يأتي اسم «أفطيطيمة بو حلقة» التي توصف بـ«الأم الشجاعة»، ابنة طرابلس ورائدة في مجال التعليم المبكر والكتابة الصحافية والعمل المدني، وهي من مواليد 1942. كانت طالبة ومعلمة شاركت في المظاهرات، وهتفت مع زميلاتها، وكان كثيرون يرونها تمارس «العيب» فيستنكرون أفعالها ومشاركتها الجريئة في الشأن العام. تقول مسترجعة أصداء تلك الفترة: «وسط تلك الأجواء من المشاحنات والتوترات، كان زوجي سندي ومشجعي الأكبر والمدافع عني، الذي تحمل كثيراً من المسؤولية تجاهي، فقد كنت أيامها حسب المفهوم الاجتماعي أصنف متمردة ومغامرة قياساً ببنات جيلي»، وحول تجربتها في الصحافة، تروي أفطيطيمة أنها أخذت في منتصف الستينات تكتب في جريدة «فزان»، وكان معمر القذافي يكتب بالتوقيت نفسه مقالات قليلة بالصحيفة نفسها.
وتروي الرائدة الليبية تجربة مهمة في إنتاج وتنفيذ مسرحية نسائية حملت عنوان «أيام الثورة الجزائرية» قامت بها مجموعة من المعلمات. كانت فكرة النص مرتجلة، وساعدها الصحافي عبد السلام دنف، الذي كان متحمساً للغاية. لجأت أفطيطيمة لشقيقها الذي كان ضابطاً كبيراً بالجيش الليبي، فعولت عليه في تأمين البدلات العسكرية التي سترتديها البطلات في العرض. ورغم أن أخاها كان من المتحمسين للقضية الجزائرية وجمع تبرعات لها، فإنه تردد وأبدى تخوفه من تحمل مسؤولية سحب البدل من المخازن العسكرية.
تقول أفطيطيمة: «قمت بالاستنجاد بزملائه من الشرق في بنغازي، وكانوا ضيوفاً عندنا، فقلت لهم لدينا عرض مسرحي بسينما (الحمرا)، ويجب أن نوفر الزي الرئيسي للممثلات. وافقوا، لكنهم حمّلوني مسؤولية الحفاظ عليه حتى إرجاعه. ورغم كبر المسؤولية فإن حماستي وانحيازي لحملة التبرع؛ حيث سيتم تخصيص عائدات العرض لثورة الجزائر على الاستعمار الفرنسي، جعلتني أتشجع ولا أبالي بأي مخاطر محتملة. تبقت مشكلة وحيدة، هي عدم وجود رتب عسكرية ونياشين على الزي العسكري، فلجأت مخرجات وممثلات العرض إلى استخدام عدد من العملات المعدنية (الليرات) لتحل محل الرتب والنياشين. نجح العرض نجاحاً كبيراً، ودخل التاريخ كأول تجربة فنية نسائية علنية تعرض على الجمهور مباشرة». أيضاً شاركت أفطيطيمة في إنشاء أول مركز ثقافي للمرأة في ليبيا، وكان عبارة عن نادٍ في شقة تبرعت بها نعيمة البيزنطي، ثم تحول إلى مركز بعد تأييد وموافقة بعض المسؤولين الحكوميين.
ومن رائدات العمل الإذاعي الليبي «عويشة الخريف» المولودة بالمدينة القديمة «باب أبحر». التحقت بالإذاعة وقدّمت برامجها باسم مستعار هو سعاد أمين، ولذلك قصة ترويها عويشة، قائلة؛ كانت النظرة الاجتماعية شديدة الدونية لمن يلتحق بالعمل الإذاعي، فهو في نظر المجتمع الليبي آنذاك يكاد يكون «خرج من الملة»، فما بالكم لو كانت امرأة، وليس رجلاً، هو من اقترف تلك الجريمة. من هنا كان لا بد لي من البحث عن اسم مستعار حتى أتجنب جلب العار لأهلي!
تعرضت عويشة لتهديد بالقتل من أخيها، لكن اللافت أن موافقة الأهل على أن تنضم ابنتهم للعمل الإذاعي جاءت مشروطة بعدة شروط قاسية، منها إخفاء هويتها والتشدد في ارتداء الملابس المحافظة.
على عكس التجارب السابقة، تبدو تجربة أمينة حنيش خالية من المنغصات العنيفة باستثناء عدم تقبل المجتمع في البداية لوجود طبيبة ماهرة تعالج جميع المرضى، وليس فقط الأطفال. سافرت أولاً في بعثة إلى مصر مع 3 زميلات لها بعد نجاحها في الثانوية، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة القاهرة. ورجعت إلى ليبيا لتعمل طبيبة عامة في مستشفى الجمهورية بقسم الأطفال، وتم تعيينها مديرة للأمومة والطفولة، ثم أصبحت أستاذة بالجامعة.
وتروي فاطمة التايب، أول سجينة سياسية في سجون القذافي، وقائع اعتقالها عندما بدأت العمل بانضمامها لـ«جبهة إنقاذ ليبيا» أول جبهة معارضة ليبية؛ حيث انضمت هي وأختها زكية، وقبل بدئهما العمل بدأت تحقيقات مخابرات النظام، وعلم والدها بأمر القبض عليها هي وشقيقتها، وقضت في السجن 4 سنوات.
تتذكر فاطمة التايب هذا اليوم وما أحست به من تأنيب للضمير تجاه والدها حين تم طرده من عمله بالمخفر بسببها. تقول: «كان يوماً مرعباً حيث تم تغطيتها هي وبقية المعتقلات بأكياس سوداء من الصوف تعيق التنفس، وتغطي الصدر، وتم نقلهن لطائرة». وتسرد تفاصيل التحقيق معها، وكيف استخدموا الكلاب لبثّ الرعب في نفسها، فضلاً عن التهديد وامتهان الكرامة والسخرية منها. وكيف استهلكوا أعصابها بتحقيقات منهكة لمدة 3 أشهر.

وقد يهمك أيضًا :

اتحاد كتاب مصر ينعي رحيل المترجم الفلسطيني صالح علماني

اتحاد كتاب مصر يقيم حفل توزيع جوائز «أحمد شوقي»الدولية بمركز الهناجر

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب جديد للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا كتاب جديد للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا



GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon