توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"مواسم"للفنان أحمد فريد يستدعي التغيير بلغة تشكيلية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مواسمللفنان أحمد فريد يستدعي التغيير بلغة تشكيلية

لوحات الفن التشكيلي
لندن - مصر اليوم

التجريب والتجريد هما ثنائية التجربة الفنية للتشكيلي المصري أحمد فريد، سواء على مستوى الفكر أو الشكل، وهي ثنائية لم يتخلّ عنها حتى في ظل اتجاهه إلى التغيير والتجديد في معرضه الجديد المقام الآن بغاليري «سفرخان» بالزمالك تحت عنوان «مواسم» يقود التجريب أحمد فريد إلى المزيد من الأفكار المتشعبة مصدراً أساسياً لرؤيته الفنية، وهو لا يخضع لأي نوع من أنواع الصدفة أو العفوية، بل إنه رهن إرادته ونتاج ثقافته الأوروبية وحصيلة ترحاله الطويل؛ ما أتاح له زيارة المتاحف والغاليريهات حول العالم، والنهل من الجماليات واللغات البصرية المختلفة، لكنه على الرغم من ذلك يرفض أن يسير المبدع في ركاب التقليد، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، «على الفنان أن ينفتح على الحياة حتى يستطيع التفكير والتجريب من دون الوقوع في خطأ التقليد مهما انبهر بتجارب الآخرين».

وجد فريد في التجريدية ملاذاً آمناً ووسيلة ينقل بها طاقته الانفعالية على لوحاته، ويعبّر من خلالها عن القضية المهموم بها؛ إذ تعكس أعماله تناوله التجريدي للعناصر المتصارعة في المدن الحضرية في العصر الحديث، في تشابكها مع الثقافات والحضارات المتراكمة والمختلفة؛ ما يدفع المشاهد إلى الريب تجاه مستقبل هويته الوطنية، وإمكانية الإبقاء على خصوصيتها، وهو أمر متعمّد من جانب الفنان المشغول دوماً بالتأثير الطاغي للعولمة في ظل القفزات الهائلة للتقدم التكنولوجي.وفي السياق ذاته، جاء عنوان معرضه «مواسم» معبراً عن مضمون لوحاته التي تبرز مفهوم التغير، يقول الفنان، إن «التغير موجود في كل شيء حولنا... في الطبيعة، وداخل الإنسان، وفي مظهره الخارجي، وملامح وجهه، كل شيء يمر بسلسلة من التغيرات، ومن هنا لا تقتصر كلمة (مواسم) على الزمن وحده، فهي رمز للتغير كذلك في المكان والمشاعر والرؤى ومراحل العمر وكل ما يمر به المرء أثناءها من أحداث وتجارب إنسانية مختلفة».

إلى ذلك، تأخذه رؤيته تجاه التغيير في معرضه المستمر حتى 25 يناير (كانون الثاني) الحالي، إلى تجربة تجريدية جديدة تتميز باستقرار التكوينات اللونية والعلاقات الخطية والظلال المتباعدة، ويتخلل ذلك كله شخوص تكوينات من مزيج الألوان واختلاطها، وإن كنا نعثر عليها بصعوبة بين ثنايا بعض اللوحات، في دلالة على ذوبان الهوية وسط تفاصيل العولمة ومغرياتها وادعاءاتها أيضاً.وفي حين يحوّل فريد الواقع إلى تجربة بصرية في بعض أعماله، فإن بعض لوحاته الأخرى تشبه الحلم الذي يعبّر عنه من خلال انفجار الألوان على مسطحها، فتبدأ من نقطة ثابتة وتنتشر حتى تغطي المقاس بالكامل، حتى نشعر أن ثمة نقاشاً مبدعاً متحمساً داخل الفنان، فتتعلق عينا المشاهد باللوحات - 30 لوحة - طويلاً من دون ملل؛ لما تحتويه من تفاصيل دقيقة تثير شغفه ودهشته، وتبث الدفء داخله لعذوبتها المفرطة التي ربما لم يألفها في الأعمال السابقة للفنان؛ إذ جاءت اللوحات في هذا المعرض مفعمة بالألفة والهدوء، لا سيما بعد أن خلصها من بعض العناصر الصارمة التي كان يستعين بها مثل سيطرة الخطوط السوداء ليسودها ألوان الباستيل الهادئة وتناغم الألوان الترابية مع حضور بارز للونين الأزرق النقي والأحمر الناري، محولاً اللون نفسه إلى رمز للتغيرات والمواسم.

ويستخدم أحمد فريد في الأعمال أوراق الذهب والنحاس تأثراً بالحضارة المصرية، وبأعمال فنانين عالميين تمثل في مجملها إثراءً وتجديداً في أسلوبه الفني، ويبرز هذا الاختلاف استخدامه طبقات لونية أكثر من المعتاد بالنسبة له، ومن ناحية أخرى تأثر الفنان بتكنيك الرسم في بعض أعماله الزيتية بالمعرض بـ«بورتريهات الفيوم»، وهي إحدى الرسومات المصرية القديمة، لافتاً إلى حضور ألوانها التي لا تزال تحتفظ بقوتها على الرغم من مرور هذه السنين، ومن الواضح أنه ليس تكنيك رسمها وحده هو ما جذب فريد لوجوه الفيوم، إنما ما يربط بينها وبين فكره القائم على الانفتاح على العالم؛ إذ إنه من المعروف أنها تصنف كأقدم لوحات تصوير للوجه البشري، بل كانت أول خروج عن إطار الرسم الجانبي عند الفنان المصري القديم الذي اعتاد رسم الوجوه من الجانب، حتى وإن كان الجسد من الأمام أو الخلف، ويمكن ملاحظة ذلك في رسوم المعابد الفرعونية؛ ما جعل من وجوه الفيوم مدرسة خاصة امتازت بخروجها على الإطار المألوف، وبها انفتحت مصر أكثر على العالم الخارجي، ومن هنا أيضاً استدعاها الفنان للتعبير عن أفكاره.للفنان أحمد فريد تواجد على الساحة التشكيلية العالمية؛ فبجانب معارضه في مصر، له العديد من المعارض في عواصم العالم، كما بيعت له العديد من اللوحات في «دار كريستيز للمزادات»، ومنها لوحة «متروبوليس» عام 2017، ولوحة «نهر الصمت» عام 2018، بينما شهد عام 2019 بيع لوحة «الفوضى الحضرية».

قد يهمك ايضا

500 قطعة تتنافس على إظهار براعة الصانع وثراء المقتني في لندن

متحف الفن الإسلامي يستقبل مجموعة من زوجات الوزراء والدبلوماسيين

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواسمللفنان أحمد فريد يستدعي التغيير بلغة تشكيلية مواسمللفنان أحمد فريد يستدعي التغيير بلغة تشكيلية



GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon