توقيت القاهرة المحلي 23:04:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل التهابات المسالك البولية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل التهابات المسالك البولية

المضادات الحيوية
القاهرة - مصر اليوم

تلعب المضادات الحيوية دورا كبيرا في النظام الصحي العالمي، فمنذ اكتشافها عام 1930 حتى يومنا هذا تنقذ حياة ملايين الأرواح من المرضى بمختلف الأمراض المعدية التي كانت في الماضي سببا رئيسيا للوفاة، لكن ثبت أن تناولها من دون استشارة طبيب والإفراط في استخدامها تسبب في مقاومة أنواع من البكتيريا لها بشكل يهدد فعاليتها بشكل كبير، ولا شك في أن مقاومة أجسامنا للمضادات الحيوية تشكل تهديدا متزايدا للصحة العالمية، ففي عام 2019 تسببت في حدوث أكثر من 1.27 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تسهم مقاومة مضادات الميكروبات، التي تشمل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، في وفاة عشرة ملايين شخص سنويا بحلول عام 2050.

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل التهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي، لكن سوء استخدامها والإفراط في تناولها أسهما في ظهور البكتيريا التي تؤوي الجينات التي تمكنها من مقاومة القوة القاتلة للمضادات الحيوية، وينتج عن هذا التهابات يصعب علاجها، وتنتشر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بشكل رئيسي بين البشر من خلال الطعام أو الماء الملوثين.

لكن دراسة حديثة تشير إلى أن هذه ليست الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنتشر بها تلك البكتيريا، فوفقا لباحثين من الصين والمملكة المتحدة، قد يؤدي تلوث الهواء أيضا إلى انتشار هذا النوع العنيد من البكتيريا، وتعد هذه الدراسة الأولى التي تكشف الصلة بين زيادة مقاومة المضادات الحيوية وتلوث الهواء على مستوى العالم.

قام الباحثون بجامعة وستمنستر البريطانية بعمل بحصر لنتائج الدراسات السابقة التي بحثت في أنماط انتشار أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي توجد في الهواء على مدار ما يقرب من عقدين، وقاموا بفحص 12 دراسة بحثية أجريت في 116 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وأستراليا، وأكدت هذه الدراسات وجود البكتيريا أو الجينات المقاومة للمضادات الحيوية في الغلاف الجوي.

واهتمت الدراسة على وجه التحديد بأخطر أنواع ملوثات الهواءPM2.5، وهي مادة جسيمية يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر حوالي 3٪ قطر شعر الإنسان، ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ويمكن استنشاقها بسهولة، وجدت الدراسة أن مقاومة المضادات الحيوية ارتفعت جنبا إلى جنب مع زيادة تركيزات PM2.5 في الهواء، وارتبط كل ارتفاع بنسبة 10٪ في تركيز PM2.5 بزيادة عالمية بنسبة 1.1٪ في مقاومة المضادات الحيوية و43654 حالة وفاة بسبب العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية.

أفادت الدراسة أن أعلى مستويات مقاومة للمضادات الحيوية وجدت في شمال إفريقيا وغرب آسيا، وكانت هذه المناطق أيضا أكثر تلوثا بملوث PM2.5، وبالمقارنة فإن أوروبا وأمريكا الشمالية اللتين كانت بهما أدنى مستويات تلوث بـ PM2.5، كان لديها أيضا مستويات أقل من مقاومة المضادات الحيوية، وذكرت الدراسة أيضا أنه حتى زيادة بنسبة 1٪ فقط في PM2.5 عبر جميع المناطق ارتبطت بزيادة مقاومة بكتيريا "Klebsiella pneumoniae" للمضادات الحيوية المتعددة - بما في ذلك "polymyxins"، والتي تعد الملاذ الأخير للمضادات الحيوية.

وتنتشر هذه البكتيريا عادة في المستشفيات ويمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهابات المسالك البولية، وعلى الرغم من أن بكتيريا "Klebsiella" لا تنتشر عن طريق الهواء، إلا أن هذا يشير إلى أن هناك علاقة كبيرة بين تلوث الهواء ومقاومة المضادات الحيوية، وأن تلوث الهواء يسهل أيضا على البكتيريا المقاومة أن تزدهر وتنتشر في البيئة، وعلى الرغم من أن المؤلفين لم يظهروا دليلا على وجود علاقة سببية بين العاملين، فإنهم وجدوا جينات مقاومة للمضادات الحيوية في الحمض النووي للبكتيريا التي وجدت في عينات الهواء، ويشير هذا إلى أن PM2.5 يمكن أن يسهل انتشار البكتيريا والجينات المقاومة للمضادات الحيوية عبر الهواء.

هذه ليست الدراسة الأولى التي تظهر وجود صلة بين تلوث الهواء ومقاومة المضادات الحيوية، وتؤكد أن تلوث الهواء يعد من أخطر عوامل الإصابة بمرض السل الذي تسببه بكتيريا "Mycobacterium tuberculosis"، التي طورت مقاومة للعديد من المضادات الحيوية، وكشفت أيضا دراسة أخرى أجريت في هونج كونج عن وجود علاقة بين التعرض في الهواء الطلق لمادة PM2.5 والإصابة بمرض السل، ووجدت الدراسة أن زيادة تركيز هذه المادة الملوثة للبيئة خلال فصل الشتاء ارتبطت بزيادة بنسبة 3٪ في عدد حالات الإصابة بمرض السل في الربيع والصيف التاليين.

نعلم من هذه الدراسة وغيرها أن PM2.5 يمكن أن يؤوي بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية أو جينات يمكنها أن تدخل جسم الإنسان من خلال الجهاز التنفسي عندما نتنفس، ونعلم أيضا من الدراسات السابقة أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وجيناتها يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر عبر الهواء، حيث تنتقل عبر الجهاز التنفسي عن طريق العطس والسعال وحتى التحدث يمكن أن ينبعث منه الرزاز الذي يحمل البكتيريا ويسبب العدوى، وقد تؤدي التغيرات البيئية الناتجة عن تلوث الهواء، مثل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، أيضا إلى تسهيل نمو البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ويرى الباحثون أنه من الضروري التحقيق في دور العوامل الأخرى، بخلاف ملوث الهواء PM2.5، الذي يمكن أن يسهم في مقاومة المضادات الحيوية، على سبيل المثال، التعرض للملوثات الأخرى والأطعمة التي نتناولها واستخدام المضادات الحيوية للحيوانات والكوارث البيئية، في حين أننا قد لا نعرف بالضبط كيف يساعد تلوث الهواء علي انتشار مقاومة المضادات الحيوية، إلا أن الرابط بين الاثنين واضح.

ويرتبط تلوث الهواء أيضا بمجموعة من الحالات الصحية الأخرى، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والربو وضعف وظائف الرئة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، ويذكر الباحثون أنه نظرا للأضرار العديدة التي يلحقها تلوث الهواء بصحتنا، فإن هذه الدراسة تعزز أسباب الاتجاه نحو تحسين جودة الهواء بشكل عاجل وتقليل التلوث على مستوى العالم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل التهابات المسالك البولية تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل التهابات المسالك البولية



GMT 21:32 2022 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق في سرقة قطع أثرية من متحف كلية آثار جامعة سوهاج

GMT 12:25 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بيرسي تاو ينتظم في تدريبات الأهلي الجماعية بشكل كامل

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

تعرّفي على أهمية الـ"فنغ شوي" في غرفة المعيشة

GMT 11:16 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الثقافة تنظم فعاليات وأنشطة فنية بأبو سمبل وكوم أمبو

GMT 15:31 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

سيميوني يشيد بلاعبي أتلتيكو رغم الخروج من دوري الأبطال

GMT 00:14 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طارق العشري مديرا فنيا لنادي وادي دجلة

GMT 15:59 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اغتيال البراءة 27 طفلاً ضمن ضحايا مسجد الروضة في بئر العبد

GMT 05:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيجي حديد تسرق الأنظار في عرض أزياء المصمم جيامباتيستا فالي

GMT 09:10 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

WHITEHALL تقدّم مجموعة من الأقراط الماسية بمناسبة الأعياد

GMT 00:02 2023 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جاريث بيل يعلن رسميا مشاركته فى بطولة كاليفورنيا للجولف

GMT 18:17 2022 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شرم الشيخ التي لم نعرفها من قبل

GMT 09:29 2021 السبت ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن علاقة الاضطرابات النفسية بتغيرات المناخ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon