توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطباء يطالبون بضم أدوية العلاج إلى منظومة "التأمين الصحي"

مصر تحارب التبغ بـ30 عيادة للإقلاع عن التدخين على مستوى المحافظات

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مصر تحارب التبغ بـ30 عيادة للإقلاع عن التدخين على مستوى المحافظات

مصر تحارب التبغ بـ30 عيادة للإقلاع عن التدخين
القاهرة - مصر اليوم

يعلم أن الموت يطارده وأن سرطان الرئة هو نهاية رحلته مع التبغ، وبرغم ذلك لازال يستنشق الدخان عبر السيجارة أو الشيشة، مفضلًا تلك العادة القاتلة على صحته، إنه الشخص المُدخّن الذي بات لا يلقي بالًا لنهاية الدخان المأساوية التي تنهي حياته في لحظة وفجأة بدون مقدمات وكأنه يخطو نحو الانتحار بطريقة غير مباشرة وتدريجيًا.

مخاطر التدخين والتي تصل إلى الإصابة بالسرطان والموت المفاجئ لم تلحق بالشخص المدخن فقط وإنما تمتد لتلحق بالمحيطين به سواء كانوا أفراد أسرته أو زملاءه في العمل، ليصبح هذا الشخص ظاهريًا يتناول "سيجارة" أو شيشة ولكن في حقيقة الأمر هو يتناول سمومًا قاتله، بل ويقدمها للمحيطين ليواجه الجميع عاجلًا أم أجلًا كارثة الموت.

ترجمت الدولة جهودها نحو الحفاظ على صحة المواطنين في صورة خطوات على أرض الواقع فقامت بتخصيص 30 عيادة للإقلاع عن التدخين؛ وذلك على مستوى محافظات الجمهورية.

عيادات للإقلاع عن التدخين

تتوافر العيادات في محافظات القاهرة والجيزة والدقهلية والشرقية والغربية والمنوفية والبحيرة والاسماعيلية والجيزة وأسيوط والمنيا وقنا وأسوان وتتواجد بمستشفيات الصدر وبعض مستشفيات الصحة النفسية المنتشرة بتلك المحافظات وتعمل يوميًا من 9 صباحا حتى 12 مساء .

25 % من الشعب المصري مستخدم للتبغ

تعد مصر من أعلى المعدلات في منطقة شرق المتوسط وعلى مستوى العالم وذلك بحسب بيان صادر من مكتب منظمة الصحة العالمي في مصر، ووفق مسوحات قومية في عام 2017 اتضح أن حوالي 25 % من الشعب المصري من المستخدمين للتبغ بنسبة 22.8% ، ويشير البيان إلى أن أكثر من نصف الشباب المصري يتعرض للتدخين السلبي في المنازل بنسبة 48.9% وما يزيد عن الثلث في أماكن العمل بنسبة 36.5% .

مخاطر التدخين

الدكتور أحمد صبري متخصص فى أمراض الجهاز التنفسى يوضح أن التدخين يجعل الرئة سميكة جدا عند المدخن وسوداء، ما يعيق الرئتين عن القيام بوظيفتهما، كما أنه يدمر الأهداب التى تقوم بالتخلص من الغبار والشوائب والمواد الضارة التى تدخل الرئة أثناء التنفس فيعانى الشخص صعوبة فى التنفس، مشيرًا إلى أن الشخص المدخن يتوفى مبكرًا قبل غيره بعدة سنوات.

فيما يوضح الدكتور عبد الستار الجارونى أخصائى أمراض الباطنة أنه أثناء عملية التدخين تتأثر أنسجة جسم الإنسان بالسموم التى يحملها التبغ فالسيجارة التى يشعلها المدخن ويحرقها فى دقائق تحتوى على 4 آلاف مادة سامة أخطرها مادة النيكوتين وأول أكسيد الكربون كما تحتوى على 37 مادة مسببة للسرطان.

ضمانات نجاح

الدكتورة هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء، تفسر تخصيص عيادات للإقلاع عن التدخين بأن صحة الإنسان المصرى تعتلى مكانة مرتفعة لدى القيادة السياسية التى جاءت تلك العيادات بتوجيهات مباشرة منها ترجمتها الدولة فى صورة مبادرات حكومية.

ووصفت أستاذ علم الاجتماع، وجود مبادرات حكومية للإقلاع عن التدخين بالبرهان على قيمة الإنسان وأهميته كمواطن وفرد مؤثر فى المجتمع بل وشريك فى التنمية المستدامة ونصحت بضرورة تكاتف مراكز الشباب وقصور الثقافة والجمعيات الأهلية والاستعانة بالشباب فى قيادة هذه المبادرات وخاصة حملات التوعية بمخاطر التدخين وضرورة الإقلاع عنه.

وأكدت، أن الشباب يجب أن يُخاطب بنفس لغته ومن نفس جنسه وفئته العمرية حتى يؤتى الخطاب ثماره المرجوة كما لفتت إلى ضرورة الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعى فى حملات التوعية وذلك كضمانات نجاح لمبادرة الحكومة للإقلاع عن التدخين.

التدخين يلتهم الميزانية

الدكتور على الإدريسى خبير اقتصادى يقول إن التدخين يلتهم ميزانية رب الأسرة، وهو ما يعد ظلمًا لأفراد أسرته حيث يمكن توجيه تلك الأموال إلى استهلاك آخر يعم بالفائدة على الجميع بدلًا من توجيهه فى سبيل توفير السيجارة أو الشيشة التى تلبى احتياجًا فرديًا له وتدمر صحته بل وصحة المحيطين به.

ويوضح، الإدريسي، أن الشخص المدخن ينفق نحو 25% من دخله المادى على التدخين أما بالنسبة لمحدودى الدخل فينفقون نحو 40% من راتبهم على التدخين معللًا ذلك بأن محدودى الدخل دائمًا ما يعطى للتدخين والحصول على السيجارة أولوية عن الطعام على عكس الشخص ميسور الحال حيث يجعل الأولوية للطعام ثم الحصول على السيجارة أو الشيشة.

وهنا يقول "ع . م" 36 عامًا ويعمل موظفًا بالحكومة، إنه اعتاد التدخين منذ الصغر بحكم طبيعة البيئة حيث نشأ بالصعيد بين الصخور والجبال التى تجبر الشخص على التدخين (من وجهة نظرة) إضافة إلى حب التقليد للأب والجد منذ الطفولة،  مضيفًا: "من صغرى وأنا بشوفهم بيدخنوا فارتبط المشهد عندى بالنضج والقوة".

1000 جنيه شهريًا للسجائر

ويضيف، أنه ينفق على التدخين نحو 1000 جنيه شهريًا، لافتًا فى أسف إلى تضرره من هذه العادة القاتلة لكنه لم يجد حافزًا على الإقلاع عنها وخاصة الدعم النفسى سواء من المحيطين به أو المتخصصين كالأطباء .

مطالب بضم أدوية الإقلاع عن التدخين للتأمين الصحي

الدكتور ( أ . ر ) أستاذ الجراحة العامة بإحدى المستشفيات الحكومى يقول إنه يوجد 1 من بين كل 6 مواطنين يتوفون بسبب التدخين عالميًا.

ويطالب بإدراج الأدوية الخاصة بالإقلاع عن التدخين تحت مظلة التأمين الصحى حتى يكون الحصول عليها بالمجان وهو ما يشجع كثير من المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة التى تقودهم والمحيطين بهم إلى الأمراض والموت.

المدخن يدخل دائرة الإدمان

الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية يقول فى حديثه لـ"بوابة الأهرام"، إن كافة المدخنين يقعون فى دائرة الإدمان دون أن يشعرون وذلك لاعتيادهم على الإتيان بأفعال مكررة بصورة قسرية وجبرية، وهو ما يؤثر على ضعف الإرادة لديهم وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة فى التوقيتات اللازمة ويجعلهم يتسمون بالمزاج الحاد والعصبية الزائدة والتوتر الدائم والاندفاعية وعدم التقدير الجيد للمواقف مع عدم السيطرة النسبية على الانفعالات.

ذبحة صدرية وسدة رئوية وسرطان

يضيف أن مخاطر التدخين لم تتوقف عند إصابة المدخن بالذبحة الصدرية أو السدة الرئوية أو السرطان وغيرها من الأمراض الخطيرة والتى تقود فى الأخير إلى الموت وإنما تلاحق هذه المخاطر الأمر خطورة من حوله وتؤذيهم بداية من أبنائه ومرورا بزوجته وانتهاءً بكل المحيطين من خلال التدخين السلبى الذى يقوم من حوله باستنشاقه والتأثر بكل تبعاته السلبية على الصحة النفسية والجسدية معًا.

أبناء المدخنين يصابون بالتأخر علميًا

ويؤكد أن أبناء المدخنين يتأخرون دراسيًا فى المرحلة الإعدادية والثانوية وينخفض لديهم حدة الذكاء نتيجة تأثر المخ بالمواد السامة الناتجة عن عملية التدخين، ولذلك جاءت جهود الدولة بإنشاء 30 عيادة لمكافحة التدخين كلبنه أخرى من لبنات بناء الإنسان المصرى وليس فقط لانتشار الوعى الصحى أو رفع الكفاءة الجسمانية لدى المواطن.

مطالب بفرض ضرائب على منتجات التبغ

ويطالب باتخاذ إجراءات أخرى للقضاء على تلك الظاهرة السلبية والقاتلة مثل زيادة فرض الضرائب على منتجات التبغ كالمعسل والسجائر وغيرها.

ويخاطب استشارى الصحة النفسية من خلال "بوابة الأهرام" الشخص المدخن قائلًا :" إذا كنت لا تخشى على نفسك من الوفاة وتردى الحالة الاقتصادية وسلب الإرادة فعليك أن تخشى على فلذات أكبادك ومن يعولهم من اليتم والعوذ والحاجة".

وقد يهمك أيضًا:

حب الذات يقلّل خطر الإصابة بالنوبات القلبية ويمنح الطاقة الإيجابية

أعراض خطيرة تسبق النوبات القلبية وأخرى تنكشف بعد الإصابة بها

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تحارب التبغ بـ30 عيادة للإقلاع عن التدخين على مستوى المحافظات مصر تحارب التبغ بـ30 عيادة للإقلاع عن التدخين على مستوى المحافظات



GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon