توقيت القاهرة المحلي 20:24:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاش في باريس وتأثر بالفنون الإيطالية والإسبانية

رحيل الفنان التشكيلي أمين الباشا عن عمر يُناهز الـ 87 عامًا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رحيل الفنان التشكيلي أمين الباشا عن عمر يُناهز الـ 87 عامًا

الفنان التشكيلي أمين الباشا
بيروت ـ مصر اليوم

يسمونه «رسّام الفرح» وهكذا هي لوحاته، كأنه بقي طفلًا لا يريد أن يغادر أماكنه، ويحلو له ألا يفرّط بزهو الحياة، بالمائيات التي عشقها ومال إليها، بدأ قادرًا على اختزال استخدام الألوان ليرسم الكثير، قيل إنه متأثر بهنري ماتيس هو، الذي عرف عصر النهضة الأوروبي، والتيارات الغربية الحديثة، وعاش في باريس وتأثر بالفنون الإيطالية والإسبانية، لكنه بقي أمينًا لنمط صاغه، فإذا بلوحته حين تراها تعرف دون كثير جهد أنها لأمين الباشا وليست لأي أحد آخر، وهذا غاية ما يتمناه فنان ينحت أسلوبه برفق إنما بتصميم.

أقرأ أيضًا:"أوبرا دبي" تحتفي بـ"بشائر الربيع" و"توراندو" أيلول المقبل

ولد في منزل عريق أجواؤه تنضح بالإبداع، فتنازعته الفنون حيث رسم وكتب وأحب الموسيقى كشقيقه الموسيقي الشهير توفيق الباشا، لكن بقيت للرسم مكانة خاصة في قلبه، له فرشاة فياضة، ومن بيروت استوحى غالبية أعماله، من نوافذها وأبوابها ومبانيها، أحب الطبيعة وجلسات المقاهي، وجمال الناس، والزهر والوجوه، وأشياءه المحيطة، فنان البساطة والبهجة واليوميات، وإعادة ابتكار العادي على طريقته، لم يرسم البؤس، ولم يستهوِه الألم، لا في ألوانه ولا بمشهدياته، بقي الباشا طفلًا ينتزع وحيه من الحقول والطيور وآنية الزهر وطاولات اللقاء في المقاهي التي تجمع الأحبة، والغرف المغلقة في البيوت الدافئة، وجلسات الصفاء التأملية.

ولد أمين الباشا في بيروت، وتحديدًا في حي «رأس النبع» عام 1932، عاش في بيت تمتزج فيه الفنون والأهواء، تعلم العزف على الكمان، وتردد طويلًا بين امتهان الموسيقى والانصراف إلى الرسم، هو الذي كانت الكتابة جزءًا من حياته ولم يتخلَ عنها أبدًا، حين كان عليه أن يختار اختصاصه حسم الأمر لصالح التشكيل والتحق بـ«الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة»، ثم بمنحة أعطيت له ذهب إلى فرنسا وأكمل دراسته هناك، لتختمر تجربته الفنية وتتفتح رؤيته على تجارب لم يكن يعرفها، أقام في باريس وتنقّل شغوفًا بالبحث عن طريقه، مانحًا نفسه لما يتناسب وخياراته وينسجم وميوله الذاتية.

هو ابن بيروت الخمسينات يوم كان تلميذًا، والستينات حين كانت تغلي مسرحًا وشعرًا ونقاشًا، يوم كانت مختبرًا عربيًا لكل من تهوى نفسه الإفلات من قيد أو أسر، كان قريبًا من يوسف الخال وجماعة مجلة شعر، صديقًا لمسرحيين وموسيقيين، ثم أصبح أستاذًا للفنانين المبتدئين وهو يعلم في معاهد الفنون في لبنان، نشر كتبًا قصصية ونقدية مثل «أليس» و«المنتحر» و«شمس الليل» وله كتاب «بيروت أمين الباشا - مائيات ورسوم 1953 - 2009»، وزينت رسومه عددًا من الدواوين الشعرية، كما كان يرفق كتاباته برسومه أحيانًا، كتب للصحف، دبّج مؤلفاته، اشتغل في التصوير، له منحوتات تشبه كثيرًا في روحها رسومه نفسها، تنقل بين المائيات والزيتيات، رسم بالحبر والقلم الرصاص، عرض في بيروت منذ الخمسينات في غاليريهاتها ومراكزها الثقافية، وفي كثير من عواصم العالم، قيل إنه «يرسم كأنه يكتب الأناشيد» أو يؤلف المقطوعات الموسيقية بانسجامها وتناغمها، لكن ما هو أكيد أن بعض لوحاته رغم بساطتها تظهر قدرته الفائقة على التكثيف والاشتغال الماهر على التفاصيل.

توفي أمين الباشا عن 87 عامًا، ملتحقًا بكوكبة من هذا الجيل يبدو أنها تستعجل المغادرة، القاطرة لا ترحم، الكاتبة مي منسى، ثم المسرحية سهام ناصر، ومن ثم السينمائي المخرج جورج نصر، وها هو التشكيلي أمين الباشا يتبع، على أمل أن تفرمل العجلات زحفها نحو المبدعين، 60 عامًا قضاهًا أمين الباشا في المحترفات وبين الألوان واللوحات، ما إن يغادر الرسم حتى ينصرف إلى الكتابة أو يستمع إلى الموسيقى، هكذا كان هذا البيروتي الأصيل، والعربي الذي بحث عن انتمائه الحقيقي حتى يوم كان مندهشًا بما يشاهد في أوروبا، لم يضيع أمين الباشا البوصلة فيما يخص هويته أو رؤيته إلى صفاء جذوره، رغم أنه رسم الانطباعي والتجريدي والتكعيبي، كرم في كثير من المناسبات، وقد خصته الحركة الثقافية في انطلياس بتكريمها عام 2015 ثم أقيم له معرض استعادي جميل ضم ما يقارب 40 عملًا، من مراحل مختلفة من حياته المهنية، في «متحف سرسق» رافقه كتيب شامل عن حياته ومساره، وحملت المناسبة عنوانًا دالًا وهو «تقسيمات وألوان: تحية إلى أمين الباشا»، يرحل أمين الباشا، هذا التجريبي الذي لا يتعب، مع أن سيرته لا تشي بذلك على الإطلاق، لكنه كان مجددًا دون جنون، متمردًا من غير ضجيج، ومبتكرًا من دون ادعاء

وقد يهمك أيضًا:"اللوحة التي مزّقت نفسها" تُعرض في ألمانيا 5 شباط الجاري

الإمام الأكبر والبابا فرانسيس يشهدان عرض قطع فنية نادرة في "اللوفر"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل الفنان التشكيلي أمين الباشا عن عمر يُناهز الـ 87 عامًا رحيل الفنان التشكيلي أمين الباشا عن عمر يُناهز الـ 87 عامًا



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد

GMT 10:49 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تعرف على عمر هالة فاخر في عيد ميلادها

GMT 06:42 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة إعداد الدجاج على الطريقة التركية

GMT 11:54 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon