توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحظى بإقبال ملايين السياح خلال فصل الشتاء

وادي الملوك في مصر صورة مصغرة "للعالم الآخر" في البر الغربي للنيل

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - وادي الملوك في مصر صورة مصغرة للعالم الآخر في البر الغربي للنيل

منطقة وادي الملوك
القاهرة ـ مصر اليوم

يحظى "وادي الملوك" التاريخي، جنوبي مصر، بإقبال ملايين السياح، خلال فصل الشتاء، وسط فضول لاكتشاف المعلم الأثري الذي يكشف جانبا من نظرة المصريين القدامى إلى المقابر، وما كانوا يعقدونه "خلودا" بعد الرحيل عن الحياة. وطرح باحثون أسئلة كثيرة بشأن المعلم، فحاولوا أن يفهموا ما إذا كانت المقبرة مجرد موقع لدفن الموتى، وما السبب وراء التحنيط واختيار الوادي لإخفاء ملوك مصر القديمة.

الطريق إلى وادي الملوك
وادي الملوك عبارة عن واد مغلق ضيق يقع في البر الغربي للنيل، خلف صخور جبل طيبة (الأقصر)، وهو من الناحية الجغرافية أخدود غير عميق تحيط به المرتفعات، ويشبه حفرة كبيرة غير منتظمة الشكل تتوسط مرتفعات حافة الهضبة الغربية، كما أنه يواجه من الناحية الشرقية معابد الكرنك التي تبعد عنه بنحو ثلاثة كيلومترات.

والطريق الذي يؤدي إلى وادي الملوك من مدينة الأقصر، بعد عبور نهر النيل، طريق طويل يخترق السهل مارا بمعبد "سيتي الأول" في قرية القرنة، ثم ينثني ناحية الغرب في طريق صخري كثير الانحناء يخترق التلال، ويبلغ طول هذا الطريق نحو 5 كيلومترات.

أقرأ أيضًا:

عالم الآثار زاهي حواس يؤكد توت عنخ امون لن يقتل

لماذا اختار الفراعنة هذا الوادي؟
قصة اختيار هذا الوادي مكانا لدفن الملوك جديرة بأن تروى، فقد أراد تحوتمس الأول (1540 – 1501 قبل الميلاد) ثالث فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، أن يختار قبره في واد منعزل خلف صخور طيبة حفظا لجسده وصيانة له من أن تمتد إليه أيدي اللصوص، فعهد إلى المهندس أنيني أن يختار له هذا المكان.

ولم يفت أنيني أن يشير إلى هذه المهمة، التي كلفه بها ملكه، في النصوص التي دونها على مقبرته، إذ قال: أشرفت وحدي على اختيار المقبرة الصخرية لجلالة الملك تحوتمس الأول، دون أن يراني أحد أو يسمعني".
أين دفن المصريون أجسادهم؟
آمن المصريون القدماء بالخلود، وكانت وسيلتهم لتحقيق هذا أن اعتنوا بأمر موتاهم وأعدوا أماكن للدفن، وأجهدوا أنفسهم في اختيارها، ولم يدخروا أي جهد في إحضار أحجار التوابيت الضخمة من أماكن بعيدة.

ومنذ العصور السحيقة، حتى عهد ما قبل الأسرات، اختار المصريون القدامى مقابرهم على حافة الصحراء بعيدا عن أرض الوادي الزراعية التي تغمرها مياه الفيضان سنويا، أو على سفوح التلال الصخرية حتى تكون بعيدة عن متناول أيدي اللصوص والعابثين، وكذلك لتكون بعيدة عن عوامل الفناء الطبيعية كالرطوبة التي تحلل وتفني الأجساد.

الدفن في زمن ملوك الفراعنة
ومع بدء حكم الملوك الفراعنة، استمرت طريقة الدفن نفسها، دون أن يعتريها تغيير يذكر، فكان الدفن في الحافة الرملية أو في سفح الأماكن الجبلية، ولكن بعد تضخم حجم المقبرة بعض الشيء، أصبحت تتراوح بين سبعة أمتار طولا وخمسة عرضا، وأضحى عمق الحفرة ثلاثة أمتار.
وأضافوا أيضا بناء جوانب الحفرة بالطوب اللبن، ثم غطيت بعوارض من أخشاب الأشجار، تسندها عوارض أخرى من الخشب أيضا، وقد فعلوا ذلك حتى يتفادوا انهيار الرمال.

أما الملوك فلم تكن مقابرهم تختلف عن مقابر الأفراد إلا في كبر الحجم وبناء أرضية الحفرة بالطوب "اللبن" وإقامة درج يصل بين أرضية المقبرة وسطح الأرض، وانتشار غرف جانبية كمخازن لحفظ الأطعمة والأثاث الجنائزي وأدوات الزينة والصيد وأسلحة القتال، وفي النهاية توضع لوحة تحمل اسم الملك المدفون فيها.

المقبرة.. فكرة وفلسفة وصورة
كانت المقبرة عند قدماء المصريين صورة مصغرة للعالم الآخر، سواء حفرت في الرمال أو بنيت بالطوب "اللبن" أو الأحجار أو نحتت في الصخر الأصم، وكان الهدف من إعدادها هو تحقيق فكرة دينية، وهي أن المتوفي يقوم برحلته الجنائزية مع المعبود الشمسي في المركب الذي يوصله إلى العالم الآخر.
وقد ترتب على هذا أن المقبرة كانت تغلق بإحكام ولا تفتح أبدا بعد مواراة الجثة وإتمام مراسم الدفن، ولذلك كان يهال الرديم والأتربة والأحجار على مدخل المقبرة لإخفائها تماما.

ولهذا السبب نفسه، كانت ترسم على جدران المقبرة ابتداء من مدخلها وعلى سراديبها ودهاليزها وقاعة الدفن، الرسوم والنقوش التي تتعلق بالعالم الآخر بجميع أجزائه وسكانه.
التحنيط.. حفظ الاجسام آلاف السنين
ويعد التحنيط أحد أهم خصائص حضارة المصريين القدامى، وقد برعوا في هذا الفن إلى حد كبير، ولذلك، جرى العثور على أجساد محنطة تنتمي إلى عصر ما قبل الأسرات، وكانت طريقتهم في التحنيط بدائية إذ كانوا يدفنون الجثة في الرمال فتجف، وهذا هو أقدم نوع من التحنيط وأكثر صيغه بساطة.

وأشار المؤرخ المصري، منايتون، إلى عملية التحنيط، كما تطرق إليها مؤرخون إغريق ـ وقال هيرودوت في كتابه إن فن التحنيط كان يمارسه رجال حصلوا على ترخيص بذلك
الطريق إلى مدافن الملوك
وبعد إتمام مراسم التحنيط، تنقل المومياء إلى المقبرة في احتفال مهيب، وقد وردت على جدران المقابر الملكية رسوم توضح تفاصيل موكب تشييع الجنازة.
ويبدأ الموكب بفريق من مقربي الملك المتوفى وخدمه وهم يحملون الزهور وأواني الطيب والزيوت العطرية، ويلي هؤلاء فريق من كبار الكهنة ورجال الدين الذين يحملون قوارير المياه المقدسة، ثم يأتي التابوت وقد التف حوله كبار رجال الدين وهم يحملون المباخر وأواني العطور والطيب.

ويسير خلف تابوت الملك، الملكة وبقية زوجاته وبناته وأقرباؤه من النساء ومعارفه وقد عصبن رؤوسهن ولطخن وجوههن بصبغة "النيلة" الزرقاء أو الطين، ومزقن ملابسهن، ودون أن يتوقفن لحظة عن لطم الخدود وضرب الصدور، فيما تقوم بعض النسوة المحترفات غالبا بتعديد مناقب الميت وحسناته.

وأخيرا يحملون التابوت فوق أكتافهم ويدخلونه باب المقبرة ثم يحركونه برفق لينزلق على الممر الهابط الذي رشت أرضيته بالمياه المقدسة والرمال الناعمة.
بعد ذلك يجري إيداع أثاث الملك الجنائزي في المقبرة إلى جانب أسلحته، وكافة ما "يحتاج" إليه في العالم الآخر من حلي وملابس، ويقوم فريق من الكهنة بترتيبها داخل المقبرة على عجل.

وقد يهمك أيضًا:

موقع مقبرة الملكة المصرية "نفرو سوبك" يُثير حيرة العلماء في العالم

عرض تابوت الملكة "تاوسرت" في معبد الأقصر للمرة الأولى منذ اكتشافه

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وادي الملوك في مصر صورة مصغرة للعالم الآخر في البر الغربي للنيل وادي الملوك في مصر صورة مصغرة للعالم الآخر في البر الغربي للنيل



GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon