توقيت القاهرة المحلي 13:56:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما كورونا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - دراما كورونا

المؤلّفة والباحثة الليبية فاطمة غندور
بقلم : فاطمة غندور

لعل الأنشطة الثقافية والاجتماعية غالبت جائحة كورونا، منذ ظهورها العام الماضي في أوطاننا، بين مباشرة الأنشطة بالحضور في القاعات مع التزام الاحترازت، كمامات، وتباعد اجتماعي، وتوافر المواد المُطهرة (المُعقمات) التي صارت تقليدا متبعا، بشكل شخصي أو باتاحته للحضور، وبين أن تدار الأنشطة (عن بعد) عبر الشبكة الرقمية، في البث المباشر، وكان نموذج ذلك ما خطط له المجلس الأعلى للثقافة بمصر، الذي توفق في عقد نشاطه الثقافي متخذا شعار "الثقافة بين يديك"، عبر قناة اليوتيوب (ثقافة أونلاين- خليك بالبيت)، شرع في تلك الفعاليات مع شهر مارس 2020، وبوجبة يومية ثقافية لم تخلف موعدها، وموعدها الثامنة مساء، إذ قدم منتجه الثقافي، الأدبي نخبة من كتاب وأدباء الوطن العربي، شعرا وقصة، ومقالة، ودراسات في الرواية، وفي قضايا مجتمعية راهنة، وكنت تلقيت كما آخرين، إشعارات يومية بتلك اللقاءات المباشرة عبر شبكة التواصل (الواتس اب)، وتابعت ماتسنى لي من الوقت، تلك الفعاليات التي غالبت بجدارة ظروف الجائحة، وربطت بين الكُتاب وجمهورهم، وهذه التجربة التفاعلية اليوم تقارب العام، جديرة بتقديرها منظمين وإدارة، كما وتستحق عناية راصدة لمؤشرات نجاحها، كأن تقدم قراءة في مؤشرات انخراط وتفاعل "الرواد" مع قناة اليوتيوب، وما أثر الجائحة في دفع الجمهور للبحث عن ثقافة تتاح لهم مباشرة عبر وسائل التقنية، التي بدت حلا لجأت إليه أغلب المؤسسات الثقافية.
كما اضطلعت منظمة "حركة تنوير" بليبيا بالتعاون مع مكتبة دار الفرجاني، بعقد جلسات لقاء بث مباشر استهلتها مع نهاية السنة الماضية، لمناقشة مفتوحة لإصدارات محلية، وعربية، ومترجمة، كما أتاحت الفرصة لأصدقاء المنظمة، لتقديم قراءة ملخصة "مسجلة" لما يختارونه من كتب يرون أنها تقدم إفادة ومتعة للمتابعين، كما تشاركت نشاطاتها مع عدد من الصفحات الليبية لتوسيع دائرة المعرفة، وخلق حالة من التشارك الثقافي للرواد المتابعين يطال جغرافيا بعيدة، فمحنة كورونا بقدر ما دعت إلزاما للحجر والعزلة وذاك نقيض معتاد بشري قام على حركة الأمكنة وتقارب بشرها في زمن مفتوح لا تقييد يطاله، بقدر ماجرت مجابهة ثقل العزل والحجر بوسائل عدة، تتوخى الحرص، ومسئولية الانضواء تحت اشتراطاتها، وتنجز في ذات الوقت حراكا معرفيا تفاعليا، لم يتوقف بكل أركان الأرض، وعلى مستويات عدة سياسية واقتصادية وثقافية وتعليمية.
لكن ذلك لم يتحقق في أغلب مجالات الفنون والدراما، ففرق موسيقية ومسرحية، تعطلت مقراتهم التي يتم التفاعل فيها مع جمهورهم، وإن حاولوا عقد بث مباشر عبر وسائط التقنية، وكل من مكانه، يعزف ويغني، أو يقدم فنه التمثيلي متفردا، وتابعنا نماذج من فرق العالم، ضربوا موعدا عن بعد، تلك الفرق أسعدت محبيها ومتابعيها في محنتهم بالبيوت، ومنها فرق سيمفونية عالمية، كما فناني الراب من الشباب، بثوا منتجهم عبر اليوتيوب وحقق معدلات مشاهدة تفاوتت في أرقامها.
اليوم ونحن في انتظار الأعمال الدرامية في الشهر الفضيل رمضان، ويبعدنا عنه أقل من شهرين، بكونه يوافق شهر أبريل هذه السنة، وكان المعتاد ما قبل كورونا، أن نطالع الأخبار الفنية، وبورصة نجوم الشهر بإطلالتهم، في الدراما الدينية أو الاجتماعية أو الترويحية كالفوازير والاسكتشات القصيرة، في مثل هذا الوقت والتي تتجاوز الاستعدادات للتصوير، بل تبرز قائمة بالبرامج، والمسلسلات الجاهزة التي لها موقعها في ليالي رمضان، وأي من القنوات ستحوز العرض وتوقيت البث الأول، تلك الحرارة الإعلامية غيبتها، السنة الثانية التي نعبر فيها الوضع الكوروني، عائق الاشتغال الجماعي الدرامي، كأسرة واحدة تجمعهم مشاهد تجسد أحداث العمل، صارت تهدد مناخاتها جائحة/ وباء حير العالم، هذا الحال ليس لدينا فقط، بل عالمنا بأجمعه تراجعت فيه النشاطات المرتبطة بسوق المسلسلات والأفلام، فهل شروع دولنا العربية في منح اللقاحات، ومع انخفاض معدلات العدوى، ويقابلها أيضا ارتفاع نسبة التعافي، كفيل بمباشرة تنفيذ أعمال درامية، كان محلها المنتظر بشغف "شهر" له خصوصيته الاحتفائية، باجتماع العائلة، إذ تتحقق فيه نسب مشاهدة تنافسية لأعمال كبار النجوم، كما وجوه جديدة تقتحم مجال الدراما، ويتحقق فيه أيضا فرص عمل لكادر فني، وخدمي، باب الأمل يظل مشرعا، بكون الفن والثقافة في مثل ظروفنا، سلاحين معول عليهما في بلسمة محن البشر، وكمتنفس معرفي، وعلاج للأنفس من كدر، وضغوط مايعبرون به.

قد يهمك ايضا

بريطانيا تسجل أدنى مستوى لإصابات كورونا الجديدة منذ شهرين

الأعلى للثقافة المصري ينظم لقاء بعنوان القيادة الشبابية بين الحلم والواقع

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما كورونا دراما كورونا



GMT 14:47 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 09:51 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 13:34 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

السقيفة الملعونة

GMT 12:21 2023 السبت ,26 آب / أغسطس

أنت الوحيد

GMT 12:26 2023 الإثنين ,10 تموز / يوليو

لن أرحلَ

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر

GMT 16:39 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الحكومة المصرية تحصل على منح بـ 635 مليون جنيه

GMT 05:48 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

جوني ديب يقرر الزواج من راقصة روسية

GMT 13:34 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي لدول المتوسط يصنّف الأفضل لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon