توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسوم الغرافيتي بين الفن والجريمة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رسوم الغرافيتي بين الفن والجريمة

بون - مصر اليوم

تختلف نظرة المجتمع لكتابات ورسوم الجرافيتي على الجدران. فبينما يراه البعض فناً يعتبره آخرون تخريبا، بسبب الأضرار التي تلحق بممتلكات الغير. في مدينة بون يسعى أحد فناني الجرافيتي إلى التقريب بين وجهات نظر الطرفين. لون هذا المخلوق الغريب أخضر وله أسنان شبيهة بأسنان سمك القرش تظهر من خلال ابتسامته. تُرى عما تعبر هذه الصورة؟ هل هي صورة لشبح لطيف؟ قد يفسر كل شخص الصورة حسب انطباعه لكنها قد تكون أيضا مجرد تعبير عن الشعور بالرضا التام. والأكيد هو أن هذا الجرافيتي رُسم بشكل قانوني على أحد الجدران المخصصة لذلك في مدينة بون، العاصمة السابقة لألمانيا. تعاني بون من مشكلة الرسومات والنقوش غير المسموح بها، والتي تستهدف جدران المنازل وصناديق الكهرباء والهاتف وأيضا الأنفاق غير المراقبة. يقول سيغفريد هوس، المكلف بمكافحة الجرافيتي والمواد الضارة ببلدية بون، بأن الكتابة على الجدران تكلف المدينة حوالي 90 ألف يورو سنويا لإزالتها وتنظيفها. ويشارك هوس في تنظيم حملة تستمر أسبوعا لمكافحة الجرافيتي غير المرخص له والذي يعاقب عليه القانون بشدة. ويصف هوس ذلك بقوله "إنها جريمة تلحق ضررا بممتلكات الآخرين". ويقدم هوس مثالا عن العقوبات التي يمكن أن تطال الرسم على صناديق البريد أو التلفون "يُلزم كل من رسم على صناديق الكهرباء المملوكة للدولة بدفع مبلغ 200 أو 300 يور تكاليف إزالة آثار ذلك الرسم". وحسب هوس أيضا، فإن الذين لا يستطيعون دفع هذا المبلغ يتم إشراكهم في التنظيف حتى يدركون حجم العناء الذي يسببه ذلك. وتسعى المدينة بالشراكة مع الشرطة وهيئة السكك الحديدية وجمعيات محلية تبادل الخبرات من أجل التوصل إلى حلٍ للتصدي لظاهرة الكتابة على الجدران. وتقدر الخسائر التي يسببها الجرافيتي على صعيد ألمانيا كلها بحوالي 200 مليون يورو سنويا. لكن هل الإجراءات الإدارية الصارمة كافية لوحدها لمواجهة هذه الظاهرة؟ الجرافيتي المرخص له يكون أكثر دواما ننتقل إلى نفق خاص بالمشاة وسط المدينة. في وسط هذا النفق يوجد حائط عريض تظهر فيه صورة لوجه مشهور من أبناء بون والذي تجاوزت شهرته حدود ألمانيا، إنه الموسيقار لودفيغ فان بيتهوفن. وقد تم رسم هذه اللوحة بالصباغة وبطلب من إدارة المدينة. يرى الفنان التشكيلي بنيامين سوبالا بأن مثل هذه الأعمال المرخص لها من طرف المدينة يمكن أن تثني رسامي الجرافيتي عن الرسم في الأماكن الأخرى. وكمثال آخر على ذلك، محطة للحافلات قريبة من نفس المكان يقول عنها سوبالا: "مرت ثلاث سنوات على الرسومات التي رسمناها في هذه المحطة ولم تتعرض حتى اليوم لأي تخريب". سوبالا هو فنان جرافيتي متقاعد وكلفته المدينة بلعب دور الوسيط بين بلديات المدينة ورسامي الجرافيتي. ففي حلقات دراسية يوضح سوبالا الإمكانيات المتوفرة لممارسة الجرافيتي بطريقة قانونية. غير أن سوبالا ينتقد أيضا مدينة بون لقلة الفضاء المخصص لممارسة الجرافيتي بشكل قانوني. ويقول بهذا الخصوص "إذا قارنت مدينة بون مع كولونيا فإن الأخيرة توفر الكثير من المساحات لرسامي الجرافيتي. ويقوم بذلك أيضا أصحاب المحلات التجارية وأتأسف بعض الشيء لعدم وجود مثل هذا الأمر في بون". وقد يساهم ذلك كثيرا في التخفيض من حجم الكتابة على الجدران بطريقة غير قانونية. من جهتها ترى إدارة مدينة بون، في شخص السيد هوس، بأن توفير أماكن خاصة بالجرافيتي في المدينة غير كفيل بحل المشكلة، ويبرهن هوس على ذلك بالقول: "الأماكن المخصصة للجرافيتي سيتم ملؤها في يوم ما. ثم يأتي شخص آخر ويقول هنا يسمح لي بالرسم ويقوم بالكتابة على جدران المبنى المجاور وبالتالي نكون أمام فعل مخالف للقانون". ويؤكد سوبالا على ضرورة التحرك بسرعة عند رؤية شخص يبدأ بالرسم على أحد الجدران وإذا لم يتم ذلك فإن راسم الجرافيتي يرى في فعله أمرا مقبولا. وينصح سوبالا باستخدام طلاء للجدران مضاد للجرافيتي يمكن تنظيفه 50 مرة. الصقور والبرقع والموز وتختلف الدوافع وراء الكتابة غير القانونية على الجدران. فقد يكون الهدف من ذلك هو التخريب وقد يكون أيضا التعبير عن فن نبيل أو عن نشاط سياسي. لكن توجد أيضا رسومات يكون معناها غير واضح تماما مثل رسومات الموز للفنان التشكيلي الألماني توماس باومغيرتل التي تزين حاليا أكثر من 4000 باب ومعرض. وفي مدينة لايبزيغ تم ترميم رسم الجرافيتي "مادونا والطفل" الذي أصبح مدرجا ضمن الآثار المحمية. أما في أفغانستان فتعبر فنانة الجرافيتي شميسة حساني من خلال رسومات لبرقع أزرق وراء القضبان عن اضطهاد المرأة في أفغانستان. وفي نيروبي يتم رسم جرافيتي في شكل صقور على جدران منازل يقطنها سياسيون متهمون بالفساد. ويرى سوبالا في ذلك دليلا كافيا على إضفاء صفة الفن على الجرافيتي لكن بشروط معينة "أنا أدعم الرسم القانوني لأنني أيضا كصاحب مِلك أعلم جيدا بأنه ليس جميلا بأن تضطر إلى التخلي عن عطلتك السنوية بسبب ضرورة إعادة صباغة جدران البيت أو شيء من هذا القبيل".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسوم الغرافيتي بين الفن والجريمة رسوم الغرافيتي بين الفن والجريمة



GMT 06:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«السياحة» تحتفل بالذكرى الـ121 لإنشاء المتحف المصري في التحرير

GMT 00:34 2023 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا فى عدد من المحافظات

GMT 07:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ترميم المومياوات باستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر

GMT 07:12 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على 5 قبور جديدة تعود للعهد الروماني في غزة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon